Skip to main content

الطريق الذي عمله يسوع المسيح لخلاص كل الناس - المكان الذي كان ينبغي أن يولد فيه المسيح سبق الإنباء به

الصفحة 3 من 9: المكان الذي كان ينبغي أن يولد فيه المسيح سبق الإنباء به

ثم أن المكان الذي كان ينبغي أن يولد فيه المسيح سبق الإنباء به على لسان النبي ميخا (مي 5 :2). وتشير هذه النبوة إلى سمو مقام المسيح عن بني البشر، إذ قيل عنه
"ومَخَارِجُهُ مُنْذُ القَدِيمِ مُنْذُ أَيَّامِ الأَزَل"ِ وقد ولد المسيح حيث أنبأ هذا النبي (مت 2 :1 و5 و6). وأما أنه يولد من عذارء فقد دلّ عليه (تك 3 :15) زاده دلالة (أش 7 :14) وتم بالفعل كما في مت 1 :18-25 ولو 1 :26-38 وصادق عليه القرآن كما في سورة الأنبياء آية 91 وسورة التحريم 12. ومن جهة تعليمه واتضاعه وآلامه وموته وأيضاً الكفارة التي كان قاصداً أن يقدمها لفداء بني البشر كل ذلك سبق التخبير به قبل زمنه على ألسنة الأنبياء. ونخص بالذكر منهم أشعياء النبي كما نرى في أش 42 :1-9 و61 :1-3 - قارن ذلك مع لو 4 :17-21 وأش 52 :13-15 و35 ومز 22. وكذلك الوقت الذي كان مزمعاً أن يموت فيه تنبأ عند دانيال النبي وبيَّنه بوضوح في دا 9 :24-26. فإنه بحسب من وقت خروج أمر أرتحشستا ملك الفرس بتجديد أورشليم وبنائها إلى المسيح سبعة أسابيع واثنان وستون أسبوعاً، وصدر ذلك الأمر في السنة السابعة من حكم أرتحشستا (عز 7 :1-7) أي سنة 458 ق، م، فإن حسبنا تلك الأسابيع والأيام والسنين، وأضفنا إليها الأسبوع الأخير الذي قيل إن المسيح يُقطع فيه، وجدنا إتماماً لنبوة دانيال تلك المدة 490 سنة وهي توافق سنة 32 م.
وقد مات المسيح في حوالي ذلك الوقت، وعلى الأرجح سنة 29
أو 30 م والخراب المنذر به أن يلحق مدينة أورشليم وهيكلها (دا 9 :25 و26 و27) وقع عليها بعد موت المسيح بنحو أربعين سنة أي سنة 70 م حيث هدمها تيطس القائد الروماني كما هو مدَّون في تاريخ يوسيفوس وغيره من المؤرخين الذين أصبحت أخبارهم مصدِّقة لما أُنبأ به المسيح (مت 24 :21-28 ومر 13 :1-23 ولو 21 :5-24) والضيقة التي كابدها اليهود في تلك الأيام (مر 13 :24) لا زالوا يكابدونها اليوم، فإنهم متفرقون على وجه الأرض يذوقون أصناف العذاب والمسلمون أنفسهم يشهدون ما يحلّ بهم من النكبات ليس في بلادهم فقط بل وفي غيرها ولم تتم بعد أزمنة الأمم منذ استيلائهم على أورشليم إلى الآن لو 21 :24. إذ هم يمتلكون إلى الآن أورشليم.
وفي أسفار الأنبياء شيء كثير من النبوات عن هذه الأمور مثل قيامة المسيح، وصعوده إلى السماء، وجلوسه عن يمين الله، ومن أمثلة ذلك ما ورد في (مز 16 :10) بالمقارنة مع ما ورد في أع 2 :22-36 ومز 110 :1 ودا 7 :13 و14، وتنبأ دانيال أيضاً بأن مملكة المسيح ستتأسس في أيام سيادة المملكة الرابعة أي المملكة الرومانية (دا 7 :23) كما زالت المملكة الرومانية وتمت فيها نبوة دانيال (انظر دا 2 :34 و35 و44 و45 و7 :7 و9 و13 و14 و23 و27). أما الممالك الأربع المشار
إليها فهي مملكة بابل والفرس واليونان والرومان (دا 2 :37-45 و8 :20 و21).
ولما بلغ المسيح ثلاثين سنة من عمره (لو 3 :23) أخذ يكرز بالبشارة كما هو مذكور في الإنجيل، وجال يصنع خيراً، فعمل معجزات باهرة: شفى مرضى وأخرج شياطين ووهب البصر للعميان والسمع للصم، طهر البرص وجعل العرج يمشون. وجاء ذلك موافقاً لما تنبأت به عنه أنبياء العهد القديم (أش 32 :1-5 و35 :3-6 و42 :1-7 و61 :1 و2 بالمقارنة مع بشارة متى 11 :4 و5 و12 :17-21 و21 :14). انظر سورة آل عمران 3 :43 - ومع أنه كان له هذا السلطان العظيم الذي به فعل المعجزات الباهرة لم يعمل معجزة واحدة لفائدته الشخصية، ولا انتقم من أعدائه بل عأش فقيراً متواضعاً (بشارة متى 8 :20) ولم يسع في طلب المجد والشرف الزائل. ولما أراد الشعب أن يُتوِّجوه ملكاً عليهم (يو 6 :15) لم يقبل منهم ذلك. وبالجملة كانت أعماله بلا لوم وبدت حياته المقدسة تظهر لكل ذي عينين، إلى أن قال مرة لمقاوميه: "مَنْ مِنْكُمْ يُبَكِّتُنِي عَلَى خَطِيَّةٍ؟" (يو 8 :46) وكل ما قاله عنه الأنبياء القدماء من حيث مجيئه الأول وحياته قد تمَّ.

اختار المسيح من بين اليهود اثني عشر رسولاً
الصفحة
  • عدد الزيارات: 14734