موقف القرآن السلبى من المعجزة ، و فلسفته عند أهل عصرنا - آيات الرسل
3 ) آيات الرسل
" لم يرسل الله رسولا ليبلغ الناس الدين و يعلمهم الشريعة ، إلا و أيده بالآيات التى تقطع بأنه مرسل من عنده ، و أنه موصول بالملإ الأعلى يتلقى عنه ، و يأخذ تعاليمه منه . و هذه الآيات التى يؤيد الله بها رسله لابد و أن تكون فوق مقدور البشر و خارج نطاق طاقاتهم و علومهم و معارفهم ، كما يجب أن تكون مخالفة للسنن الخاصة بالمادة ، و خارقة للعادات المعروفة و القوانين الطبيعية المألوفة . و لذلك سمى العلماء هذه الآيات معجزات لأنها تعجز العقل عن تفسيرها ، كما تعجز القدرة الانسانية عن الاتيان بمثلها . وعرفوا المعجزة بأنها الأمر الخارق للعادة الذى يجريه الله على يدى نبى مرسل ، ليقيم به الدليل القاطع على صدق نبوته .
" و من ثم كانت المعجزة ضرورية و اظهارها واجبا ، ليتم بها المقصود من تبليغ الرسالة ، و تقام بها حجة الله على الناس . و هذه الآيات ممكنة فى ذاتها ، و العقل لا يمنعها ، و العلم لا ينفيها ، و الواقع يؤيدها .
" الفرق بين آيات الرسل و غيرها من الخوارق : و لا تلتبس معجزات الرسل و آيات الأنبياء ، بما يحدث على يد غيرهم من خوارق العادات ، فإن المعجزات تأتى مصحوبة بالتحدى ، و تصدر عن رجال عرفوا بالتقوى و الصلاح ، و أنهم بلغوا منها الذروة التى لا يتطاول إليها إنسان " .
و نقول : هذا فصل بليغ فى تفصيل المعجزة و شروطها : " إن المعجزة أمر خارق للعادة ، مقرون بالتحدى ، سالم عن المعارضة " ( 1 ) . فهلا طبق المؤلف تعريف المعجزة و تفصيلها كما جاء به على ما ينسب إلى محمد ؟ ! و على ما نسبه هو إلى محمد من " الأعمال الكبرى " و من " دلائل صدقه " ليرى هل فيها من معجزة تحدى هو بها ، سالمة عن المعارضة ، لإثبات نبوته ؟
- عدد الزيارات: 16014