Skip to main content

تكفيك نعمتي - كلّي للمسيح

الصفحة 11 من 12: كلّي للمسيح

الفصل العاشر

كلّي للمسيح

قادني الله سبحانه إلى الصراط الذي اختاره لي والذي أسلمت نفسي له. وبهذه الطريقة وحدها يمكن أن أعيش حياتي لمجد الذي أحبني أولاً. لم أقدر أن أفعل شيئاً بقوتي الشخصية، فما وصلتُ إليه وما حدث معي من معجزات كان بفضل عمله هو في حياتي. كان الطريق مليئاً بالأشواك وأصعب مما توقعت. لكني لم أغفل للحظة أن يسوع الناصري مشى فيه من قبل. ألهمَتْني هذه الفكرة وشدَّت من إزري طوال الطريق وأنا أحمل الصليب. لقد قال، وهو أصدق القائلين: مَنْ أَرَادَ أَنْ يَأْتِيَ وَرَائِي فَلْيُنْكِرْ نَفْسَهُ وَيَحْمِلْ صَلِيبَهُ وَيَتْبَعْنِي )مرقس 8:34(. كان هذا هو الطريق الذي نهجتُه رداً على محبته العظيمة لي. وبالرغم من الوحدة التي تُفرض على من يسلك طريق الخدمة، إلاأني لمست الصلة الوثيقة بيني وبين ربي الذي كان يحسّ بي. وهبني الموتُ لأجل المسيح القدرةَ على اختبار قوة قيامته، إذ فيه اختبرت نصرة الحياة على الموت في هذه الحياة. لقد هجرني الأهل والخلان، ومن حسبته بحبيبٍ تحوّل إلى ألدّ الأعداء لي. لم يعد لي صديق أو قريب تأنس به نفسي كما لو كان هذا موتاً اجتماعياً. إلا أني واصلت السير في الطريق الذي اخترته. إن موتي لربي يومياً أمرٌ لا يُستهان به، ولك ني لم أندم على ذلك.

حينما كانت النفوس تخلُص وتتغيَّر كان هذا يجلب لي فرحاً كبيراً، مع أن عددهم قليل. وحينما كان الناس يسيئون إليَّ ولا أنتقم كانوا يعتبرون هذا ضعفاً. إلا أني لست أفضل من سيدي، فلن أنتظر ما لم يحدث معه. أعلم أنه إذا انقضى أجل المؤمن بالمسيح فليست هذه نهايته، بل بداية حياة جديدة وأفضل. لذا حينما أمضي عن هذا العالم فلن تسنح لي الفرصة لأموت لأجله. أحب أن أشجع الكثيرين ليمجِّدوا سيدي ويحمدوه. لقد قادني ربي وإلهي بأمانة طوال هذه السنين، فأشكر الله الذي التقى بي، وأدعو الله أن كل من يقرأ في هذا الكتاب عن خلاصه يُكتب اسمه في سفر الحياة مع القديسين الذين يحمدونه في نورٍ أبدي.

خاتمة
الصفحة
  • أنشأ بتاريخ .
  • عدد الزيارات: 17129