Skip to main content

لماذا صرت مسيحيا - قراري واعترافي

الصفحة 9 من 9: قراري واعترافي

قراري واعترافي

بناء على ذلك, وبعد أن أكملت تفتيشي وبحثي كما وصفته هنا, وصلت إلى نتيجة أني يجب أن أعلن مسيحيتي. ووجدت أنه من واجبي أن أعر ف الجمعية التي أنتمي إليها بما وصلت إليه, ليفكروا فيه, ثم أكون حرا في متابعة دارساتي علنا , فذهبت إلى الاجتماع كالعادة. وكان موعد مونشي منصور مسيح ليتكلم. ولكني قاطعته قائلا : في هذه المناسبة يجب أن أبدأ أنا بالكلام ضد الإسلام. ثم بدأت أعلن نتيجة دراسة السنوات التي قضيتها في البحث. واندهش المسئولون عن الجميعة من كلماتي, ولكنهم كانوا ينتظرون أن أنفي كل ما بدأت بقوله. وعندما انتهيت من الكلام وجلست وقف نائب الرئيس وقال: نرجو أن الرئيس نفسه يهدم ما قاله ويصحح الأخطاء التي قدمها في حديثه. فوقفت مرة أخرى وقلت: أرجو أن تستمعوا إلي يا أصدقائي, فإن ما وضحته ليس شيئا سطحيا , ولا مختلقا , ولكنه قرار أكيد وقاطع, بنيته على سنوات من البحث. ولأكون واضحا فلقد بدأ بحثي في ذلك اليوم الذي قال فيه السيد مونشي منصور مسيح إننا يجب أن نبحث موضوع الخلاص. ففي ذلك الوقت وعدت الله أني سأقرأ الكتاب المقدس, لا كما كنت أقرأه من قبل: للانتقاد والهدم, إنما لأفتش فيه عن الحق, حتى يعلن الله لي طريق التبرير. فأزحت جانبا تعص بي وفلسفتي, وجعلت أقارن الأفستا والساتيارث براكاش والكتاب المقدس والقرآن, ووصلت إلى أن الخلاص موجود في المسيح وحده. وهذا كل ما أستطيع أن أقوله, فإن كان في بحثي نقص, فإني أكون شاكرا لكم أيها السادة لو بينتموه لي. وإن كنتم تريدونني أن أسحب ما قلته فإني أعلن أن لا رجوع عما قلته. ولست أظن أن واحدا منكم يستطيع أن يهدم ما وصلت أنا إليه. وتركت الاجتماع لأنه لم يكن من الحكمة أن أبقى, فتبعني فورا السيد مونشي واحتضنني. وسالت دموع الفرح من عينيه وقال بصوت مرتعش: يجب أن تأتي معي, فليس من الأمان في شيء أن تقضي الليلة بمفردك في حجرتك. فجاوبته: إن أعضاء الجمعية من المسلمين المثقفين, ولست أخشى بطشهم. ثم قلت: ولو أن هناك غيرهم ممن أخاف حماقتهم. سأجئ إلى بيتك مع طلوع الصباح. فإذا تأخرت عن ذلك, فأرجوك أن تأتي إلى غرفتي لتفتش عني. ودخلت غرفتي وأغلقت الباب من الداخل وأطفأت النور, وجلست غارقا في أفكاري. كانت تلك ليلة إعلان أفكاري, وكانت ليلة امتحان. واتضح أمامي أني وقد صرت مسيحيا فقد خسرت بلدي وجيراني وحقوقي وأصدقائي. خسرت كل شيء. ثم أني سأدخل المجتمع المسيحي المختلف عني في العادات والتقاليد وكل شيء. دارت كل هذه الأفكار في رأسي, فكان من المستحيل أن أنام.

وأخيرا قلت لنفسي: يا سلطان, عليك أن تذكر أنك ابن الساعة التي أنت فيها, وأن العالم كله باطل فان. وعندما ستموت لن ينفعك بلدك ولا ميراثك ولا عائلتك ولا أصحابك. فكل هؤلاء ينتمون إلى العالم الحاضر, ولن يبقى معك شيء أو شخص تمضي به إلى ما وراء القبر إلا إيمانك المبني على أساس عمل المسيح. فلا يجب أن تترك الحياة الأبدية والسعادة الروحية من أجل فترة انتقالية.

وعندما ركعت لأصلي قلت: يا مالك الملك, يا مبدع الخلق, إليك سلمت وجهي, فتقبل مني واغفر لي وارحمني. ربنا, إنك تعلم ما نخفي وما نعلن. ربنا لا تجعل الدنيا أكبر همي وغمي, ولا تجعل فتنتي في ديني.. أنت ملجإي وملاذي, بك أستعين وأستعيذ من كل ضعف يحول بيني وبين الإيمان بابنك الوحيد يسوع المسيح ربنا. يا من قلت, وقولك الحق تعالوا إلي يا جميع المتعبين والثقيلي الأحمال وأنا أريحكم يا من وعدت ووعدك الصدق اقرعوا يفتح لكم إلهي أدعوك وأنا موقن بأنك سميع مجيب الدعوات, فتقبل مني صلاتي مشفوعة بدم مخلصنا الحبيب.

