Skip to main content

العبادات - الصلاة

الصفحة 3 من 7: الصلاة

الصلاة:
عادة تحتل الصلاة مكانة الصدارة في العبادة. وقد يختلف مفهوم الصلاة من دين لآخر. أما مفهوم الصلاة في الإسلام يتمثل في أن الصلاة هي عبارة عن فريضة لها طقوس محددة قولا وزمانا ومكانا وقبلة. وهي تعبير عن خضوع المسلم وتسليمه وطاعته لله. حتى يفهم القارئ الصلاة في الإسلام لا بد من توضيح بعض المسائل المتعلقة بها. فالأمر ليس بالبساطة التي قد يتخيلها البعض.
أولا: قبل أن يقوم المسلم بالصلاة يجب أن يكون طاهرا. وهذه الطهارة ليست بالضرورة طهارة من الأوساخ والأقدار الجسدية وإنما هي طهارة طقسية لها مراسيم خاصة. فمثلا إذا تنجس شخص بلمس نجاسة ما حتى بالمصافحة، فإن غسل اليد بالماء والصابون فكل العالم لا يكفي لتطهير الإنسان من نجاسته. والطهارة في الإسلام تتم عن طريق الوضوء وذلك عند توفر الماء، ويجب أن يتم الوضوء حسب وصفة محددة لا يخرج عنها وإذا لم يتم تطبيق هذه الوصفة فلا الوضوء ولا الصلاة بصالحين. يذكر القرآن في شأن هذا التطهير الطقسي "يا أيها الذين آمنوا إذا أقمتم الصلاة فاغسلوا وجوههكم وأيديكم إلى المرافق وامسحوا برؤوسكم وأرجلكم إلى الكعبين وإن كنتم جنبا فاطهروا وإن كنت مرضى أو على سفر أو جاء أحد منكم من الغائط أو لمستم النساء فم تجدوا ماء فتيمموا صعيدا طيبا (ترابا نظيفا) فامسحوا بوجوههكم وأيديكم منه ما يريد الله ليجعلن عليكم من حرج ولكن يريد ليطهركم وليتم نعمته عليكم ولعلكم تشكرون." (المائدة 6). وجاء في الحديث: "حدثني أبو الطاهر أحمد بن عمرو بن عبد الله بن سرج وحرملة بن يحي التُحيي قالا: أخبرنا ابن وهب عن يونس عن ابن شهاب أن عطاء بن يزيد الليثي أخبره أن حمران مولى (عبد) عثمان بن عفان رضي الله عنه دعا بوضوء فتوضأ فغسل كفيه ثلاث مرات ثم مضمض وأستنثر (بصق) ثم غسل وجهه ثلاث مرات ثم غسل يده اليمنى ثلاث ثم غسل يده اليسرى مثل ذلك ثم مسح رأسه ثم غسل رجليه اليمنى إلى الكعبين ثلاث مرات ثم غسل اليسرى مثل ذلك، ثم قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ نحو (مثل) وضوئي ثم قام فركع ركعتين لا يحدث فيهما نفسه غُفر له ما تقدم من ذنبه. قال إبن شهاب: وكان علماؤنا يقولون هذا الوضوء أسبغ (أكمل) ما يتوضأ به أحد للصلاة." (مسلم ج 3 ص 105).
