Skip to main content

هل فى القصص القرآنى نبوءة من علم الغيب؟ - اتصال محمد نفسه بأهل الكتاب

الصفحة 4 من 7: اتصال محمد نفسه بأهل الكتاب

ثالثا : اتصال محمد نفسه بأهل الكتاب
ثم يستشهد دروزة على اتصال محمد الشخصى بأهل الكتاب : " فى سورة ( النحل 103 ) ، آية تحكى دعوى بعض الكفار أن شخصا معينا كان يعلم النبى : ( و لقد نعلم انهم يقولون : إنما يعلمه بشر ! – لسان الذى يلحدون اليه أعجمى ، و هذا لسان عربى مبين ) . و الآية تنفى التعليم الذى يجحد بنزول الوحى على محمد صلعم ، غير أنها لا تنفى اتصالا ما بينه و بين أحد أفراد الجالية الأجنبية كما هو ظاهر . و المتبادر أن الجاحدين لم يكونوا ليقولوا ما قالوه ، لو لم يروا أو يعرفوا أن النبى صلعم كان يتردد على شخص من أفراد هذه الجالية فى مكة , هو أهل علم و تعليم دينى ، و له وقوف على الكتب السماوية ...
" و فى سورة ( الفرقان 4 ) آية تحكى كذلك دعوى بعض الكفار أن النبى صلعم كان يستعين فى نظم القرآن بقوم آخرين : ( و قال الذين كفروا : إن هذا إلا إفك افتراه ، و أعانه عليه قوم آخرون ! – فقد جاؤوا ظلما وزورا ) ، و الآية انما تنفى كذلك دعوى الاستعانة ، و لا تنفى اتصالا ، أو صحبة النبى صلعم و فريق من الناس . كما ان تعبير " قوم آخرين " يلهم أن المنسوب اليهم أكثر من واحد . و بالتالى يسوغ القول إنه غير الشخص الأعجمى المعنى فى آية النحل . و الذى يتبادر الى الذهن أيضا أن الكفار لم يكونوا ليقولوا ما قالوه مما حكته الآية ، لو لم يروا و يعرفوا أنه كان للنبى صلعم حلقة أو رفاق يجتمعون إليه ، و يجتمع إليهم ، و يتحدثون فى الأمور الدينية . و ليس من المستبعد – إن لم نقل من المرجح – أن هذا كان قبل البعثة ، ثم امتد الى ما بعدها " .
فمحمد كان على اتصال شخصى بأهل الكتاب من عرب و عجم – و اتصاله بالأعاجم يدل على أنه كان يعرف لغات أجنبية غير العربية ، كما أبنا ذلك فى غير موضع . و هذا ليس من الأمية علما و دينا فى شىء .

تداول الكتاب و الانجيل معربين بين العرب قبل القرآن
الصفحة
  • عدد الزيارات: 12612