وبعد أن انتهيت من الصلاة شعرت بالحاجة للنوم فنمت وقتا قليلا. وعندما استيقظت وجدت السعادة والفرح يغمران قلبي, وزال كل أثر للقلق وعدم الارتياح. وعندما بدأت تباشير الصباح أسرعت لأغتسل, وذهبت إلى بيت مونشي منصور مسيح, فوجدته مشغولا علي. وكان قد جهز الشاي لنشربه معا. فتحدثنا بعض الوقت, ثم صرفنا فرصة في الصلاة, بعدها ذهبت إلى بيت القس لاجيارد. واندهش القسيس من وصولنا مبكرين, فأوضح مونشي أننا جئنا لأتعمد, وظن القسيس أولا أننا نمزح. لكن عندما سمع بما حدث في الليلة السابقة احتضنني فورا وقال: كنت أعلم أنك تدرس الكتاب المقدس بحماس ونشاط, ولا بد أنك ستصبح مسيحيا. فنشكر الله الذي أقنعك. ووعد أن يعمدني بعد ثلاثة أيام. وطلب مني أن أحفظ غيبا الوصايا العشر, وإقرار الإيمان الرسولي, والصلاة الربانية. وطلب مني أن أبقى معه إذا شئت, أو أبقى مع مونشي منصور مسيح. فقررت أن أبقى مع مونشي.

وعندما جاء يوم الأحد امتلأت الكنيسة بالمسلمين, ولاحظ القس لاجيارد الخطر المحيط بي, فقرر تأجيل المعمودية. وأخيرا بنعمة من الله عم دني صباح يوم 6 أغسطس 1903 في كنيسة القديس بولس في بومباي. وبعد معموديتي سافرت إلى كانبور, فقد كان بقائي في بومباي خطرا على حياتي. وجرى داخلي تغيير رائع عندما صرت مسيحيا. تغيرت طريقة كلامي وأفعالي وكل أسلوب حياتي حتى أنني عندما زرت بومباي بعد سنة من ذلك اندهش أصدقائي المسلمون مما جرى معي. اندهشوا من رقتي لأنهم كانوا يعلمون سرعة فقدان أعصابي. قبل أن أصبح مسيحيا كنت أعرف أن الخطية معصية. لكن لم أكن أدرك (كما أدرك الآن) أثر الخطية المدمر على الإنسان كله. ومع أني لا زلت إنسانا ضعيفا , مجرد حفنة تراب, إلا أني عندما أخطئ ينتابني الأسى على ما أفعل, وأخر على وجهي أمام الله بدموع عيني تائبا طالبا الغفران. أما أساس هذا الموقف من الخطية فهو معرفتي عن عمل المسيح الكفاري من أجل خطيتي. إن التوبة وحدها لا تستطيع أن تزيح الخطية, بل يجب أن أتطهر بدم المخلص الكريم. ولذلك ألاحظ أن عالمنا الذي يأخذ الخطية مأخذا سهلا يعرض نفسه, ويقترب شيئا فشيئا من الدمار.

ومع أن الشيطان يحاربني بكل طاقته, إلا أني لا أرتبك, لأني أعلم أن المسيح قد سحق رأس الشيطان, فلا يقدر أن يؤذي أو يغلب أتباع المسيح الأمناء. وإني أدعو الرب مالك السموات والأرض, وفاحص القلوب, أن يرجع قلوب البعيدين إليه, وأن يريهم رعب اليوم الآخر, واحتياجهم العظيم للخلاص, في قبلوا إلى المسيح مخلصهم, القادر وحده أن يخلص إلى التمام.

أخي القارئ

رغم أن هذه القصة قديمة نسبياً إلا أن أختبار سلطان محمد بولس هو أختبار حي وبحثه عن الخلاص بحث مخلص لا يمكن لمسلم أني ينقض محاكمته العقلية وخاصة من طالب علم متفقه

ولا يمكن لأي مسلم أن يتأكد من خلاصه ونجاته من الهلاك

إن المسيح وحده الذي يضمن الخلاص للذين يقبلوا خلاصه

مسابقة كتاب لماذا صرت مسيحيا ؟

أيها القارئ العزيز,

إن تعمقت في قراءة هذا الكتاب تستطيع أن تجاوب

على الأسئلة بسهولة. ونحن مستعدون أن نرسل لك أحد كتبنا

الروحية جائزة على اجتهادك. لا تنس أن تكتب اسمك وعنوانك كاملا

عند إرسال إجابتك إلينا.

1 - برهن أن الطبيعة البشرية فاسدة بآية من الكتاب المقدس وآية من القرآن؟

2 - ما هي المعاني الواردة في القول: ونحن أقرب إليه من حبل الوريد ؟

3 - ماذا قال القس لاجيارد ليبرهن عدم تحريف الكتاب المقدس؟

4 - لماذا يستحيل الحصول على الخلاص بالأعمال الصالحة؟

5 - ماذا يقول الإسلام في تأكيد دخول الجنة؟

6 - بحسب القرآن والحديث, من هو الشخص الوحيد الكامل؟

7 - ما هو الحل الإلهي لمشكلة الخطية؟

8 - كيف يعرف الإنسان أنه نال الخلاص؟

9 - ما هو التغيير الذي حصل لسلطان بعد إيمانه بالمسيح؟

10 - ما هو موقفك أنت أيها القارئ من الخلاص؟

الصفحة
  • أنشأ بتاريخ .
  • عدد الزيارات: 14761