هناك بعض الأشياء الموجبة للوضوء ذُكر منها ملامسة النساء سواء كان ذلك بالمضاجعة أم المصافحة إذا كانت المرأة غريبة أو الرجل غريب غير ذي محرم، وكذلك الغائط والفساء والضراط توجب الوضوء. كذلك لحم الإبل يوجب الوضوء كما جاء في الحديث: "حدثنا أبو كامل فُضيل بن حُسين الجحدري، حدثنا أبو عوانة عن عثمان بن عبد الله عن إبن موهب عن جعفر بن أبي ثور عن جابر بن سَموه أن رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أأتوضأ من لحوم الغنم؟ قال: "إن شئت فلا تتوضأ" قال أأتوضأ من لحوم الإبل؟ قال: "نعم فتوضأ من لحوم الإبل". قال (الرجل): أأصلي في مرابض الغنم؟ قال: "نعم". قال: أأصلي في مبار مبارك الإبل؟ قال: "لا"." (مسلم ج 4 ص 48). ومما يوجب الوضوء إو إلاغتسال الاستحلام إذ ما ما قذف الرجل في نومه أو إذا تهيجت المرأة جنسيا في الحلم وأفرز مهبلها السائل اللزج كما في الحديث: "حدثنا محمد بن المُثنى، حدثنا يحيى بن هشام قال أخبرني أبي عن زينب بنتُ أم سَلمة، عن أم سليم قالت: يا رسول الله إن الله لا يستحي من الحق هل على المرأة غسل إذا احتلمت؟ قال: "نعم إذا رأت الماء." (البخاري ج 7 ص 123 مكرر).
من الآية التي ورد ذكرها سابقا نجد أن التطهير الطقسي إذا انعدم الماء يمكن أن يتم بالتراب ويسمى عندها بالتيمم. أما كيف أباح رب محمد التيمم فله قصة طريفة: "حدثنا يحي بن يحي قال: قرأت على مالك عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة أنها قالت: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره حتى إذا كنا بالبيداء أو بذات الجيش انقطع عقد فلي قأقام رسول الله صلى الله عليه وسلم على التماسه وأقام الناس معه وليسوا على ماء وليس معهم ماء. فأتى الناس إلى إبي بكر (والد عائشة) فقالوا: ألا تدري ما صنعت عائشة؟ أقامت برسول الله صلى الله عليه وسلم وبالناس معه وليسوا على ماء وليس عندهم ماء. فجاء أبو بكر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم واضع رأسه على فخذي قد نام، فقال: حبست رسول الله صلى الله وسلم والناس ليسوا على ماء وليس معهم ماء. قالت: فعاتبني أبو بكر وقال ما شاء الله أن يقول وجعل يطعن بيده في خاصرتي فلا يمنعني من التحرك إلا مكان رسول الله صلى الله عليه وسلم على فخذي. فنام رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أصبح على غير ماء فأنزل الله آية التيمم فتيمموا. فقال أسيد بن الحضير وهو أحد النقباء: ما هي بأول بركتكم يا آل أبي بكر. فقالت عائشة: فبعثنا (أنهضنا) البعير الذي كُنت عليه فوجدنا العقد تحته." (مسلم ج 4 ص 258، رواه البخاري أيضا).
قد نسلم بأن الإنسان يجب أن يكون نظيفا جسديا عندما يناجي ربه. لكن السؤال الذي لا بد أن نسأله هنا هو ألا يكفي أن يغسل الإنسان المكان الملوث من النجاسة سواء كان اليد أو الدبر أم غيره؟ لماذا كل هذ الحركات والطقوس ، وما فائدتها في غسل الأوساخ الجسدية، ناهيك عن أقذار النفس؟ هل يمكن لكل وضوء المسلمين أن يطهر نفسا واحدة من أقذارها والتي قد تكون حسدا وحقدا وشهوة وطمعا وخبثا وكبرياءا وبغضا...إلخ؟ ثم كيف يتطهر الإنسان بالتراب؟ كيف يمسح الإنسان على يديه ورأسه ورجليه بالتراب ويتطهر؟ أليس هذا شاذا وغريبا في الإسلام؟ ألا يشبه هذا التطهير بالتراب التطهير عند الهندوس عندما يطهرون أنفسهم في نهر الغانج الذي هو من أقذر أنهار العالم؟ أفلا يستطيع الإنسان عبادة ربه والصلاة إليه دون أن يُعفر يديه و رأسه ورجليه بالتراب؟
