Skip to main content

فحص مشتملات القرآن - في أمور ثانوية أخرى كثيرة يناقض القرآن أيضاً نفسه باختلافه عن الكتاب المقدس

الصفحة 6 من 7: في أمور ثانوية أخرى كثيرة يناقض القرآن أيضاً نفسه باختلافه عن الكتاب المقدس

وفي أمور ثانوية أخرى كثيرة يناقض القرآن أيضاً نفسه باختلافه عن الكتاب المقدس الذي جاء مصدقاً له. ففي سورة مريم 19: 23 يقول أن المسيح وُلد تحت نخلة مع أن الكتاب المقدس يقول أنه وُلد في خان ووُضع في مذود (لوقا 2) ويقول القرآن أنه تكلم وهو في المهد (سورة آل عمران 3: 41 وسورة المائدة 5: 109 وسورة مريم 19: 31) وإنه لما كان صبياً خلق من الطين طيراً (سورة آل عمران 3: 43 وسورة المائدة 5: 110) لا ننكر أن هذه معجزات ولكن الإنجيل يصرح أن أول معجزة صنعها كانت في بدء خدمته الجهارية في الثلاثين من عمره (لوقا 3: 23 ويوحنا 2: 11) وكذلك في الواجبات الأدبية يخالف القرآن الإنجيل فإن المسيح علم أن يحب الناس أعداءهم ومحمد علمهم أن يجاهدوا في سبيل الله. قال المسيح في القيامة لا يزوجون ولا يتزوجون (متى 22: 30 ومرقس 12: 25 ولوقا 20: 35) غير أن القرآن يعلم أنه سيكون في الجنة للمسلمين ما لا يحد من الملاهي والملذات الشهوانية.

ومن المحال رفض هذه الحجج بدعوى أن الكتب المقدسة التي بأيدي اليهود والنصارى محرفة إذ قد فندنا هذا الزعم تماماً في أول هذا الكتاب. كان الأمر سهلاً لو كانت هذه الدعوى من كتاب لا يزعم أنه منزل من الله كما يقول القرآن. وكل واحد يصادق على أن ذلك مؤلف لكتاب متأخر يمكن أن ينخدع سيما متى كان ملقنوه جهلة اعتمدوا على خرافات شائعة وليس على الكتاب المتقدم نفسه. ولكنا لا نرغب أن نستنتج مثل هذا الاستنتاج عن القرآن نفسه بل نفضل أن نترك الأمر لإخواننا المسلمين ليحكموا لأنفسهم. ولا شك أن القارئ العزيز قد رأى أن القرآن ليس فيه حجة وافية على وحيه.

إذا كان القرآن من الله تعالى فلا بد أن تعاليمه تكون في كل شيء أرقى وأشرف وارفع عن ما جاء في الإنجيل. كما أن الإنجيل في أمور خاصة أرفع وأرقى من التوراة ولكن ليس الحال كذلك لأن الإنجيل لا يعد المؤمنين في الدار الأخرى بأكل وشرب وأمور عالمية بل بأفراح روحية كسلام القلب والطهارة ومحبة الله وخدمته. فالإنجيل يعلمنا أن المؤمنين الحقيقيين بالمسيح الذين يثبتون في محبتهم وطاعتهم لله ويكونون أمناء حتى الموت فهؤلاء يدخلون إلى المنازل المقدسة التي أعدها لهم يسوع المسيح ويسكنون دائماً أبداً في الحضرة الإلهية وَعَبِيدُهُ يَخْدِمُونَهُ. وَهُمْ سَيَنْظُرُونَ وَجْهَهُ؟ وَا سْمُهُ عَلَى جِبَاهِهِمْ (رؤيا 22: 3 و4). وينهي الإنجيل عن استعمال القوة في الأمور الدينية ويترك للإنسان حرية تامة لقبول أو رفض الحق. إذا أراد أحد أن يؤمن بالمسيح فالروح القدس يساعده ويمكنه من قبول ولادة روحية جديدة ويهبه الهدى والخلاص. والذين يرفضون المسيح ليسوا بملزمين بالإيمان به ولكنهم يحكمون على أنفسهم بالدينونة (يوحنا 3: 18-21). وعلاوة على ذلك فالإنجيل خلافاً للقرآن يمنح راحة القلب والثقة بنوال السلام مع الله للذين يأتون إليه بواسطة يسوع المسيح. وكل مسيحي حقيقي يعرف ذلك من اختباره ولكن بحسب القرآن يبقى الإنسان طول حياته بين الشك واليقين فيما إذا كان من السيئي الحظ الذين حكم الله عليهم بالهلاك وخلقهم للهلاك.

