Skip to main content

النصرانية والإسلام دين على دين - النصرانية والحنيفية والإسلام

الصفحة 7 من 12: النصرانية والحنيفية والإسلام

النصرانية والحنيفية والإسلام


ما يثبت لنا أسبقية الإسلام الحقيقي على الإسلام العربي أو قل المحمدي أو قل الإسلام العثماني أخذ محمد بدين ابراهيم المسمى بالحنيفية والنصرانية هي الحنيفية والحنيفية صفة للنصرانية وفي القرآن إثنتي عشرة آية يذكر فيها اسم حنيف وحنفاء منها ما هو مكي ومنها ما هو مدني منها ما جاء مع ذكر ابراهيم وملته ومنها ما جاء في وصف الدين الذي يدعو إليه محمد منها ما جاء مطلقا على كل دين أو مذهب يدعو إلى التوحيد ويرفض الشرك والأصنام ومنها ما جاء وصفا للدين القيم والصراط القويم وجميعها يحمل معنى التوحيد 2 : 135 3 : 67 4 : 125 6 : 79

10 : 105 16 : 120 30 : 30 22 : 31 98 : 5

نستنتج من هذه الآيات ما يلي

أن الدين الحنيف ليس دينا مستقلا موجودا في أيام محمد كما هو الدين اليهودي والنصراني والمجوسي والصابئة بل الحنيف هو صفة للدين أو قل صفة لدين ابراهيم وكل الآيات التي تحمل لفظة حنيفا تأتي كنعت لا كأسم

أن الحنيف هو صفة لإبراهيم وملته وأتباعه الذين لم يشركوا بالله أحدا والذين لم يظهروا أى خلاف فيما بينهم بل هم على دين القيمة أو الدين القيم 98 : 5 9 : 36 12 : 40 30 : 30 أى هم على التوحيد المطلق لله تعالى

والحنيف أيضا صفة لمن ترك الشرك وعبادة الأصنام وابتعد عن الخلافات القائمة في الأديان والمذاهب وتجنب الرجس والأوثان وامتنع عن قول الزور والبهتان 22 : 30 - 31

والحنيف صفة لمن عبد الله في إخلاص وأقام الصلاة وآتي الزكاة 98 : 25 وأسلم وحهه لله وعمل الاحسان 4 : 125 وأتخذ الله واحدا لا شريك له

أن الحنيف صفة لمن فطر على الصدق والأمانة وهو فطرة الله التي فطر الناس عليها 30 : 30 لا يبدل بها أنه ايمان بسيط لا غش فيه ولا مواربة بل قل إخلاص وإسلام وطاعة وخضوع 4 : 125

والحنفاء هم الذين أتبعوا ملة ابراهيم 4 : 125 3 : 95 وأمر محمد أن يكون مثلهم وبينهم 16 : 123 3 : 68 وقد هداه الله إلى ذلك هديا صادقا 3 : 95 6 : 161

أن الحنيفية صفة لملة ابراهيم كما هي لملة محمد ملة أبيكم ابراهيم هو سماكم مسلمين من قبل وفي هذا 22 : 78

وكما ابراهيم كان أول الحنفاء هكذا محمد أول المشلمين بل أن ابراهيم كمحمد كان حنيفا مسلما 3 : 67

هذا ما في القرآن العربي عن الحنيفية أما ما في كتب السير والأخبار يدل على ان الحنفاء هم جماعة من العرب لم يعبدوا الأصنام ولم يشركوا بالله با سفهوا عبادة الأصنام والقائلين بها وكانوا على دين ابراهيم قبل أن يقع خلاف فيما بينهم تاريخ الطبري 1 : 404 روح المعاني 1 : 352 بلوغ الأرب 2 : 196