ثانيا: بعد أن يكون المسلم قد طهر نفسه بالماء أو التراب يستعد للصلاة. الصلاة في الإسلام هي فعل روتيني طقسي يقوم به المسلم على مدار أربعة وعشرين ساعة. الصلاة كما رأينا في عملية الوضوء ليست عبادة حرة وصلة حرة وشخصية بين العابد والمعبود، إنما هي وصفة طقسية لها مواصفات ومقاييس ثابتة من البداية وإلى النهاية ، يرددها المصلي غيبا عن ظهر قلب. تبدأ الوصفة بذكر عدد الصلوات في اليوم. على كل مسلم أن يصلي خمس مرات في اليوم. وقد يسأل سائل لماذا خمس صلوات؟ الجواب على ذلك نجده في رواية الإسراء والمعراج حيث ساوم محمد ربه على عدد الصلوات بعد أن أمره ربه أن يصلي خمسين مرة في اليوم. ولكن بفضل موسى خفف رب محمد العبء على أمة محمد بأن جعل عدد الصلوات خمسا بدل خمسين بعد عدة مساومات مع الله بإعاز من موسى ، كما في الرواية: "حدثنا يحيى بن بكر قال: حدثنا الليث عن يونس عن إبن شهاب عن أنس بن مالك قال: كان أبو ذر يحدث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "… ففرض الله على أمتي خمسين صلاة فرجعت بذلك حتى مررت على موسى فقال: ما فرض الله على أمتك؟ قال: فرض خمسين صلاة. قال: فارجع إلى ربك. فإن أمتك لا تطيق ذلك. فراجعنى (أجاب طلبي) فوضع (أنقص) شطرها. (في أحاديث أخرى جعلها أربعين). فرجعت إلى موسى قلت: وضع شطرها فقال: ارجع إلى ربك فإن أمتك لا تطيق ذلك. فراجعت، فوضع شطرها. فرجعت إليه (أي إلى موسى) فقال: ارجع إلى ربك فإن أمتك لا تطيق ذلك. فراجعته فقال: هي خمس وهي خمسون (أي خمس أو خمسون) لا يُبدل القول لدي فرجعت إلى موسى فقال: راجع ربك. فقلت استحييت من ربي." (البخاري ج 1 ص 116 رواه مسلم وإبن هشام أيضا). من الغريب كيف يغير رب محمد فكره بتلك السهولة. فهو يفرض خمسين صلاة في البداية ثم يبقى يساوم مع نبيه حتى يحفظها إلى خمس. هل كان رب محمد يخلو من الحكمة والمنطق والفهم عندما فرض على المسلمين خمسين صلاة؟ إن يوما بكامله ، ليله ونهاره، لا يكفي لإتمام هذه الصلوات بكل ما فيها من طقوس وحركات. وكيف لم يدرك محمد فداحة وفظاعة ما فرض ربه على أمته حتى يشفق موسى على أمة محمد، ويطلب منه الرجوع إلى ربه و المساومة معه حتى يخفف عن أمته؟ بحسب هذه القصة ، ظهر بأن موسى كان أعقل من محمد ومن إلهه. أكان إله محمد لا يعلم أنه إن صلى المسلمون خمسين مرة في النهار ، لا يبقى لديهم أي وقت للعمل او للنوم او للنكاح؟ لا شك أن كل مسلم مديون بالجميل والعرفان لموسى، ويجب عليه أن يقدم الشكر لموسى كلما وقف للصلاة، لأنه لولا موسى لبقيت أمة محمد ترزح تحت حمل الصلاة الرهيب الذي فرضه رب محمد عليهم في البداية إلى يوم يبعثون.
ثالثا: يجب أن تقام كل واحدة من الصلوات الخمس في أوقات محددة يجب أن لا تتجاوزها وإلا بطلت الصلاة. وترتبط هذه الأوقات بدوران الأرض حول محورها، وبالتالي موقع الشمس على الأرض سواء كان في شروق الشمس أو زوال أو غروب، وقد جاء في الحديث نسبة لأوقات الصلاة: "حدثنا أبو غسان المسمعي ومحمد بن المُثنى قالا: حدثنا معاذ وهو إبن هشان، حدثني أبي عن قتادة عن أبي أيوب عن عبد الله بن عمرو أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال: "إذا صليتم الفجر فإنه وقت إلى أن يطلع الشمس الأول، ثم إذا صليتم الظهر فإنه قت إلى أن يحضر العصر، فإذا صليتم العصر فإنه وقت إلى أن تصفر الشمس، فإذا صليتم المغرب فإنه وقت إلى أن يسقط الشفق، فإذا صليتم العشاء فإنه وقت إلى نصف الليل." (مسلم ج 5 ص 109).