البشارة (الإنجيل) معناها أخبار مفرحة وهذا هو القصد منها إذ يعلن أن الله لم يخلق نفساً للهلاك بل بالعكس يُرِيدُ أَنَّ جَمِيعَ النَّاسِ يَخْلُصُونَ وَإِلَى مَعْرِفَةِ الْحَقِّ يُقْبِلُونَ (1 تي 2: 4) ولكي تنال الناس هذه النعمة أرسل ابنه الوحيد إلى العالم كي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية (انظر يوحنا 3: 16) فالإنجيل يعلم بوضوح أن لا يهلك أحد إلا الذين يرفضون محبة الله ورحمته المقدمة في شخص يسوع ولا يؤمنون به ولا يعترفون بدعواه ولا يقبلونه مخلصهم وشفيعهم الوحيد عند الله فيفضلون الظلام على النور لأن أعمالهم شريرة ولا يقبلون محبة الحق كي ينالوا الخلاص.

وإذا كان القرآن هو آخر وأتم وحي للإنسان فلا بد أن يبين لنا أكثر من الإنجيل وأحسن منه عن قداسة الله وعدله ورحمته وعن طاعة تامة لشرائع الله ويظهر نجاسة الخطية روحياً وطريق الخلاص والحاجة إلى قداسة روحية وعن محبةالله لنا وعن ضرورة محبتنا له وواجبنا نحو الله ونحو الإنسان ولزوم طهارة القلب ويصور لنا الجنة صورة أشرف وأطهر مما جاء بها العهد الجديد. فالذين قرأوا القرآن والكتاب المقدس يحكمون لأنفسهم إذا كان القرآن حقاً فاق على الإنجيل في ذلك. إذا فحصنا محتويات القرآن لنعرف إذاكان من الله أم لا يعترضنا هذا السؤال كيف نعرف ماهية القرآن وحقيقته إذا لم يكن من الله. فيوجد جواب تام لهذا في مصادر الإسلام. يؤكد العلماء أن كثيراً من الحكايات القرآنية ومن الفروض والطقوس الإسلامية مأخوذة من الأديان الأخرى والكتاب المذكور يقدم البراهين على ذلك. فالقارئ العالم يجد فيه أجزاء من الكتب الفارسية والهندية وقدماء المصريين وغيرهم من الأمم السالفة وأن مؤلف مصادر الإلام يؤكد أن هذه الأجزاء المدرجة بالقرآن هي في أغلب الأحيان مأخوذة منها ويقدم البراهين أيضاً على أنه توجد غير تلك أشياء أخرى كثيرة هي خرافات كانت شائعة بين جهلاء اليهود والنصارى في وقت محمد لا أثر لها في الكتاب المقدس.

وعلاوة على كل ذلك فمن يفحص كتاب سيرة ابن هشام يرى أن زيداً بن عمرو بن نوفل قبل محمد علم بما يأتي (1) التوحيد (2) رفض عبادة اللات والعزي وبقية الأصنام التي يعبدها العرب (3) السعادة في الجنة (4) تحذير الأشرار بعقاب النار (5) إعلان غضب الله على الكافرين (6) ذكر هذه الأسماء لله: رب والرحمن والغفور (7) منع دفن البنات أحياء. وقال أيضاً مع الحنفاء أننا نبحث عن ملة إبراهيم. ومحمد نفسه صرح أنه يدعو الناس إلى ملة إبراهيم والقرآن في مواضع كثيرة يدعو إبراهيم حنيفاً (سورة آل عمران 3: 89 وسورة النساء 4: 124 وسورة الأنعام 6: 162) وفي الجزء الثالث من كتاب الأغاني وجه 15 أن محمداً قابل زيداً بن عمرو وتحادث معه قبل ادعائه النبوة.

