Skip to main content

تأثيرات الحُنفاء على الإسلام - زيد بن عمرو

الصفحة 3 من 5: زيد بن عمرو

قال زيد بن عمرو بن نفيل في فراق دين قومه، وما كان لقي منهم في ذلك:

أرباً واحداً أم ألف رب أدين إذا تقسمت الأمور

عزلت اللات والعزى جميعاً كذلك يفعل الجلد الصبور

فلا عزى أدين ولا ابنتيها ولا صنمَي بني عمرو أزور

ولا غنماً أدين وكان رباً لنا في الدهر إذ حلمي يسير

عجبت وفي الليالي معجبات وفي الأيام يعرفها البصير

بأن الله قد أفنى رجالاً كثيراً كان شأنهم الفجور

وأبقى آخرين بسير قوم فيربل منهم الطفل الصغير

وبينا المرء يعثر ثاب يوماً كما يتروح الغصن المطير

ولكن أعبد الرحمن ربي ليغفر ذنبي الرب الغفور

فتقوى الله ربكم احفظوها متى لا تحفظوها لا تبور

ترى الأبرار دارهم جنان وللكفار حامية سعير

وخزي في الحياة وإن يموتوا يلاقوا ما تضيق به الصدور

(الجزء الأول من «سيرة الرسول» صفحة 76 و77)

فأفادنا ابن هشام أن خطاباً (عمّ زيد) طرده من مكة وألزمه أن يقيم على جبل حراء أمام تلك المدينة، ولم يأذن له بالدخول إلى مكة «سيرة الرسول» (جزء 1 ص 79).

وكذلك نستفيد من هذا الكتاب أن محمداً كان معتاداً أن يقيم في غار جبل حراء في صيف كل سنة للتحنُّث حسب عادة العرب. فالأرجح أنه كان يجتمع بزيد بن عمرو، لأنه أحد أقربائه. وأقوال ابن إسحق تؤيد هذا القول، لأنه قال إنه لما كان محمد في ذات هذا الغار «جاءه جبريل بما جاءه من كرامة الله وهو بحراء في شهر رمضان.. كان رسول الله يجاور في حراء من كل سنة شهراً، وكان ذلك مما تحنث به قريش في الجاهلية والتحنث التبرر.. قال ابن هشام تقول العرب التحنث والتحنف يريدون الحنيفية فيبدلون الفاء من الثاء» (جزء 1 ص 80 و81).

آراء زيد بن عمرو
الصفحة
  • عدد الزيارات: 12612