لا بد لنا من التعليق هنا حيث يدعي دعاة الإسلام أن الإسلام دين عالمي ويصلح لكل زمان ومكان. وهل يا ترى يصمد هذا الادعاء أمام الحقيقة والواقع؟ يبدو لنا هنا جهل محمد والقرآن وعلماء المسلمين الأوائل بالبديهيات الكونية وحركة الكواكب وخاصة فيما يتعلق بالشمس والأرض والقمر. كان محمد والإسلام والمسلمون ينظرون إلى العالم من خلال منظار الجزيرة العربية وما جاورها. لقد كان محمد والقرآن والمسلمون يجهلون أن الوقت الذي تشرق فيه الشمس على الجزيرة العربية يعم فيه الظلام التام في مناطق أخرى من العالم. كذلك كان محمد والقرآن والمسلمون يجهلون أنه عندما يكون الوقت صباحا في جزيرة العرب فإنه يكون ظهرا أو عصرا أو عشاء في مناطق أخرى من العالم.
لذلك فإن الوقت الذي يصلي فيه مسلم في جزيرة العرب صلاة الفجر قد يصلي فيه مسلم آخر صلاة الظهر أو صلاة العصر أو صلاة المغرب أو صلاة العشاء. لذلك يستحيل على المسلمين في يومنا هذا أن يصلوا نفس الصلاة في ذات الوقت، الأمر الذي كان ممكنا ويسيرا أيام محمد ، في جزيرة العرب وما حولها. لقد كان القصد من تحديد الصلوات بالأوقات هو توحيد المسلمين في عبادة رب محمد، ولكن يبدو أن رب محمد لم يكن يدرك الفروق في الأوقات في مناطق العالم المختلفة.
هذا من جهة، أما من جهة أخرى، فإنه لا شك أن محمدا وربه وأصحابه كانوا يجهلون جهلا تاما وجود مناطق في العالم قريبة من القطب بالكاد يمكن تمييز الفروقات فيها بين شروق وظهر وغروب. حيث لا يفصل أحيانا بين الشروق والغروب إلا سويعات قليلة أو أقل حيث أن الوقت بين الشروق والغروب لا يكفي أحيانا لتتميم فريضة واحدة وخاصة إذا كان على المصلي أن يتوضأ قبل صلاته. هناك يوم في بعض المناطق لا تغيب فيه الشمس إطلاقا ويوم لا تشرق الشمس فيه إطلاقا. هناك بلاد نهارها ستة أشهر وليلها ستة أشهر. كيف يمكن للمسلمين في شمال السويد وفنلندا وأيسلاندا وألأسكا وسيبيريا أن يصلوا الفجر والظهر والعصر والمغرب و العشاء؟ ألم يكن لإله محمد علم بأوقات هذه البلاد؟ إذا كان الإسلام هو دين الله وكان القرآن هو كتاب الله المنزل، ألم يكن بمقدوره إظهار هذا الواقع الكوني الواضح للعالم وحل مشكلة الفجر والظهر والعصر والمغرب والعشاء في سيبيريا وألاسكا وغيرها؟
رابعا: القبلة. يجب على المسلم إذا صلى أن يوجه وجهه نحو الكعبة، ولا يمكن أن تُقبل صلاة المسلم إذا لم يستقبل القبلة، أي الكعبة. ويدعي القرآن أنه جعل لكل أمة قبلتها وبذلك جعل للمسلمين قبلتهم: "ولكن وجهة هو موليها فاستبقوا الخيرات أين ما تكونوا يأت الله بكم جميعا إن الله على كل شيء قدير" (البقرة: 148). إن هذا الإدعاء لا أساس له من الصحة إطلاقا، فالمسيحي ليس له قبلة يستقبلها، وهو لا يحمل بوصلة في جيبه أينما ذهب لتدله على قبلته، لأنه يستطيع أن يصلي نحو الشرق والغرب والشمال والجنوب وما بينها.
