Skip to main content

لماذا صرت مسيحيا - الحج إلى مكة

الصفحة 5 من 9: الحج إلى مكة

 

الحج إلى مكة

استمر جدلي مع المسيحيين عدة سنوات, ثم خطر لي خاطر ألح علي: أن أحج إلى مكة. فجهزت نفسيوسافرت إلى هناك. ومن مكة كتبت رسائل إلى مولانا حسام الدين محرر مجلة كشف الحقائق. وفي يوم الحج لبست ملابس الأحرام وسرت نحو عرفات. وفي ذلك اليوم رأيت منظرا رائعا. رأيت الفقراء والأغنياء, العال والدون, جميعا يلبسون الزي الأبيض نفسه, وكأن موتى القبور قد بعثوا من قبورهم ليقدموا حسابا عن عملهم. وسالت الدموع من عيني. ولكن طرأ خاطر قوي على فكري: لو أن الإسلام لم يكن الدين الصحيح, فماذا تكون حالتي في اليوم الآخر؟ فدعوت الله: اللهم أرني الحق حقا وارزقني اتباعه, وأرني الباطل باطلا وارزقني اجتنابه. يا مثبت القلوب ثبت قلبي على الإسلام إن كان حقا وصدقا , ولا تزل قدمي بعد ثبوتها. وإن كان باطلا فاصرفني عنه. إلهي هذا قلبي بين يديك خالصا لوجهك الكريم, فوفقه لما تحبه وترضاه. إنك نعم المولى ونعم المجيب.

وبعد زيارة قصيرة للمدينة رجعت إلى بومباي. وأثناء غيابي توقفت ندوة المتكلمين. فأسست جماعة أخرى اختاروني رئيسا لها, كما اختاروا عبد الرؤوف ليكون سكرتيرا فكنا نجتمع قريبا من منزله. ورتبنا أن ندعو أسبوعيا شخصا غير مسلم ليخاطبنا ثم يجاوب واحد منا على ما أثاره الضيف المسيحي. واعتاد رجل الدين المسيحي مونشي منصور مسيح أن يجئ إلينا بانتظام.

موضوع أساسي

وذات يوم كل منا مونشي منصور مسيح عن " أن الإسلام لا يقدم طريقا للخلاص ". وطلب أعضاء جمعيتنا مني أن أرد عليه, فحاولت بكل طاقتي أن أبرهن أن في الإسلام طريقا أكيدا للخلاص. وفرح الحاضرون بكلامي, ولكنني علمت في أعماقي أن ما قلته ليس مقنعا. وأثناء حديثي كنت أحس أن ما أقوله ضعيف بالرغم من أن صوتي كان أعلى من صوت مناظري! غير أن صوت مناظري الرقيق كان يرن كالرعد في أعماق نفسي بقوة غير عادية. وانتهت المناقشة في الحادية عشرة قبل منتصف الليل. فعدت إلى بيتي أفكر فيما قاله مونشي منصور مسيح. وكلما فكرت أدركت أن خلاص النفس من براثن الخطية هو أهم هدف لأي دين, بل هو الأساس الحقيقي للدين. وبدونه لا يكون الدين دينا في ما. ولقد تذكرت أن كل الأديان تعلم أن الإنسان ظلوم كفار, جاحد, نفسه أمارة بالسوء. ولن تجد إنسانا يعيش حياة طاهرة دون أن تلطخها الخطية, فالخطية هي الطبيعة الثانية للإنسان حتى أننا نقول: إن الخطأ شيمة البشر. والسؤال الأساسي هو: كيف ننجو من عقوبة خطايانا؟ كيف نجد خلاص نفوسنا؟ ماذا يقول الإسلام لنا؟ وما هي رسالة المسيحية في هذا الموضوع؟

ولقد وجدت أن واجبي الأول هو دراسة وبحث هذا الموضوع الهام بكل أمانة وبغير تحيز. فإذا وجدت أن الخلاص في الإسلام شكرت الله على ذلك, وكم ستكون حالتي سعيدة! وإن لم أجد الخلاص في الإسلام, فعلي أن أفتش على خطة الله للخلاص الذي يمكن أن يشبع قلبي. وعندما وصلت إلى هذا القرار ركعت على ركبتي في دعاء إلى الله وأنا أبكي قائلا : لن أقرأ الكتاب المقدس كما سبق لي أن قرأته, لكنني سأقرأه كخاطيء عاجز, يحاول أن يجد طريق الخلاص.

رغبتي في الخلاص
الصفحة
  • أنشأ بتاريخ .
  • عدد الزيارات: 14395