Skip to main content

حالة الإنسان الأصلية - فإذا لم يوجد مخلّص يكفر عن خطايانا نبقى إلى الأبد منفيين من حضرة الله

الصفحة 7 من 7: فإذا لم يوجد مخلّص يكفر عن خطايانا نبقى إلى الأبد منفيين من حضرة الله

فإذا لم يوجد مخلّص يكفر عن خطايانا نبقى إلى الأبد منفيين من حضرة الله، ولا يمكن لنا أبداً أن نحصل على السعادة الأبدية التي يرغب فيها كل البشر.
وقد بيّنا أنه إذا وُجد مخلّص يمكنه أن يكفّر عن الخطايا ويحرر أسرى الخطية ويجعلهم طاهرين في عين الله العادل القدوس، وهكذا يتضح لنا أن المخلّص لا يمكن أن يكون مجرد إنسان مولوداً مثل البشر وارثاً طبيعة آدم الفاسدة خاطئاً كغيره. فلا يمكن لخاطئ أن يخلّص خطاة، وحيث أن كل البشر خطاة فليس منهم من يقدر أن يكفّر عن البقية، وجاء في الزبور أن "الْأَخُ لَنْ يَفْدِيَ الإِنْسَانَ فِدَاءً، وَلَا يُعْطِيَ اللّه كَفَّارَةً عَنْهُ" (مز 49 :7) لا يوجد من يقدر أن يخلّص أخاه من موت الجسد، فكم بالأحرى لا يمكن لشخص أن يفدي الآخر من الموت الأبدي.
ومع ذلك إذا وُجد مخلّص فيجب أن يكون إنساناً، وإلا فلا يصح أن يكون نائباً عنا وواحداً منا ولا رئيساً للبشر، ولا يمكننا أن نقتنع بإخلاصه ونفهم محبته لنا، ويجب أن يكون أرقى من الذين يخلّصهم في طبيعته وقدره وفي الوقت نفسه، يشاركهم في طبيعتهم. كما يجب أن يكون خالياً من الخطية ويتمم شريعة الله تماماً، فإن لم يوجد مثل هذا المخلّص قد هلك كل العالم ولا رجاء لهم، ولا يمكنهم الوصول إلى
السعادة والقداسة التي يشتاق إليها كل مخلوق.
ولكن هل يوجد مثل هذا المخلّص؟ إذا رجعنا إلى الكتاب المقدس نرى أنه موجود، فالعهد القديم يتضمن الوعد بمجيئه، والجديد يخبرنا كيف جاء. فقد شهد الأنبياء والرسل بأنه المخلّص الوحيد الحقيقي من الخطية، وقد قدم لله كفارة كاملة وشفاعة تامة عن خطايا كل العالم (1يوحنا 2 :1 و2) ولذلك فهو قادر أن يحصل لنا على غفران خطايانا.
هذا المخلّص هو الرب يسوع المسيح الذي بواسطة قدرته وقداسته وبطاعته حتى الموت حمل خطية العالم وصار شفيع كل الناس، فقد كفر عنا وصالح الإنسان مع الله القدوس البار، ونال الخلاص الأبدي لكل المؤمنين الحقيقيين به، إذاً فهو يقدم لكل العالم مغفرة الخطايا والفرح الأبدي.
فلهذا نشترك مع الرسول بقلوب تمتلئ بالشكر في قوله "وَمَلِكُ الدُّهُورِ الذِي لَا يَفْنَى وَلَا يُرَى، الْإِلهُ الحَكِيمُ وَحْدَهُ، لَهُ الكَرَامَةُ وَالْمَجْدُ إِلَى دَهْرِ الدُّهُور"ِ (1تيموثاوس 1 :17).
لأن الله المحب المحيي أرحم الراحمين في محبته ورحمته الغير متناهيتين، قدّم لنا نحن الخطاة فداءً عظيماً وخلاصاً مجيداً بالرب يسوع المسيح. آمين.

الصفحة
  • عدد الزيارات: 14527