الإعجاز في التاريخ - هل القصص القرآني للتاريخ أم للتمثيل
بحث ثان
هل القصص القرآني للتاريخ أم للتمثيل ؟
والمشكل الأكبر في القصص القرآني ، هل هو للتاريخ أم تمثيلي ؟
إن القصص القرآني هو برهان النبوة والتوحيد من تاريخ البشرية مع الأنبياء والرسل : فالعظة منه في الواقع التاريخي ، لا في التمثيل البياني ، كالإنجيل في أمثاله . واذا سلبنا القصص القرآني واقعيته التاريخية ، سلبناه استشهاده بتاريخ النبوة والبشرية على صحة نبوته وتنزيله .
هذا هو موقف أهل السنة والجماعة . لذلك لمّا حاول السيد محمد أحمد خلف الله سنة 1947 في كتابه (الفن القصصي في القرآن الكريم) أن يخرج على هذا الاجماع ، "للوصول الى قاعدة أو نظرية يمكن تطبيقها من حل المشكلات ، وردّ الاعتراضات ، والخروج بالقصص القرآني من دائرة المتشابه" (ص 260) أفتى علماء الأزهر الشريف بتكفير الكتاب وصاحبه .
والواقع القرآني يشهد بالتمثيل في تاريخيته : "وكلاّ نقص عليك من أنباء الرسل ما نثبّت به فؤادك ، وجاءت في هذه الحق وموعظة وذكرى" (هود 120) . فهو يقص "الحق" في "أنباء الرسل" ، وان كان الهدف الموعظة والذكرى . فالعبرة عنده بالتاريخ للتمثيل : "لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب" (يوسف 111) . والقول الفصل : "إن الحكمُ إلاّ لله ، يقص الحق ، وهو خير الفاصلين" (الانعام 57) . فلا يضرب القرآن أمثالا في قصصه ، إنما "يقصّ الحق" التاريخي .
- عدد الزيارات: 13557