Skip to main content

أسئلة لاهوتية - الوحي الذي يشكّ فيه مُبلِّغه

الصفحة 7 من 18: الوحي الذي يشكّ فيه مُبلِّغه

9 - الوحي الذي يشكّ فيه مُبلِّغه!!

س 85: جاء في يونس 10: 94 فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ فَا سْأَلِ الذِينَ يَقْرَأُونَ الكِتَابَ مِنْ قَبْلِكَ . وجاء في سورة الأعراف 7: 2 كِتَابٌ أُنْزِلَ إِلَيْكَ فَلَا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِنْهُ لِتُنْذِرَ بِهِ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ .

قال الإمام الرازي في تفسير سورة يونس 10: 94 من الوجوه في تفسير النص فإن كنت في شك مما أُنزل إليك الخ هو أن الخطاب لمحمد. وأن محمداً من البشر. وكان حصول الخواطر المشوشة والأفكار المضطربة في قلبه من الجائزات. وتلك الخواطر لا تندفع إلا بإيراد الدلائل وتقرير البيّنات حتى أن بسببها تزول عن خاطره تلك الوساوس . وقال البيضاوي في تفسير الآية نفسها: حرج منه - أي شك فيه. فإن الشك صرح الصدر وضيق القلب مخافة أن يكذب فيه .

واضح من هذا أن محمداً كان يشك في مصدر وحيه، وإن كان كلامه من عند الله أم ليس بوحي، حتى نصحه مصدر وحيه أن يسأل في ذلك اليهود والنصارى الذين يقرأون الكتاب من قبله. فإن كان الرسول يشك في رسالته والمبلّغ يرتاب في صدق بلاغه، فكيف يتوقع من سامعيه أن يصدقوه؟ قال رسل المسيح: إِنْ بَشَّرْنَاكُمْ نَحْنُ أَوْ مَلَاكٌ مِنَ السَّمَاءِ بِغَيْرِ مَا بَشَّرْنَاكُمْ، فَلْيَكُنْ أَنَاثِيمَا (واقعاً تحت لعنة).(غلاطية 1: 8). وقد تنبأ إشعياء النبي أن ختام الشريعة سيكون على أيدي رسُل المسيح وتلاميذه، ولا يأتي وحي من بعدهم فقال: اختم الشريعة بتلاميذي (إشعياء 8: 16). ولهذا يُختَم الإنجيل بالقول: إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَزِيدُ عَلَى هذا يَزِيدُ اللّهُ عَلَيْهِ الضَّرَبَاتِ المَكْتُوبَةَ فِي هذا الكِتَابِ (رؤيا 22: 18).

وفي الوقت الذي كانت فيه الشكوك تساور محمداً في وحيه، اعترف أن المرجع والمحك لأقواله هو الكتاب المقدس، فجاء قوله: فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك فاسأل الذين يقرأون الكتاب مِن قبلك. لقد جاءك الحق من ربك فلا تكوننَّ من المُمْتَرين . وأكد القرآن أن التوراة التي بين يدي يهود عصره صحيحة سليمة فيها حكم الله، والأَوْلى أن يرجعوا إليها لا أن يرجعوا إلى محمد فقال في سورة المائدة 5: 43 وكيف يُحكِّمونك وعندهم التوراة فيها حكم الله؟ . وأوصى القرآن المسيحيين أن يلازموا أحكام إنجيلهم. وحكم بالفسق على من لا يقيم أحكام الإنجيل فقال في المائدة 5: 47 وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الإِنْجِيلِ بِمَا أَنْزَلَ اللهُ فِيهِ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الفَاسِقُونَ .

أقوال الناس
  • عدد الزيارات: 37546