لماذا صرت مسيحيا
مقدمة
مضى مدى من الزمن منذ جهز بادري سلطان محمد بولس قصة حياته بناء على رغبة أصدقائه, وجعل عنوانها لماذا صرت مسيحيا؟ وقد كتب هذا الكتاب أول الأمر في اللغة الأردية, ونشرت الترجمة الأولى له سنة 1927 في لاهور. ثم ترجم إلى لغة التاميل, والمالايالام.
ولقد سعدت كثيرا بلقاء بادري سلطان محمد بولس منذ أربع وثلاثين سنة, في الله أباد عندما كان يباحث علماء المسلمين. وكانت أخلاقياته المسيحية ومعرفته العميقة ذات تأثير عظيم على نفسي. وكان في ذلك الوقت يعمل أستاذا للغة العربية في إحدى جامعات لاهور.
يعاني الإنسان المعاصر من مرض روحي, هو فخره الكاذب بعائلته ومجتمعه وأمته. ويتفشى هذا المرض في كل طبقات المجتمع, لأنه مرض التركيز على الذات, الذي نسميه في اللغة الدينية الفساد المطلق للطبيعة البشرية. وهو فساد تكمن جذوره في القلب البشري, فيعطل خدمة الإنسان لمجتمعه. على أن هذا المرض يظهر أكثر ما يكون في ثورة الإنسان ضد ما هو مقدس, وضد الله الحي. لقد دمرت آثار الخطية قلب البشر. ومع أن الناس يحسون بخطاياهم, إلا أنهم يستمتعون بالخطية ويمارسونها بسرور. ولقد كان إحساس بادري سلطان محمد بولس بالخطية كبيرا , فأراد أن يتحرر منها, فأنعم الله عليه بما طلب. ويتحاشى كثيرون من البشر النظر لمشكلة الخطيئة في حياتهم, فلا يفتشون على طريق الخلاص منها. ويحاولون بنفاقهم أن يغطوا حالة قلوبهم السيئة, رغم أنهم يعلمون أن لا شيء في قلب الإنسان يختفي عن عين الله التي ترى كل شيء. فإلى من يطلب تحريرا لنفسه من خطاياه, نقدم قصة حياة سلطان بولس ونرجو أن تكون سبب بركة لمطالعيها, ومصدر هدى وإرشاد لهم, يقودهم إلى الله الحي. الناشرون
- أنشأ بتاريخ .
- عدد الزيارات: 14757