Skip to main content

حالة الإنسان الأصلية - الخطية ونتائجها المحزنة دخلت إلى العالم بسبب عداوة إبليس

الصفحة 2 من 7: الخطية ونتائجها المحزنة دخلت إلى العالم بسبب عداوة إبليس

ونجد الجواب على هذا السؤال في أسفار الكتاب المقدس حيث نقرأ أن الخطية ونتائجها المحزنة دخلت إلى العالم بسبب عداوة إبليس وغوايته لجنسنا من الجهة الواحدة، وبسبب حرية إرادة الإنسان
وابتغائه أن يعمل مرضاته دون مرضاة الله من الجهة الأخرى، ولما خدع إبليس حواء التي خدعت آدم، عصى ربه حراً مختاراً، ومن تلك الساعة ارتد آدم عن الله وحاد عن جادة الحق، وانقطعت الصلة بينه وبين من هو ينبوع الحياة والسعادة الحقيقة (تكوين 3 قارن يوحنا 8 :44 ورومية 5 :12 و19 و1تيموثاوس 2 :13 و14).
قيل : لماذا لَمْ يمنع الله دخول الخطية إلى العالم؟ ولماذا سمح لإبليس أن يجرب الإنسان وينتصر عليه؟ ولماذا لا يزال يترك له الحبل على الغارب في تجربة البشر إلى الآن؟ الجواب مفصل في كتاب "طريق الحياة", ونكتفي هنا بالقول أن الله لم يكشف لنا غايته من ذلك تماماً، وليس في طاقة البشر إيجاد جواب شاف من كل وجه لهذا السؤال الصعب، وليس من الضروري أن نضع أعمال الله تحت بحثنا، إنما الضروري أن نعترف بسوء حالتنا ونبحث عن كيفية النجاة، وغاية ما في الأمر أن نعرف ما عرفه إبراهيم، وهو أن ديان الأرض كلها لا بد أن يكون عادلاً في كل أعماله (تكوين 18 :25).
غير أن بعض الحكماء أكدوا لنا أن وجود التجارب في الحياة الدنيا والشقاوة والآلام الناتجة عن الخطية هي درس لتدريب النفس
على حياة الفضيلة بواسطة مقاومة التجارب والانتصار عليها بنعمة الله، وبواسطة اختبارنا نتائج الخطية المحزنة، أنعم الله على الإنسان بحرية الإرادة ليختار لنفسه ما شاء من الحق أو الباطل، الطاعة أو المعصية، الحرية أو العبودية لإبليس. وقد أعلن الله إرادته ومحبته لنا وهدانا إلى طريق الحق، إلا أنه تركنا نختار ما نريد، ولم يلزمنا بالرغم من أن نختاره دون سواه، فقصد الله أن نحبه، لكن لا إكراه في المحبة، كما لا إكراه في الدين المسيحي الحق بعد أن تتبين الرشد من الغي.
وعلَّمنا الله في كتابه أنه لم يكن حسب إرادته أن نخضع لسلطان إبليس ونرزح تحت نير الخطية، بل إرادته أن نتحرر ونعتق من هذه العبودية الصارمة، ونتطهر من شوائب الخطايا والعيوب، ونرجع إلى الحالة التي خلقنا عليها : حالة الطهارة والقداسة التي فقدها آدم لكي نصير ورثة السعادة الأبدية. وأن الكتاب بقسميه، واختبار الجنس البشري، يثبتان أن الإنسان لا يقدر أن يحظى بالسعادة الحقيقية ما لم يتب عن أعماله الشريرة ويرجع بإيمان حقيقي إلى الله ويتحرر من سلطان الخطية ويفوز بالغفران، لأنه بدون نقاوة القلب لا يمكن أن نشاهد الله ببصائرنا القلبية (بشارة متى 5 :8 وعبرانيين 12 :34). إن التقي الحقيقي يجب أن يكون قديساً لأن الله قدوس (لاويين 19 :2

وبشارة متى 5 :48 و2كورنثوس 6 :14-7 :1 و1بطرس 2 :9 و10 و1يوحنا 3 :1-8).

الضمير والعقل يشهدان أن الإنسان خُلق صالحاً على صورة الله وشبهه، ثم سقط
الصفحة
  • عدد الزيارات: 14528