لا بد أن نذكر هنا أن محمدا في البداية حاول التودد لليهود والنصارى كي يكسبهم إلى صفه فاتخذ من القدس قبلة للإسلام. ويبدو أن التودد لليهود والنصارى لم يُجدِ محمدا نفعا ولم يساعد على جذبهم لجانبه والإيمان برسالته. لذلك لم يطل الوقت بمحمد حتى نسخ ربه القبلة الأولى أي القدس ووجه محمدا لقبلة ثانية هي الكعبة بعد أن رأى تقلب وجه نبيه وحيرته كما جاء في الآية: "سيقول السفهاء من الناس ما ولهم عن قبلتهم التي كانوا عليها قل لله المشرق والمغرب يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم. وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا وما جعلنا القبلة التي كنت عليها إلا لنعلم من يتبع الرسول ومن ينقلب على عقبيه وإن كانت لكبيرة إلا على الذين هدى الله وما كان الله ليضيع إيمانكم وإن الله بالناس لرؤوف رحيم. قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنوليك قبلة ترضاها فولّ وجهك شطر المسجد الحرام ( الكعبة) وحيث كنتم فولوا وجوهكم شطره وإن الذين أوتوا الكتاب ليعلمون أنه الحق من ربهم وما الله بغافل عما يعملون." (البقرة: 142-144).
من الغريب جدا والمثير للدهشة كيف حوّل رب محمد قبلته من القدس المدينة المقدسة والمشهود لها من جميع الأنبياء ، إلى مكة التي لم يعرفها أحد من الأنبياء ، وبالتحديد، إلى كعبتها التي كانت بيتا للأصنام الوثنية وتضُم بين جدرانها أكثر من ثلثمائة صنم، تتعبد قريش لها وباقي العرب. بما في ذلك خديجة وورقة بن نوفل اللذان بشرا محمدا بأنه نبي هذه الأمة. كيف يجعل رب محمد بيتا مليئا بالأصنام قبلةً لخاتم الأنبياء والمرسلين؟ هل كان رب محمد يقيم بين الأصنام حتى يطلب من المسلمين أن يصلوا إليه متجهين نحو الكعبة؟ هل صحيح أن إبراهيم هو الذي بنى الكعبة؟ إن إبراهيم براء من مكة و من كعبة أصنامها. فإبراهيم ساكن الخيام لم يبنِ ولا حتى بيتا لنفسه. حتى ولو فرضنا أ.ن إبراهيم قد بنى الكعبة كيف يكرم رب محمد بيت الأصنام مثل هذا التكريم الذي يناقض قداسته وطهارته ؟ و نحن نعرف أن الله في غضبه على شعب إسرائيل بسبب ابتعادهم عنه وعدم حفظهم لوصاياه سمح بخراب هيكل القدس خرابا كاملا، مع العلم أن هذا الهيكل كان طاهرا من الأصنام على خلاف كعبة مكة.
