Skip to main content

لماذا صرت مسيحيا - طريق المسيحية للخلاص

الصفحة 8 من 9: طريق المسيحية للخلاص

 

طريق المسيحية للخلاص

وفي هذه الحالة اليائسة بدأت اقرأ الإنجيل المقدس, وأنا أرجو أن أصلح الكثير من أخطائي. فقرأت قول المسيح: تعالوا إلي يا جميع المتعبين والثقيلي الأحمال وأنا أريحكم (متى 11:28). ولا أستطيع أن أصف مقدار فرحي بهذه الآية.

لم أكن أفتش عنها قصدا, كما أني متأكد أني لم أرها بالصدفة, لكن الله هو الذي أعطاها لي إجابة لصلاتي وبحثي وتفتيشي عن الحق. كانت هذه الآية بالنسبة لي أنا الخاطئ إعلانا بأخبار مفرحة. لقد تركت الآية تأثيرها العظيم على نفسي فمنحتني السلام والراحة والفرح, وضاع مني فورا كل إحساس بالضياع والقلق. إن المسيح يقول: أنا أريحكم هذا يعني أن الخلاص متوقف عليه. إنه لا يشير إلى طريق نسلكه لنجد الراحة, لكنه هو نفسه الطريق, ثم قرأت بعد ذلك قوله: أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلا بي (يوحنا 14:6). ولكن سرعان ما داهم عقلي سؤال: هل يمكن أن يضع الإنسان ثقته في هذا الوعد الضخم من المسيح. وجاوبت: إن الإنسان يمكن أن يجد راحته في هذه الكلمات, لأن المسيح في نظر المسلمين كامل بلا خطية وجيه في الدنيا والآخرة وهو كلمة الله وروح منه. وهذه كلها تعلن كمال المسيح. ثم أن المسيحيين يقولون إنه الإله الكامل, والإنسان الكامل الذي خلت حياته من كل خطأ ورغبات أرضية. ولذلك فإن المسيح العظيم الكامل في نظر المسيحيين والمسلمين لا بد يمتلك من الإمكانيات ما يجعله قادرا على تحقيق وعده بالراحة لكل من يأتي إليه. ثم بدأت أفكر في مواعيد المسيح لي بالخلاص, فوجدت قول المسيح: ابن الإنسان لم يأت ليُخْدَم بل ليَخْدِم وليبذل نفسه فدية عن كثيرين (متى 20:28). وعندما قرأت هذه الآية اكتشفت أن المسيح يقدم للإنسان خلاصه, فقد بذل المسيح نفسه عن الخطاة, وهو الطريق العجيب الذي لا يمكن للعالم كله أن يقدم نظيرا له. ولقد أسس كثير من البشر ديانات في عالمنا, ولكن لم يقل واحد منهم إن موته سيكون سبب غفران الخطايا. المسيح وحده هو الذي قال عن نفسه هذه الكلمات, وحققها فعلا.

وعندما وصلت إلى هذه النتيجة امتلأت نفسي بالابتهاج الفائق الحد. وتركت صورة المسيح ومحبته في قلبي تأثيرا بالغا. وعندما كنت منتشيا بهذه الفرحة السماوية, داهم عقلي سؤال: ولكن ما هي الحاجة إلى كفارة المسيح وتضحيته؟ ألم يكن ممكنا أن يقدم الخلاص دون أن يموت؟ وجعلت أفكر في هذا السؤال الجديد ووجدت له الإجابة. إن الله رحيم وعادل. فلو أن المسيح وعدنا بالخلاص دون أن يبذل نفسه عنا, فإن مطالب الرحمة تكون قد وفيت تماما. لكن إن كان الله يريد أن يوفي مطالب عدله, فلا بد أن يكون المسيح كفارة عن كثيرين بدمه. وهكذا بين الله محبته لنا. ثم وجدت في الإنجيل هذا القول العظيم: في هذا هي المحبة: ليس أننا نحن أحببنا الله, بل أنه هو أحبنا, وأرسل ابنه كفارة لخطايانا (1يوحنا 4:10).

وظللت أفتش وأبحث في العهد الجديد. قرأته عدة مرات من أوله إلى آخره, فوجدت مئات الآيات وعشرات الأمثال التي تبرهن بغير ظلال من شك أن الخلاص موجود في الإيمان بالسيد المسيح, وهذا الخلاص يجب أن يكون هدف كل ديانة. فالإنجيل يقول: ونحن نعلم أن كل ما تقوله الشريعة إنما تخاطب به الذين هم تحت الشريعة, لكي يسد كل فم, ويقع العالم كله تحت دينونة من الله. فإن أحدا من البشر لا يتبرر أمامه بالأعمال المطلوبة في الشريعة. إذ أن الشريعة هي لإظهار الخطيئة. أما الآن فقد أعلن البر الذي يمنحه الله مستقلا عن الشريعة, ومشهودا له من الشريعة والأنبياء. ذلك البر الذي يمنحه الله على أساس الإيمان بيسوع المسيح, لجميع الذين يؤمنون. إذ لا فرق, لأن الجميع قد أخطأوا وهم عاجزون عن بلوغ ما يمجد الله. فهم يبررون مجانا بنعمته بالفداء بالمسيح يسوع, الذي قدمه الله كفارة عن طريق الإيمان وذلك بدمه (رومية 3:19-25).

قراري واعترافي
الصفحة
  • أنشأ بتاريخ .
  • عدد الزيارات: 14394