Skip to main content

النصرانية والإسلام دين على دين - عبد المطلب الأبيوني

الصفحة 2 من 12: عبد المطلب الأبيوني

عبد المطلب الأبيوني

لقد عد عبد المطلب بين الذين رفضوا عبادة الأصنام في الجاهلية كأبي بكر الصديق وزيد ابن عمرو نفيل وعبيد الله بن جحش وعثمان بن الحويرث وورقة بن نوفل ورباب البراء وأسعد بن كريب الحميري وقس بن ساعدة الأيادي وأبي قبيس بن صرمة اقرأ ابن الجوزي في كتاب الأمتاع

وغيرهم هؤلاء جميعهم ذكرتهم كتب السير دالة على هدايتهم وايمانهم وتوحيدهم

وقيل عن عبد المطلب أنه كان على ملة ابراهيم أى لم يعبد الأصنام الحلبية 1 : 48 المكية 1 : 37 وفي اليعقوبي 2 : 10 رفض عبادة الأصنام ووحد الله ووفى بالنذر وسنن سننا نزل القرآن بأكثرها وجاءت السنة من رسول الله بها

ودين ابراهيم هو الدين الحنيف القائل بالتوحيد والقائم على رفض الشرك والموصوف في القرآن بالدين القيم 9 : 36 12 : 40

وجاءت أدلة كثيرة تشهد على توحيد عبد المطلب وحنيفيته المكية 1 : 72 أى كان يتأله طبقات ابن سعد 1 : 85

تلك كانت صفة النصارى في بلاد العرب وليس أدل على ذلك من استخلاص العبر من سيرته وأوصافه وتعاليمه ووصاياه لبنيه وقيل عنه أنه كان من حلماء قريش وحكماءها وكان محرما الخمر على نفسه وهو أول من تحنث في غار حراء وكان إذا دخل شهر رمضان صعد وأطعم المساكين وكان صعوده للتخلي عن الناس يتفكر في جلال الله وعظمته تعالي وكان يرفع من مائدته للطير والوحوش في رؤوس الجبال وقيل عنه مطعم الطير ويقال له الفياض ورواية آخرى تقول من مناقب عبد المطلب وفيها ما يدل على توحيده منها أمره لبنيه بمكارم الأخلاق وتحنثه واطعامه للمساكين ورفع مائدته للطير والوحوش وقطعه يد السارق ووفاؤه بالنذر وتحريمه الخمر ومنعه الزنا ونكاح المحارم وقتل المؤودة وألا يطوف البيت عريان ومن ذلك أيضا قوله والله ان وراء هذا الدار دارا يجزى فيها المحسن عن احسانه والمسئ عن اساءته المكية 1 : 73 اليعقوبي 2 : 10

هذه المناقب والصفات تشير دون شك لهداية عبد المطلب وايمانه بالتوحيد وتحنثه وسخاؤه على المساكين وتحريمه الخمر واعتقاده بالقيامة والحساب تشير إلى معرفة بالله وتنفي أى شبهة تقول بوثنيته وتميا إلى الاقرار بهدايته إما إلى اليهودية أو النصرانية المعروفين آنذاك في مكة والحجاز ومع تشديد كتب السير على اهتمامه بالمساكين واطعامه للوحوش والطير يوجهنا قطعا للشيعة الأبيونية وهي شيعة نصرانية وتقوم عقيدتها على المبالغة في الاهتمام بالمساكين واطعام الجياع والعناية بالفقراء

ويؤكد انتماؤه هذا منادمته الأحبار والرهبان على السواء وكثيرا ما تذكر الكتب رحلاته إليهم واجتماعه بهم والتحدث معهم أنظر السيرة المكية 1 : 73 والحلبية 1 : 122

ويحدثنا عباس قائلا عن عبد المطلب قدمنا اليمن في رحلة الشتاء ونزلنا على حبر من اليهود يقرأ الزبور الحلبية 1 : 48

ويذكر ابن الجوزي كان محمدا اصيب برمد في عينيه وهو في السابعة من عمره وأخذه جده عبد المطلب ناحية عكاظ إلى راهب يعالج الأعين الحلبية 1 : 125

وخرج عبد المطلب من بيته حتى أتي عيصا وهو راهب من الشام وقد أتاه الله علما كثيرا وكان يلزم صومعته ابن هشام 1 : 43 الأزرقي 1 : 144 طبقات ابن سعد 1 : 83 الطبري 2 : 247

وغير ذلك من أخبار تشير إلى الجو الذي كان يحيط عبد المطلب ويقودنا بالتالي إلى معرفته النصرانية وليس ببعيد تنصره أيضا

هداية والديه
الصفحة
  • عدد الزيارات: 22756