خامسا: إن مكان الصلاة المفضل هو المسجد وأفضل صلاة هي صلاة الجماعة. حسب سنّة محمد إن صلاة الجماعة هي أكثر ثوابا من صلاة الفرد كما جاء في الحديث: "حدثنا قُتيبة حدثنا جرير عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "صلاة أحدكم في جماعة تزيد على صلاته في سوقه وبيته بضعا وعشرين درجة." (البخاري ج 3 ص 28). على أي حال، إن واجب المسلم يحتم عليه إذا حان موعد الصلاة أن يقيم الصلاة في أي مكان تواجد فيه سواء كان ذلك بيتا أو قاعة فندق أو ناصية شارع عام. لقد ادعى محمد أن الله قد جعل الأرض كلها مسجدا له ولمن تبعه. جاء في الحديث: "وحدثني سعيد بن النضر قال: أخبرنا هُشيم قال: أخبرنا سيار قال: حدثنا يزيد هو إبن صهيب الفقير قال: أخبرنا جابر بن عبد الله أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أعطيت خمسا لم يعطهم أحد من قبلي: نُصرت بالرعب مسيرة شهر وجُعلت لي الأرض مسجدا وطهورا، فأيما رجل من أمتي أدركته الصلاة فليصلي..." (البخاري ج 1 ص 109). عملا بهذا الحديث لا يتورع المسلم عن الصلاة في أي مكان وُجد فيه معتقدا أن له كل الحق في ذلك حتى لو كان على أرض غيره.
سادسا: كما قلنا سابقا، إن الصلاة في الإسلام ليست مجرد مناجاة أو صلة حرة بين الإنسان والله وإنما يجب أن تتم حسب طقوس ومراسم مُعينة طبقا لمواصفات معينة، وإن لم تكن صلاة المسلم غير مطابقة لهذه المواصفات فهي صلاة باطلة وغير مقبولة. كل مسلم بشكل عام يصلي بنفس الطريقة من البداية وإلى النهاية دونما حرية فردية في الصلاة والعبادة.
كل صلاة من الصلوات الخمس تشتمل على عدد معين من الوقفات والركعات والسجدات والعبارات التعبدية والقراءات القرآنية.
سابعا: هناك ما يسمى بصلاة النّفل في الإسلام، وهذه صلاة طوعية ليست فريضة يقوم بها المسلم المتعبد زيادة على الصلوات الخمس المفروضة. على أي حال، حتى هذه الصلوات الطوعية يجب أن تتبع المواصفات السابقة من وضوء واستقبال القبلة والحركات والعبارات التي تتسم بها الصلوات المفروضة. على الرغم من أن هذه صلاة طوعية فإنها تبقى روتينية خالية من الصلة الحرة والشخصية بين المصلي وربه.
ثامنا: إن أجر الصلاة في الإسلام عند الله يختلف حسب قدرة المسلم على القيام بالطقوس المفروضة بما فيها من قيام وركوع وسجود...إلخ. فالذي يستطيع أن يقف له أجر أعظم من الذي لا يستطيع الوقوف. وأجر الذي يستطيع أن يقعد أعظم من أجر النائم حسب ما ورد في الحديث: "أخبرنا عبد الصمد قال: سمعت أبي قال: حدثنا الحسين عن إبن بُريدة قال: حدثني عمران بن حصين وكان مبسورا (به باسور) قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صلاة الرجل قاعدا فقال: "إن صلى قائما فهو أفضل، ومن صلى قاعدا فله نصف أجر قائم، ومن صلى نائما فله نصف أجر القاعد." (البخاري ج 2 ص 338، رواه مسلم أيضا). لا يسع المرء هنا إلا أن يتساءل أين منطق رب محمد وعدالته ورحمته؟ هل إله محمد يهتم بالتقاليد والطقوس التي فرضها على المصلي أكثر من حالة قلب المصلي ؟ هل صلاة المنافق الذي يستطيع أن يقف أفضل من صلاة رجل مخلص لا يستطيع أن يصلي واقفاً؟ إذا سمح الله أن يُصاب إنسان بمرض يفقده القدرة على أداء الحركات الروتينية الطقسية في الصلاة وبذل جهده أن يصلي قاعدا أو نائما فهل يعاقبه بإنقاص أجره في الصلاة؟ هل بلغ رب محمد إلى هذه الدرجة من الجمود والتحجر والرسمية والبيروقراطية؟ أليس بالأولى مكافأة مثل هذا الإنسان أضعافا على عبادته رغما عن ضعفه الجسدي؟
تاسعا: إذا أخذ المسلم في الصلاة فإن هناك عوارض تقطع صلاته وتبطلها. من هذه العوارض التي تبطل الصلاة إخراج الغاز كما جاء في الحديث: "حدثنا إسحق بن إبراهيم الحنظلي قال: أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن هُمام بن مُنبة أن سمع أبا هريرة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تُقبل صلاة من أحدث حتى يتوضأ". قال رجل من حضرموت: ما الحدث يا أبا هريرة؟ قال: فساء أو ضراط." (البخاري ج 1 ص 53 مكرر، رواه مسلم أيضا).
