أسئلة علمية - ميت يتوكأ على عصا مدة سَنة
12 - ميت يتوكأ على عصا مدة سَنة!
س 189: جاء في سورة سبأ 34: 14 فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ (سليمان).المَوْتَ مَا دَلَّ هُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلاَّ دَابَّةُ الأَرْضِ تَأْكُلُ مِنْسَأَتَهُ (العصا).فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الجِنُّ أَنْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الغَيْبَ مَا لبِثُوا فِي العَذَابِ المُهِينِ .
قال البيضاوي: فلما قضينا عليه الموت - أي على سليمان. ما دلهم على موته - ما دل الجن وقيل آله. إلا دابة الأرض - أي الأرضة أُضيفت إلى فعلها. وقرئ بفتح الراء أرَض وهو تأثر الخشبة من فعلها. فيقال أرضت الأرضة الخشبة أرضاً. تأكل منسأته - عصاه، من نسأت البعير إذا طردته لأنه يطرد بها. فلما خر تبينت الجن - علمت الجن بعد التباس الأمر عليهم. إن لو كانوا يعلمون الغيب مالبثوا في العذاب المهين - إنهم لو كانوا يعلمون الغيب كما يزعمون لعلموا موته حينما وقع فلم يلبثوا بعده حولاً في تسخيره إلى أن خر أي ظهر أن الجن لو كانوا يعلمون الغيب مالبثوا في العذاب. وذلك أن داود أسس بيت المقدس في موضع فسطاط موسى. فمات قبل تمامه، فوصى به إلى سليمان. فاستعمل الجن فيه، فلم يتم بعد أن دنا أجله واُعلم به. فأراد أن يعمّي عليهم موته ليُتِموه فدعاهم فبنوا عليه صرحاً من قوارير ليس له باب. فقام يصلي متكئاً على عصاه. فقبض روحه وهو متكئ عليها. فبقي كذلك حتى أكلتها الأرضة، فخرَّ. ثم فتحوا عنه وأرادوا أن يعرفوا وقت موته. فوضعوا الأرضة على العصا فأكلت يوماً وليلة مقداراً فحسبوا على ذلك فوجدوه قد مات منذ سنة .
ونحن نسأل: كيف يموت سليمان الملك ويستمر سنة دون أن يعلم به أحد؟ أين نساؤه؟ وأين أولاده؟ وأين حاشيته؟ وأين شعبه؟ ألا يوجد أحد من كل هؤلاء يسأل عنه؟ وهل يتصورونه قائماً يصلي على عصاه سنة كاملة بدون نوم ولا أكل ولا شرب ولا استحمام؟ وكيف لما مات متكئاً على العصالم يسقط؟ ألم يتحلل جسده ويصبْهُ النتن والتعفن. ولما أكلت الأرضة جزءاً من العصا ألم يختل توازنه ويسقط؟ أليس تآكل العصا في يوم يكفي لسقوط جسد الميت كتآكلها إلى آخرهالمدة سنة؟ وإذا كان سليمان قد بنى على نفسه صرحاً من قوارير ليعمي عين الإنس والجن عن موته، فلماذا لم يعلم مقدماً الدور الذي ستلعبه الأرضة؟
13 - جبل يحلّق في الجّو!
س 190: جاء في سورة النساء 4: 154 وَرَفَعْنَا فَوْقَهُمُ الطُّورَ بِمِيَثاقِهِمْ . وجاء في سورة الأعراف 7: 171 وَإِذْ نَتَقْنَا (رفعنا).الجَبَلَ فَوْقَهُمْ كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ وَظَنُّوا أَنَّهُ وَاقِعٌ بِهِمْ خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ .
قال البيضاوي تفسيرالسورة الأعراف 171: وإذ نتقنا الجبل فوقهم - أي قلعناه ورفعناه فوقهم وأصل النتق الجذب. كأنه ظُلّة - سقيفة وهو كل ما أظلك. وظنوا - وتيقنوا. انه واقع بهم - ساقط عليهم لأن الجبل لا يثبت في الجو ولأنهم كانوا يوعدون به، وإنما أطلق الظن لأنه لم يقع متعلقه. وذلك أنهم أبَوْا أن يقبلوا أحكام التوراة لثقلها فرفع الله الطور فوقهم وقيل لهم اقبلوا ما فيها وإلا فليقعن عليكم . وقال البيضاوي تفسيرالسورة النساء 154: ورفعنا فوقهم الطور بميثاقهم - بسبب ميثاقهم ليقبلوه .
ونحن نسأل: هل من المعقول أن يخلع الله جبلاً من الأرض يعلو في الفضاء ويظل معلقاً على لا شيء ليخيف الناس ويرغمهم ليقبلوا شريعته؟ وهل يوافق هذا علمياً ناموس الجاذبية، وأدبياً ناموس المحبة الإلهية؟
- عدد الزيارات: 29482