Skip to main content

مشروعية القتال في الإسلام

الصفحة 1 من 6

فتقول يا صديقي (أما عن الإسلام وغزواته فهذا شيء آخر له معنى عن التكوين المعرفي العقائدي للإنسان).

يا صديقي الغزو هو الغزو، ويخلف قتالاً ودماراً ونهباً واسترقاقاً، لذلك فهو مرفوض تماماً تحت أي مُسمَّى، حتى لو كان كما يدّعي الإسلام - في سبيل الله - وليس في الغزو أي معنى في التكوين المعرفي للإنسان، فالقتال شيء والفكر شيئاً آخر، ولكل منهما أدواته، فالسيف والقلم لا يلتقيان، وشتان ما بينهما،

فبينما يعتمد القتال على المهارة القتالية في وضع الخطط الحربية للتدمير والبطش لإحراز النصر، يعتمد القلم على الفكر والإقناع بالبرهان ويسعى لرقي الشعوب وسلامتها، فكيف تخلط الأمور وتسمي الغزو فكراً؟ وليته أي فكر، بل فكر معرفي عقائدي! إنكم بذلك تشوهون الدين وتزجون باسم الله في النزاعات والمطامع الخاصة. ألا يعتبر هذا القول نموذجاً لمحنة العقل في الإسلام؟ والغريب أنك تسخر من أهل العلم المتحضرين المؤمنين بحقوق الإنسان عباقرة وصفوة مفكري العالم وتقول عنهم متهكماً:

الجاهل يرى في العلم جهلاً.

صار الإنسان المثقف العالم الرافض للإرهاب لفرض الدين جاهلاً! وكأنه كان ينبغي أن يصير الإنسان سفاحاً قاتلاً ليكون بحسب مفهوم الإسلام عالماً!

فأي علم هذا الذي تقصده؟ هل تسمي غزو البلدان علماً؟ هل تسمي سبي واغتصاب النساء والغلمان علماً؟ هل تسمي نهب ثروات الشعوب علماً؟

إذاً مرحبا بهذا الجهل الرافض لهذه الموبقات!

تقول (عهد الرسول عرف شركاً ظلمانياً على أشده تبعاً لعادات الأجداد التعصبية، إذ لا يمكن إرجاعهم بالمجادلة والنقاش، فكان الغزو والسيف كوسيلة للإسلام الجماعي الخ).

أولاً - أشكر الله أنك عدت واعترفت بحقيقة الوسيلة التي انتشر بها الإسلام - السيف - لكنك بدلاً من استنكارك للعنف تبرره تبريراً ساذجاً، فأي محاربات تلك التي واجهها الإسلام؟ وكم احتمل هذه الحروب؟ وهذه المضايقات؟ ليس أكثر من 13 سنة، بينما واجهت المسيحية حرباً عنيفاً من أقوى دولة عسكرية ظهرت في التاريخ، المسيحية كان يحاربها العالم أجمع، ليس لمدة 13 سنة، بل ما يزيد عن 300 سنة، 300 سنة والمسيحيون يعذبون ويُنشرون بالمناشير ويُلقون للوحوش ويُصلبون ويُحرقون، ويُساقون كالعبيد ويطرحون تحت أقدام وحوش الرومان الوثنية، رغم ذلك لم يستعملوا السيف ليس للإغارة على أعدائهم بل لمجرد الدفاع عن أنفسهم، وقدموا ملايين الشهداء المسالمين، لإيمانهم بالله الحقيقي الداعي إلى السلام ومحبة الأعداء وعدم مقاومة الشر بالشر، ولثقتهم فإن لا شيء يبرر القتل سوى الشر والكراهية وهما أدوات السيف. لكن السيف هو رمز الإسلام، حتى قيل عن نبي الإسلام أنه سيف الله المسلول!

ثم أن المعاناة التي قابلها محمد وأتباعه هي أقل معاناة يمكن أن يواجهها اي دين جديد. وقد توافرت لمحمد عوامل كثيرة من صنع البشر ساعدته على الوقوف ضد أعدائه.

والذي واجهه الإسلام في نشأته الأولى لا يبرر المذابح التي عملها في البشر من بلدان كثيرة، لم تعلن له العداء، ولم تغز مكة!

الأديان يا صديقي تنتشر بالمحبة والسلام والإقناع لهداية البشر بمزايا هذا الدين الجديد وذلك كله بالموعظة الحسنة، وليس بالمكر والخداع الحربي.

الصفحة الثانية
الصفحة
  • عدد الزيارات: 16167