لسان العرب 9 : 56 10 : 402 البيضاوي 1 : 159 وغيرها كثير

وذكرت كتب الحديث انتماء محمد إلى الدين الحنيف وإلى اعتباره دينا سمحا خلاف ما عليه اليهودية الظالمة ومن أحاديثه المسنودة بعثت بالحنيفية السمحة السهلة لسان العرب 9 : 51

وأحب الأديان إلى الله تعالى الحنيفية السمحة مجمع البيان للطبرسي 1 : 515 الاصابة 1 : 51 رقم 164

ولم أبعث باليهودية ولا النصرانية ولكني بعثت بالحنيفية السمحة مسند ابن حنبل 4 : 116 6 : 33

والملاحظ اضافة كلمة النصرانية في الحديث الآخير بينما لا ترد في الحديثين السابقين مما يظن زيادتها واقحلمها والدليل عليه اعتبار محمد أن أهم صفات النصرانية هو تسامحها وربما أضيف هذا الحديث فيما بعد في عهد القتوح الإسلامية عندا صار للمسلمين من النصارى عامة موقف معاديوإذا كانت الحنيفية توصف بالتسامح والنصرانية أيضا فهذا يدل على اعتبارهما دينا واحدا أقله بالنسبة إلى محمد

وتضيف كتب الأخبار في صفات الحنفاء ببقولها أن الحنيف هو من أختتن وحج البيت اللسان 10 : 402 الكشاف للزمخشري 1 :178 مجمع البيان 1 : 467 3 : 109 الرازي 13 : 57 14 : 10

واستقام على ملة ابراهيم وأتبعه عليها الطبري 3 : 105 القرطبي 2 : 128 واعتزل الأصنام واغتسل من الجنابة تاج العروس 6 : 77

في لفظة حنف انظر القاموس 3 : 130 اللسان 9 : 56 وامتنع عن أكل ما ذبح للأوثان وكل م أهل لغير الله وحرم الخمر القرطبي 4 : 109 ابن خلدون 1 : 707 تفسير الرازي 8 : 150

وقال الطبرى كان الناس من مضر يحجون البيت في الجاهلية وكان يطلق عليهم حنفاء تفسبره على البقرة 2 : 135

ومما يثبت وحدة الحنيفية والنصرانية خلط أهل الأخبار في ما بين الحنفاء والرهبان النصارى حيث نراهم أدخلوا في الحنيفية قسا ابن ساعدة والقس ورقة وعثمان بن الحويرث وزيد بن نفيل ... وغيرهم العديد وقد نصوا نصا صريحا على أن هؤلاء كانوا من العرب المتنصرين كما هم من الحنفاء

وفي حديث النبي عن قس ابن ساعدة يقول هذا رجل من اياد تحنف في الجاهلية طبقات ابن سعد 1 : 2 55

والمسعودي ذكر لحنظلة بن صفوان وخالد بن سنان العيسيورئاب الشفي واسعد أبي كرب الحميري وقس ابن ساعدة وأمية ابن أبي الصلت الثقفي وورقة بن نوفل وعداس وأبي قبيس وصرمة أبي أنس الأنصاري وأبي عامر الأوسي وعبد الله بن جحش وبحيرا الراهب .. على أنهم من الحنفاء كما من النصرانية مروج الذهب 1 : 78 وما بعدها

وينتج عن هذا أن الحنيفية لفظة سمحة تطلق على النصرانية كما الإسلام وتعنى النصرانية كما تعني الإسلام وتوصف بها النصرانية كما وصف الإسلام

وابراهيم كان حنيفا مسلما ومن أسلم لله كان حنيفا 4 : 125

ومن هداه الله إلى الصراط المستقيم جعله حنيفا 6 : 161

ومن أقام الصلاة وآتي الزكاة كان حنيفا 98 : 25

يتضح لنا أن الحنيف هو المسلم كما هو النصراني وعليهنجد أن النصرانية والحنيفية والإسلام ثلاثة أسماء لمسمى واحد ودين واحد

الدين القيم
الصفحة
  • عدد الزيارات: 22793