Skip to main content

مشروعية القتال في الإسلام - الصفحة الثالثة

الصفحة 3 من 6: الصفحة الثالثة

واغتيال الإسلام لهذه الحرية يمثل اعتداءً صارخاً على أهم حقوق الإنسان. ورغم الإرهاب الإسلامي بقتل كل من يجرء على تركه أو الطعن فيه لم يفلح في عدم ارتداد المسلمين عن الأسلام في أنحاء كثيرة من العالم وحتى داخل العالم الإسلامي ذاته وهو يؤكد زيف ادعاء ودعايات المسلمين على أن الإسلام ينتشر والملايين يعتنقونه، وأنه بلغ أمريكا وأوروبا، ومعتبرين أن سماح هذه الدول الكبرى في بناء المساجد للمسلمين الوافدين من أوطانهم الإسلامية هو انتشار للإسلام، والواقع أن المسلمين في أوروبا وأميركا، ليسوا أروبيين أو أمريكان، بل أناس من دول العالم الإسلامي وصار لهم حق الإقامة أو الجنسية المكتسبة، وقليل جداً من يعتنق الإسلام من الأصول الأوروبية، وحتى هؤلاء إما لا يعرفون حقيقة الإسلام لعدم درايتهم بنصوص القرآن واللغة العربية. وإما أناس غير طبيعيين ولهم أهداف أخرى غير الإسلام كدين، لأن الأوروبي لا يفرط بسهولة في انجازاته الحضارية وإيمانه المطلق بحرية الإنسان أن يعتنق ما يشاء دون حجز على رأيه ودون إلغاء إرادته بالقتل. وقد كنت مبشراً في مصر لمدة تزيد عن خمس سنوات، وكنت أرى بعيني كثيرين من المسلمين يعتنقون المسيحية سراً ويرتدون عن الإسلام، ومن يُكتشف أمره يكون مصيره الاعتقال على أحسن الأحوال! ولو علمت به الجماعات الإرهابية الإسلامية فتقتله على الفور! فهؤلاء التتار الجدد يقتلون ليس المرتد فقط بل والمسلمين أنفسم أصحاب الفكر المستنير، مثلما قتلوا المفكر المصري الكبير أ. د. فرج فودة، وفي الجزائر يقوم هؤلاء الإرهابيون بذبح المفكرين المسلمين، إنهم يقتلون كل من يخالفهم الرأي، وما يحدث في مصر والجزائر دليل حي على أصالة هؤلاء القتلة أحفاد الأصولين الإسلاميين الأولى، التي شرعت سيوفها في رقاب البشر لنشر دعوتهم. هم أعداء الإنسانية، ويعانون من محنة عقلية وانفصام شخصي رهيب، لا يحلو لهم سوى العيش في الظلام بعيداً عن نور المدنية والحضارة. هؤلاء ما كانوا يغتالون البشر إلا بوجود سند ديني يستندون إليه في تنفيذ جرائمهم. إنهم يقتادون بنبيهم الذي أباح الاغتيال وقتل المرتدين، لقد تجرأ أحد المفكرين المسلمين وهو الأستاذ مصطفى جحا وتكلم عن محنة العقل في الإسلام. وهو عنوان أحد كتبه، فكان مصيره القتل والاغتيال، الذي هو سلاح الضعفاء والجبناء. مثل هذه الخسة لا يمكن أن تنسب إلا للشيطان مؤسس الإسلام الحقيقي والعامل بنشاط في نبيه وأتباعه منذ 14 قرناً وحتى اليوم وإلى أن تقوم الساعة ويأتي يوم المجازاة الرهيب.

تقول يا صديقي (الإنسان القوي لا يتنازل بسهولة عما يعتقده، لأن الشعور بالقوة يعمي البصيرة الخ) ما هذا يا صديقي الذي تقوله؟ فهل يعتبر الإسلام أن الإنسان الحر القوي عدو له ينبغي كسر قوته أولاً حتى يذعن للأمر الواقع ويقبل الإسلام مرغماً مقهوراً؟ إنه رأي إرهابي مكشوف لأن الشعور بالقوة يمنح للإنسان - حرية - أن يتقبل ما يشاء عقله قبوله من أفكار ومعتقدات، ومصادرة قوته عنه تسلب منه حريته حيث لا يبقى مجال للاختيار بل بالحري للإرغام والإذعان. أما قولك أنشعور الإنسان بقوته يعمي بصيرته ويصيب عقله بالغرور، فهذا يؤكد أن الإسلام يسعى إلى قهر الإنسان واستعباده وإلغاء معتقداته بحجة أنه قوي، وقوته تصيبه بالعمى والغرور فلا يعتنق الإسلام، لذلك يجب كسر قوته أولاً حتى يرضخ مستسلماً للإسلام؟!

إن العمى والغرور انطبق على الغزاة القتلة وليس أصحاب الأرض المسالمين، ثم من حق أي إنسان أن يكون قوياً حراً واثقاً بنفسه، يملك حرية إبداء الرأي والتعبير عنه. أم يريد الإسلام نوعاً من البشر الضعفاء مسلوبي القوة والحرية حتى يستعبدهم بدعوته ويرغمهم عليها؟!

اعلم يا صديقي أن القوة متى توافرت للإنسان فلن يقبل الإسلام أبداً ديناً وذلك ليس غروراً فيه، بقدر ما هو تصرف طبيعي يحتمه عليه الاختيار للأفضل. والإسلام لم ولن يكون الاختيار الأفضل للإنسان. إذ لا يمكن لإنسان مثقف متحضر يحترم عقله وضميره أن يعتنق الإسلام، وكل من ارتضى قبول الإسلام كان يعاني ضعفاً فكرياً أو نفسياً، ومن يتبع سيرة هؤلاء المسلمين الجدد يتأكد لديه هذه الحقيقة، وقد قُدر لي الاحتكاك ببعض هؤلاء المقبلين على الإسلام ليعتنقوه هرباً من جرائم ارتكبوها، أو سعياً لغنائم ينهبونها أو تطلعاً للزواج بأربع نسوة وتطليق زوجاتهم، تعددت الأسباب ولكن ليس من بينها الرغبة الصادقة في اعتناقهم الإسلام. عشت مع هؤلاء سنوات طويلة وأنا شيخ مسلم، وعشت معهم خمس سنوات متتالية وأنا مبشر مسيحي يسعى لإرشاد هؤلاء وإعادتهم إلى الحق الذي تركوه وسيأتي يوم أتكلم فيه عن هؤلاء الداخلين في الإسلام أفواجاً، سيكون ذلك في كتاب يحمل عنواناً (لماذا أسلم هؤلاء) من مذكرات مبشر خدم في مجال ربح النفوس الضالة وإعادتها إلى الإيمان. ليرى العالم سر هؤلاء وسر جاذبية الإسلام لهم، وكيف يرتدون عن الإسلام ويرجعون مرة أخرى إلى الحق الذي تركوه من أجل تحقيق أغراض دنيوية ليس لها أدنى صلة بالدين.

الصفحة الرابعة
الصفحة
  • عدد الزيارات: 16128