Skip to main content

مشروعية القتال في الإسلام - الصفحة الثانية

الصفحة 2 من 6: الصفحة الثانية

مثل هذا لا يليق أن يتصف بدين يدعي أنه نازلاً من السماء، بل ويشطح إلى ما هو أبعد من ذلك إذ يدعي أنه أفضل أديان السماء قاطبة، بل يلغي كل الأديان ولا يبقى ديناً آخر سواه وذلك ما يقوله القرآن:

هُوَ الذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ.

وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الخَاسِرِينَ.

كما يشنّ القرآن هجوماً عنيفاً ضد أصحاب الديانتين السماويتين اليهودية والمسيحية على سواء وذلك من قوله:

وَقَالَتِ اليَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى المَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ... سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلاَّ أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الكَافِرُونَ... يَا أَيُّهَا الذِينَ آمَنُوا إِنَّ كَثِيراً مِنَ الأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ... فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ.

هكذا بدأ الإسلام بالحرب ضد أهل الديانات السماوية واستباح أموالهم وأرواحهم وألغى ديانتهم، كل هذا بالسيف والأحقاد والكراهية، ولم يحترم حرية الإنسان كأن يختار أن يعتنق ما يشاء من أديان، وجعل القتل جزاء كل مسلم يشاء أن يترك الإسلام ليعتنق ديناً آخر رآه مناسباً ويتفق مع عقله وضميره. والذي يسفك دم هذا الإنسان لا يُعاقب بحجة أنه قتل مرتداً كافراً أهدر دمه.

حاشا لله أن يأمر بهذه التعاليم البغيضة التي يرفضها كل البشر الأحرار. وإني من بين هؤلاء البشر الرافضين قتل الإنسان الحر الساعي للحق التارك الإسلام بحثاً عن الله الحقيقي. ولقد أهدر الإسلام دمي لأني مرتد عنه، ولي عظيم الشرف لذلك، لأن الموت دفاعأً عن الحق أفضل من العيش لأجل الباطل - إن الدين الحقيقي لا يؤثر فيه خروج بعض أتباعه عنه - لأنه دين حق، يستمد قوة بقائه من الله، أما الدين المزيف فهو يستمد قوته من البشر الأتباع، وخروج أتباعه عنه يهدد بنيانه الهش لذلك قال النبي من بدل دينه اقتلوه.

فقتل المرتد من صميم الإسلام ، وتقول به كل المذاهب الإسلامية ليس قتل المرتد فقط بل وأيضاً من يتجرأ وينتقد شخصية النبي ويطعن في رسالته فهذا أيضاً يقتل.

فأهلاً بهذا القتل، ألست أنا مسيحياً؟ ألم تقدم المسيحية ملايين الشهداء دفاعاً عن الحق؟ فما ينطبق على المسيحية ينطبق علي تماماً، وأين أنا من هؤلاء الشهداء الأبرار الذين واجهوا سيف الإسلام بالحب وعدم المقاومة. ولعل كثير من المسيحيين لا يعرفون شيئاً عن المرتدين الشهداء؟ أعني المسيحيين الذين كانوا مسلمين ثم اعتنقوا المسيحية بعد ارتدادهم عن الإسلام، وعادوا لمسيحهم معترفين بإيمانهم، فتم ذبحهم وهم كثيرون جداً لعل أشهر هؤلاء المعروفين في وطني مصر القديس نيقام.

وغيره كثيرين ممن أهملهم التاريخ المسيحي للشهداء، لكم أتمنى إعداد كتاب خاص بهؤلاء الشهداء الأبطال المجهولين، وتكون مصادره التاريخية من مؤرخين المسلمين أنفسهم والتي لا تنفي قتل هؤلاء الأسالمة المرتدين.

ويدور حالياً جدال واسع في وطني حول عقوبة المرتد وهي القتل بعد استتابته، ووافق الأزهر على ذلك وبينما يشترط أن يقوم بقتل المرتد الحاكم فقط، يرى الداعية الإسلامي المعروف محمد الغزالي بعدم أهمية هذا الشرط. يكفي أن يقوم به أية مجموعة من المسلمين.

وبالطبع فكلا الرأيين خطأ وجرم في حق حرية الإنسان أن يعتنق ما يشاء من أديان.

الصفحة الثالثة
الصفحة
  • عدد الزيارات: 16740