Skip to main content

النصرانية والإسلام دين على دين - الإسلام قبل الإسلام

الصفحة 6 من 12: الإسلام قبل الإسلام

الإسلام قبل الإسلام

إن الدين عند الله الإسلام 3 : 19 ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه ومن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام 6 : 125 وهو على نور من ربه 39 : 22الإسلام هو الدين التام والكامل الذي ارتضاه الله لعباده المؤمنين : وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا 5 : 3 فالإسلام إذن هو دين الله ولا دين سواه مقبول عنده وهو الدين الذي به بشر محمد بين العرب

ألا أن سؤالا بالغ الأهمية يتحتم علينا طرحه وهو هل الإسلام دين جديد نشأ مع محمد وهل كان محمد أول من دعى إليه ؟ أم أن الإسلام كان موجودا ومن قبل محمد ؟

وبتعبير آخر هل من خلاف بين تعاليم النصرانية التي عاش محمد في ظلها وبرعاية قس مكة وبين تعاليم الإسلام في القرآن العربي ؟

ثم هل الإسلام العربي وجد من لا شئ أم أنه صيغة عربية للنصرانية ؟ القرآن وحده يملك الجواب وعلى القرآن معتمدنا وسوى القرآن مشكوك فيه

يشهد القرآن على أن الإسلام الحقيقي كان قبل الإسلام العربي وأن المسلمين العرب كانوا مسلمين قبل محمد وقبل القرآن : وإذ يتلى عليهم قالوا

آمنا به أنه الحق من ربنا إنا كنا من قبله مسلمين 28 : 53 وأنهم كانوا يحملون اسمهم قبل القرآن وفيه : هو سماكم المسلمين من قبل وفي هذا 22 : 78

وأنهم كانوا على علم ومعرفة بالله الحقيقي والدين القويم قبل العلم الذي جاء به القرآن العربي : وأوتينا العلم من قبلها وكنا مسلمين 37 : 42

وهو فخر للمسلمين العرب أن يقول واحدهم أنه ينتمي إلى جماعة المسلمين السابقين : ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال أنني من المسلمين 41 : 33 أو يتجه الله نحو أتباع محمد وسامعي بشارته ويقول لهم رضيت لكم الإسلام دينا 5 : 3

لقد طاب لمحمد أن يرد الإسلام إلى ابراهيم الخليل ويربطه بالايمان الحنيف لكأن الإسلام دين سابق على اليهودية والنصرانية معا في حبن أننا نرى تعاليم القرآن العربي تذكر بتعاليم التوراة والانجيل وتفصلها وتستمد منها القصص وأخبار الأنبياء إلا أن ربط الإسلام بابراهيم في نظر محمد لم يكن سوى تخطي للخلافات العقائدية التي وقعت بين شيع بني إسرائيل وأحزابهم المتعددة التي فرقت بين الرسل وبين الناس والتي أغرقت القبائل المكية في بحر من الصراعات من أجل ذلك وجب على محمد أن يثبت دينا هو أسبق في الزمان من تلك الخلافات الدينية الطاحنة فألحق الإسلام بابراهيم وجعل ابراهيم مسلما : ما كان ابراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما 3 : 67

وبهذه الوسيلة الطريفة رد محمد الإسلام إلى العقيدة الأساسية في كل دين حتى تسبق كل خلاف وكل تفرقة وتحول دون أى صراع بين الشيع والأحزاب ألا وهي الايمان بإله واحد والقول بالوحدانية المطلقة والتركيز عليها والأخذ بها دون سواها وعليها بني الإسلام ولم يبن على غيرها ولا خطيئة في الإسلام إلا إنكارها وكل ذنب يغفر ما عداها : أن الله لا يغفر ما يشرك به ويغفر ما دون ذلك 4 : 48 - 116

لهذا لم يئن القرآن عن التكرار الممل : لا إله إلا الله ولا إله إلا هو وما من إله إلا إله واحد ما لكم من إله غيره .. إلخ

بهذا تخطى محمد كل الخلافات التى قامت في النصرانية حول المسيح وفي الثالوث وامتنع عن البحث في بنوة المسيح لله وعن الخوض في سر موته وصلبه وقيامته وسري الفداء والخلاص ... لئلا يقف ذلك حائلا دون التوحيد المطلق الذي يتفق الجميع على الاقرار به ولئلا يعود الناس إلى التفرقة والصراعات التى كانوا عليها بسبب تباين مواقفهم من المسيح

والدليل الثاني على أسبقية الإسلام على الإسلام يأتي من النبي نفسه الذي أعلن انضمامه إلى الإسلام والالتحاق به وقالها بوضوح وصراحة وأنا من المسلمين 10 : 90 إني من المسلمين 46 : 15 في الوقت الذي لم يكن بعد مسلمون من العرب وهو أمر إلهي أو ممن هو دون الله أن يلتحق محمد بالمسلمين وينضم إليهم أمرت أن أكون من المسلمين 27 : 91

أمرت أن أسلم لرب العالمين 40 : 66

ثم اشتد الأمر على محمد فدعاه الله أو من هو دون الله إلى أن يكون رأس المسلمين وإمامهم والمسئول عنهم وقائدهم وسيدهم وولي أمرهم أو بكلمة أولهم فقال عن نفسه أمرت أن أكون أول المسلمين 39 : 12

وإني أمرت أن أكون أول من أسلم 6 : 14

أمرت وأنا أول المسلمين 6 : 163

هذه الأولية ليست على ما يبدو أولية زمنية بقدر ما هي أولوية في المقام والمسئولية ويستبعد جدا ان تكون أولية زمنية بعدما أثبت القرآن نفسه أسبقية الإسلام على محمد وعلى المسلمين العرب ورده إلى زمن ابراهيم لهذا ليس للمسلمين اليوم حجة في أن يضيعوا على الإسلام الحقيقي زمنا سابقا للزمن الذي حددوا تاريخه وليس لهم أن يدعوا الإسلام كأنه أعطي لهم دون سواهم وليس لهم أخيرا أن يكونوا على غير ما كان عليه محمد

وهذا الإسلام السابق للإسلام العربي أى دين هو كل ما نحن في صدد البحث عنه يؤهلنا إلى الجواب ومختصر الجواب أن الإسلام لا يختلف عن النصرانية بشئ بل هو النصرانية عينها يعتقد معتقدها ويقيم كتبها ويدعو دعوتها ويتبع أصولها وإيمانه هو إيمانها ويرفع شعارها ويسير بموجب شريعتها ومختصر ذلك

لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل 10 : 90

والأجدر القول أن النصرانية والإسلام دينا واحدا وإن اختلفت الأسماء أو لنقل أن الإسلام هو الاسم العربي للنصرانية وهو المعنى الحقيقي لدين ابراهيم الحنيف الذي يقوم أولا وآخرا على رفض الشرك وعلى القول بوحدانية الله المطلقة

النصرانية والحنيفية والإسلام
الصفحة
  • عدد الزيارات: 23406