ومؤلف مصادر الإسلام يؤيد قوله بأن قصة المعراج الواردة في سورة الإسراء وفي الأحاديث هي على نسق حكاية الشاب الزردشتي التقي الوارد في كتاب فارسي يُسمى ارتأي ثيراف نامك وفيه أن ذلك الشاب صعد إلى النجوم وعند رجوعه قال ما زعم أنه رآه. وأن المؤرخ العربي أبا الفدا في كتابه التواريخ القديمة من المختصر - في أخبار البشر يذكر فروضاً أدخلت إلى الإسلام وأمر بها القرآن والحديث فيقول كان العرب في الجاهلية يفعلون أموراً قد اتخذها الإسلام ودونها في شريعته ويذكر أبو الفداء عوائد قد أدخلت إلى الإسلام من وثني العرب في الجاهلية منها منع التزوج بالأمهات والبنات والجمع بين الأختين والحج للكعبة وليس الإحرام والطواف والعسي ورمي الجمار كالوضوء والغسل وفرق الشعر وتقليم الأظافر الخ وقال أن وثني العرب كانوا يختتنون ويقطعون يد السارق. لا شك أن البعض يقولون مع ابن إسحاق (جزء 1 وجه 27) إن هذه العوائد كانت من أيام إبراهيم. هذا صحيح عن الختان ولكن ليس صحيحاً عن العوائد الأخرى المشار إليها سابقاً ولا يعقل أن الله بإعطائه وحياً جديداً لأمة إبراهيم باستعمال الفرائض التي يقيمونها قبلاً وأيضاً هذا لا يوافق المعتقد أن القرآن كان مكتوباً على اللوح المحفوظ في السماء منذ أجيال قبل أن تكون العرب.

يقول المسلمون أن القرآن يعلم شيئاً كثيراً عن علم الله وعن الآداب وعن الحكم بالعدل وعن الحياة الآتية فلذا هو من الله. نقول لا شك أنه كذلك ولكن هذه الحجة تكون قوية إذا كان القرآن يفوق الكتاب المقدس في سمو تعاليمه عن هذه الأمور ولكن حيث قد رأينا أن صفات الله وذاته في القرآن ليست بأتم منها في الإنجيل بل والحق يقال أن قول القرآن عن عزم الله ليملأ جهنم بالأنس والجن (سورة هود 11: 120 وسورة السجدة 32: 13) وسماحه تعالى لمحمد بالتلذذ بالنساء أكثر من سائر المسلمين وأمره بالجهاد لانتشار الإسلام وغير ذلك من أمور مهمة تبرهن أن تعاليم القرآن أدنى بكثير من شريعة موسى. فالعهد القديم لم يصرح بتعدد الزوجات عموماً (مع أنه سمح لليهود به ضمناً وقتاً من الزمن) فوحدة الزوجة هي شريعة الله للإنسان كما هو ظاهر في (تك 2: 18-24) وأوضحه المسيح في (مت 19: 3-9 ومر 10: 2-12) وشدد عليه رسله كما في (1 تي 3: 2 (12 و1 كو 7: 2) بل حرم المسيح شهوة العين على هذه الأرض كما جاء في (مت 5: 28) ولكن القرآن يجعل المسلم يؤمل بشهوات جسدية لا حد لها في الجنة أمام وجه الله سبحانه وتعالى وهذا التعليم لا ينتج طهارة قلبية هنا على الأرض أما عن الحكم بالعدل فيحسن بنا أن نسأل هل وجد حاكم عادل في البلاد الإسلامية في أي زمن في التاريخ الماضي والحاضر؟

القرآن لا يعلم أن طهارة القلب ضرورية قبل الاقتراب من الله
الصفحة
  • عدد الزيارات: 16764