اكتشفت صديقاً صدوقاً - التغيير الذي أحدثه المسيح في حياتي
±±±
يتعذّر عليّ أن أصف التغيير الذي أحدثه المسيح في حياتي عندما تحولت عن كل شيء آخر ووضعت إيماني فيه. شعرت أن حملاً ثقيلاً جداً أزيح عن قلبي. واختبرت الفرح عينه الذي كان يتمتع به المؤمنون المسيحيون الآخرون. فقد غدا هذا التغيير حقيقة شخصية بالنسبة لي، ولم يعد شيئاً أراه في الآخرين فقط وأغبطهم عليه. قال يسوع أنه جاء لتكون لنا حياة وليكون لنا أفضل (يوحنا 10:10). والآن اكتشفت ما كان يقصده المسيح، لأنه منحني أيضاً الرغبة والقوة لأفعل كل ما هو حق. فقبل أن أسلمه نفسي، كنت أكذب كثيراً، وذلك محاولة مني لتغطية أخطائي التي كنت أرتكبها بسبب خوفي من العواقب. أما بعد إيماني بالمسيح، فلم أعد أخشى ما يمكن أن يحدث لي. كان ينبغي أن أقول الحقيقة، والحقيقة فقط.
واكتشفت كذلك أني لم أعد خائفاً من الموت ومن مقابلة الله، مع أني قبلاً كمسلم، لم أستطع البتة أن أتخلص من خوفي هذا بالرغم من كل أمانتي في ممارسة الشعائر الدينية، ولكن ما إن آمنت بأن المسيح قد أحبني ومات من أجل خطاياي وقد غلب الموت بقيامته، حتى فارقني هذا من الخوف من الموت. والآن عرفت أن 'لي الحياة هي المسيح والموت هو ربح' (فيلبي 21:1)، لأن مفارقة هذه الحياة معناها الانتقال إلى الحياة مع المسيح التي هي أعظم بكثير. ولكني علمت أيضاً أن الله تركني في العالم لهدف خاص، ولمهمة خاصة لكي أنجزها، فقصده الحبيب لحياتي قد أصبح هدفي ودافعي الرئيسيين في الحياة.
فيما مضى، كان يمتلك قلبي الخوف والحقد، لكن المسيح طهرني من هاتين الطبعتين الدنيئتين والفاسدتين، وأحل محلهما الثقة والمحبة. ووجدت في كياني رغبة ملحة لأخبر شعبي عن المخلص العظيم الذي قابلته.
توفي والدي وأنا في الرابعة من عمري، فتبنتني عائلة أخرى. ولكن حدث ذات يوم وأنا ما زلت في سن الفتوة، أني عدت إلى المنزل وأطلعت والديّ بالتبنّي على إيماني بالمسيح. وإذ علما أني كنت صادقاً في تسليم نفسي للمسيح، استعملا وسائل ضغط متنوعة لردّي إلى الإسلام، وكانا خائفين جداً من أن يتأثر بي الأولاد الباقون في العائلة، ووصفا الدين المسيحي بأنه فاسد وسخيف.
طفقت أمي تحاول أن تمنعني من الذهاب إلى الكنيسة كل يوم أحد، وذلك بتكليفي القيام بعمل ما في المنزل. فصرت أسألها كل يوم سبت عما تريدني القيام به في اليوم التالي. وعندما تعين لي العمل، كنت أنهض باكراً صباح الأحد وأتممه قبل الوقت المعين للذهاب إلى الكنيسة. وذات يوم استشاطت أمي غضباً وقالت: 'يا ابني عليك أن تختار بيني وبين المسيح'.
أجبت 'آسف يا أماه. ينبغي أن أتبع المسيح. لا يعني ذلك أنني أكرهك. إني أحبك، لكن يجب أن أجعل المسيح أولاً في حياتي'.
التزمت بالصمت. حينئذ أخبرتها أني سأصبح واعظاً مسيحياً. فتصدى كل من والدي ووالدتي لتصميمي هذا. كان هو سفيراً لإحدى الدول الأوروبية وفي وسعه أن يقدم لي الكثير من الفوائد. وهكذا كان الاختيار أمامي واضحاً. فقالا أنه توجّب عليّ أن اختار بينهما وبين المسيح. وحذّراني من أنني سأخسر كل الامتيازات والفرص التي يمكنهما تقديمها لي وهي الدراسة في جامعة أوروبية، وسيارة، ورحلة إلى الغرب.
لم يكن من السهل عليّ اتخاذ مثل هذا القرار. فتولّد عندي صراع فكري. ورحت أتساءل ما الذي سيجري لي إن تبرأا مني؟ أين لي المال اللازم لمتابعة دراستي؟ هل أكون غبياً وأتخلّى عن كل الفوائد المتاحة لي؟ كنت بعد فتياً واعتمد على دعم والديّ، ولم أشأ أن أجرح شعورهما لأنهما كانا لطيفين معي، وأكنّ لهما حباً جماً للغاية. ولكن كان ينبغي أن أقرر ما إذا كان المسيح جديراً بأن أتخلى عن كل الأمور الأخرى أم لا. وبعد درس دقيق وتأمل مضنٍٍ صممت ألا أجعل أي أمر أكثر أهمية لي من المسيح. لم يكن ثمة بديل، إذ أنه قدم الكل لأجلي، مات لأجلي، وهو آت ثانية لأجلي. وعرفت أنه يجب عليّ أن أفضله عن كل شيء. أريد أن أخدمه وأخبر الآخرين عن قوته لمسامحتهم ومصالحتهم مع الله. كنت مقتنعاً بأنه ليس من مسعى في هذه الحياة يمكن أن يقارن مع تلك الدعوة المفرحة. وبنعمة الله اتخذت قراري ولم يعد من تراجع.
أنهيت دراستي في كلية المعلمين، ثم علّمت لمدة ثلاث سنوات. بعد ذلك التحقت بمدرسة اللاهوت استعداداً للكرازة بإنجيل المسيح، وتعليم الآخرين عن محبته. هزأ بي بعض أصدقائي المسلمين لأنني أصبحت مؤمناً بالمسيح. قال أحدهم إنني مجنون، لكنه وافق فيما بعد على مرافقتي إلى الكنيسة، وذلك بدافع الفضول. أراد أن يكتشف ما الأمر الذي جذبني، ولم يكن يعزم أن يصبح مسيحياً مؤمناً. ومع ذلك غمرته محبة المسيح هو أيضاً فآمن به. وهو حتى اليوم يعيش له ويخدمه بإخلاص.
- أنشأ بتاريخ .
- عدد الزيارات: 10705