ومن مبطلات الصلاة الأخرى المرأة والحمار والكلب الأسود إذا مرت من أمام المصلي ولم يضع أمامه عصا أو حربة ليتقي الشر بها كما جاء في الحديث: "حدثنا أبو بكر عن إبن شيبة، حدثنا إسماعيل بن علية. قال: وحدثني زهير بن حرب، حدثنا إسماعيل بن إبراهيم عن يونس عن حميد بن هلال عن عبد الله بن الصامت عن أبي ذر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا قام أحدكم يصلي فإنه يستره إذا كان بين يديه (أمامه) مثل آخرة الرحل (عصا). فإذا لم يكن بين يديه مثل آخرة الرحل فإنه يقطع صلاته الحمار والمرأة والكلب الأسود". قلت: يا أبا ذر ما بال الكلب الأسود من الكلب الأحمر من الكلب الأصفر؟ قال: يا إبن أخي سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم كما سألتني فقال: "الكلب الأسود شيطان." (مسلم ج 4 ص 226، رواه البخاري أيضا).
لقد اعترضت عائشة على هذا الحديث دفاعا عن المرأة وقالت: "عدلتمونا بالكلاب والحمير" (ص 229). هذا وإنه من المشهود في الأحاديث أن محمدا كان يصلي ويضع العنزة (عصا) أو حربة أمامه كما جاء في الحديث التالي: "حدثنا إسحق قال: حدثنا عبد الله بن نُمير قال: حدثنا عبد الله بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا خرج العيد أمر بالحربة فتوضع بين يديه (أمامه) فيصلي إليها والناس وراءه، و كان يفعل ذلك في السفر، فمن ثم اتخذها الأمراء." (البخاري ج 1 ص 157، رواه مسلم أيضا). أعزاؤنا القراء كيف بحق السماء يمكن لحربة أو عصى أن تحمي محمدا والمسلمين من أذى المرأة والحمار والكلب؟ هل يمكن للعصى أو الحربة أن تحمي المسلم من النظر إلى امرأة واشتهائها؟ أليس هذا من باب الخرافة و الشعوذة؟ إن تصريح مثل هذا يتضمن أمرا خطيرا ، إن كانت المرأة تبطل صلاة الرجل وتفسدها ، فكيف يحق لها أن تدخل الجنة؟ وإن دخلت المرأة الجنة، هل ستفسد الجنة بخضورها؟
عاشرا: الصلاة في الإسلام كما سبق وقلنا، هي فريضة إلزامية، لذلك فإن الشرع الإسلامي يبيح عقاب تارك الصلاة حيث أن ترك الصلاة يعادل الكفر كما جاء في الحديث: "حدثنا يحي بن يحي التميمي وعثمان بن أبي شيبة كلاهما عن جرير، قال يحي: أخبرنا جرير عن الأعمش عن أبي سفيان قال: سمعت جابر يقول: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "إن بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة." (مسلم ج 2 ص 70).
