Skip to main content

الطريق الذي عمله يسوع المسيح لخلاص كل الناس - أن الله في محبته الغير المحدودة ورحمته الغير المتناهية قصد منذ الأزل أن يصنع هذا الخلاص

الصفحة 2 من 9: أن الله في محبته الغير المحدودة ورحمته الغير المتناهية قصد منذ الأزل أن يصنع هذا الخلاص

وتخبرنا الكتب المقدسة أن الله في محبته الغير المحدودة ورحمته الغير المتناهية قصد منذ الأزل أن يصنع هذا الخلاص (أفسس 3 :2 و1 بط 1 :18-21 ورؤ 13 :8) فأنبأ على ألسنة أنبيائه في العهد القديم مبيّناً السبط والبيت الذي يخرج منه المخلّص، وزمان ظهوره، والكيفية التي يباشر بها خدمته بين الناس، كما أنه أنبأ برتبته وطبيعته وجميع متعلقات عمله الفدائي العظيم، حتى أنه منذ العصور الأولى -أي من قبل ظهوره بمئات السنين- عرف بعضهم هذه المواعيد المباركة وآمنوا بها وانتظروا بفرح وأشتياق ذلك المخلّص العظيم، ومنهم آدم أبو الجنس البشري فإنه علم من الله بقدوم المخلص وأنه سيكون قديراً بحيث يستطيع أن يسحق رأس الحية، بمعنى أنه يستطيع أن يظفر بإبليس ويعتق الإنسان من نير عبوديته ومن الخطية (تك 3 :14 و15). وقد رأينا في الفصول الماضية أن الله وعد إبراهيم أن بنسله تتبارك جميع قبائل الأرض (تك 22 :18) وتشهد

أسفار العهد الجديد أن ذلك النسل إنما هو المسيح (غل 3 :16). ثم أنبأ على لسان موسى أن ذلك المخلّص يكون نبياً عظيماً يقوم من وسط إسرائيل (تك 17 :19 و21 و28 :14) وأنه يعلّم الشعب طريق الله وإرادته (تث 18 :15 و18 و19) وأما كون هذا النبي العظيم هو المسيح فقد صار أمراً معلوماً بشهادة ذلك الصوت الصادر من السماء يأمر الناس بالاستماع إليه (مت 17 :5 ومر 9 :7) وهذا على وفق قول الله لموسى إن الإنسان الذي لا يسمع لما يتكلم به ذلك النبي فهو تحت طائلة قصاص صارم.
ثم جاء داود وتنبأ عن هذا المخلّص، وأنه سيأتي من ذريته ويدوم مُلكه إلى ما لا نهاية (2 صم 7 :16 ومز 89 :3 و4 و27 و28 و29 و35 و36 و37 وأش 9 :6 و7 و11 :1 وإر 23 :5 و6 و33 :15 و16 و17 و20 و21 و25 و26 قارن بما ورد في يوحنا 12 :24).
وجاء في تك 49 :10 أن المملكة لا تزول من سبط يهوذا حتى يأتي شيلون وهذا الاسم من ألقاب المسيح.
وُلد يسوع من نسل داود (مت 1 :1 وأع 2 :30 و13 :22 و23 ورو 1 :3) قبل التاريخ المسيحي المعروف بنحو أربع سنوات. ويجب الأشارة هنا إلى أن المؤرخين أخطأوا في تعيين الوقت الذي وُلد فيه
المسيح بالضبط، إذ أخذوا ذلك عن راهب يُدعى ديونسيوس الصغير كان معاصراً للملك جوستينيان، وهذ الراهب أخَّر سهواً تاريخ ميلاد المسيح بضع سنوات غير أنه لا بأس من أن نعتمد على هذا التاريخ المتداول، فنقول إن هيرودس الملك العظيم مات قبل تاريخ المسيح بأربع سنوات، وكان يسوع حينئذ لا يتجاوز عمره السنتين كما يظهر من مراجعة بشارة متى 2 :13. وعند ذلك انقسمت مملكة اليهود أربعة أقسام، ملك على أحدها المعروف باليهودية أرخيلاوس بن هيرودس، وفي السنة السادسة للميلاد خلعته الحكومة الرومانية ونفته من البلاد، وأصبحت اليهودية ولاية رومانية بعد أن كانت مملكة مستقلة وإن كانت خاضعة للرومان، ومنذ ذلك الوقت إلى العصر الحاضر لم يكن لليهود ملك خاص، وكان ذلك إتماماً لنبوة يعقوب بزوال قضيب الملك من يهوذا وأن اليهود أنفسهم أول المعترفين بذلك، لأنهم كانوا يصرخون عند صليب المسيح قائلين : "لَيْسَ لَنَا مَلِكٌ إِلَّا قَيْصَرُ" (يوحنا 19 :15) وهذا دليل صريح على إتيان المسيح في ذلك الزمن.

المكان الذي كان ينبغي أن يولد فيه المسيح سبق الإنباء به
الصفحة
  • عدد الزيارات: 14782