Skip to main content

أسئلة علمية - أذى السحر

الصفحة 11 من 11: أذى السحر

22 - أذى السحر

س 199: جاء في سورة الفلق 113: 1-5 قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الفَلَقِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ وَمِنْ شَرّ ِ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي العُقَدِ وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ .

قال البيضاوي: ومن شر النفاثات في العقد - ومن شر النفوس أو النساء السواحر اللاتي يعقدن عقداً في خيوط وينفثن عليها، والنفث النفخ مع ريق. وتخصيصه لما رُوي أن يهودياً سحر النبي في إحدى عشرة عقدة في وترٍ دسَّه في بئر فمرض النبي ونزلت المعوَّذتان. وأخبره جبريل بموضع السحر. فأرسل علياً فجاء به، فقرأهما عليه. فكان كلما قرأ آية انحلّت عقدة ووجد بعض الخفة. ولا يوجب ذلك صدق الكفرة في أنه مسحور لأنهم أرادوا به أنه مجنون بواسطة السحر. وقيل المراد بالنفث في العُقد إبطال عزائم الرجال بالحيل مستعار من تليين العقد بنفث الريق ليسهل حلها وإفرادها بالتعريف لأن كل نفاثة شريرة بخلاف كل غاسق وحاسد .

وجاء في سورة البقرة 2: 102 وَا تَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَىمُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى المَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ المَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوالمَنِ اشْتَرَاهُ مَالهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ .

قال البيضاوي: المراد بالسحر ما يُستعان في تحصيله بالتقرب إلى الشيطان ممالا يستقل به الإنسان. وذلك لا يستتب إلالمن يناسبه في الشهادة وخبث النفس. فإن التناسب شرط في النظام والتعاون. وبهذا تميز الساحر عن النبي والولي .

ونحن نسأل: كيف يصيب السحرُ المؤمنَ المحفوظ بعناية الله؟ لقد نهت شريعة الله عن السحر: لَا تَتَعَلَّمْ أَنْ تَفْعَلَ مِثْلَ رِجْسِ أُول ئِكَ الأُمَمِ. لَا يُوجَدْ فِيكَ مَنْ يُجِيزُ ابْنهُ أَوِ ابْنتَهُ فِي النَّارِ، وَلَا مَنْ يَعْرُفُ عِرَافَةً، وَلَا عَائِفٌ وَلَا مُتَفَائِلٌ وَلَا سَاحِرٌ، وَلَا مَنْ يَرْقِي رُقْيَةً، وَلَا مَنْ يَسْأَلُ جَانّاً أَوْ تَابِعَةً، وَلَا مَنْ يَسْتَشِيرُ المَوْتَى. لِأَنَّ كُلَّ مَنْ يَفْعَلُ ذ لِكَ مَكْرُوهٌ عِنْدَ الرَّبِّ (تثنية 18: 9-12). وهاجم الرسول بولس بار يشوع الساحر بقوله: أيها الممتلئ كل غش وكل خبث، يا ابن إبليس، يا عدوَّ كل بر. ألا تزال تفسد سبل الله المستقيمة؟ فالآن يد الرب عليك فتكون أعمى لا تبصر الشمس إلى حين. ففي الحال سقط عليه ضباب وظلمة. فجعل يدور ملتمساً من يقوده بيده (أعمال 13: 9-12). وكذلك قال بطرس الرسول لسيمون الساحر فتُبْ مِن شرِّك هذا . ثم قال: لأني أراك في مرارة المرّ ورباط الظلم (أعمال 8: 22 و23). هذه هي شريعة الله حقاً، وهؤلاء هم رسل الله فعلاً، ينتهرون السحرة ويعطلون أعمالهم، وقوة الله فوق قوى الساحرين!

الصفحة
  • عدد الزيارات: 28146