يختلف علماء الشريعة الإسلامية في مدى عقاب تارك الصلاة. فمنهم كالشافعي ومالك يقولان ينهي ينهى تارك الصلاة، فإن لم ينتهِ ويتوب يُقتل كالزاني والقاتل. والبعض مثل أبو حنيفة وغيره يقولون أن تارك الصلاة يُغرّم ويحبس حتى يصلي." (مسلم ج 2 ص 70). من حسن حظ المسلمين أن هذه الشريعة لا تطبق، لأنها لو طُبقت لصار معظم المسلمين قتلى أو في السجون حتى أن سجون العالم لن تسعهم. والسؤال هنا ، كيف يمكن لشخص تُفرض عليه الصلاة فرضا أن يشعر بقرب الله له ؟ بالنسبة لشخص تفرض عليه الصلاة يشعر بأن الله بعيدا جدا عنه وهو بعيد عن الله. وهذا أمر لا يريده الله ولا يقصده لأنه يخبرنا في الكتاب المقدس بأن مسرته هي مع بني البشر (مز 18: 3) .
في ختام حديثنا عن الصلاة لا بد وأن نذكر كيف جاء محمد بطريقة الصلاة المتعارف عليها بين المسلمين. يدعي محمد أن جبريل قد علمه كيف يتوضأ وكيف يصلي وبعد ذلك علّم محمد خديجة كما في السيرة. قال إبن إسحاق: "وحدثني بعض أهل العلم أن الصلاة حين افترضت على رسول الله صلى الله عليه وسلم، أتاه جبريل وهو بأعلى مكة فهمز له بعقبه في ناحية الوادي. فانفجرت منه عين، فتوضأ جبريل عليه السلام ورسول الله صلى الله عليه وسلم ينظر إليه ليريه كيف الطهور للصلاة، ثم توضأ رسول الله صلى الله عليه وسلم كما رأى جبريل توضأ، ثم قام جبريل فصلى به وصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بصلاته، ثم انصرف جبريل عليه السلام." (إبن هشام ج 1 ص 227). وجاء في الجديث: "حدثنا قتيبة حدثنا ليث عن إبن شهاب أن عمر بن عبد العزيز أخر العص (صلاة العصر) شيئا، فقال له عروة: أما إن جبريل قد نزل فصلى أمام رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال عمر: اعلم ما تقول يا عروة، قال: سمعت بشير بن أبي مسعود يقول: سمعت أبا مسعود يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "نزل جبريل فأمني فصليت ثم صليت معه ثم صليت معه"، يحسب بأصابعه خمس صلوات." (البخاري ج 4 ص 418 مكرر، رواه مسلم أيضا).
على الرغم من أن جبريل علم محمدا كيف يصلي ومحمد علم خديجة وأصحابه إلا أنه كان أحيانا ينسى بعض صلاته ودعا أصحابه أن يذكروه بما نسي كما في الحديث: "حدثنا عثمان قال: حدثنا جرير عن منصور عن إبراهيم عن علقمة قال: قال عبد الله: صلى النبي صلى الله عليه وسلم – قال إبراهيم: لا أدري زاد أو نقص – فلما سلم قيل له: يا رسول الله أحَدَثَ في الصلاة شيء؟ قال: "وما ذالك؟ " فقالوا: صليتَ كذا وكذا. فثنى رجله واستقبل القبلة وسجد سجدتين ثم سلّم. فلما أقبل علينا بوجهه قال: "أنا بشر مثلكم أنسى كما تنسون. فإذا نسيت فذكروني، وإذا شك أحدكم في صلاته فليتحر الصواب، فليتم عليه ثم يُسلم ثم يسجد سجدتين." (البخاري ج 1 ص 131 مكرر، رواه مسلم أيضا).
نحتار في محمد وهو ذلك "النبي" العظيم ، كيف ينسى ما عمله جبريل وما علمه بدوره لخديجة وأصحابه؟ أحقا كان محمد بحاجة لأن يذكره قومه بما نسي في صلاته التي علمها لهم؟ إن مثل هذا السلوك لم يعرف قط بين الأنبياء. لقد كان الأنبياء هم الذين يذكرون أقوامهم إذا ما نسوا، ولم يحتاجوا للتذكير من قومهم. إن مَثَلَ محمد هنا كمثل المعلم الذي ينسى ما علمه لتلاميذه ويطلب من التلاميذ أن يذكروه بما علمهم. إنه لأمر مضحك.

الصوم
الصفحة
  • عدد الزيارات: 25381