Skip to main content

نهاية كل شيء - الجنة

الصفحة 5 من 11: الجنة

الجنة:
ذروة النهاية، نهاية النهاية. الجنة! إنها في الإسلام الجنة، وفي المسيحية سماء المجد ، وهي مُبتغى كل مسلم ومسلمة وكل مسيحي ومسيحية. ولولا الاعتقاد بوجود الجنة أو السماء والحياة الأبدية، لما كان هناك قيمة للدين كله. فما هي جنة الإسلام؟
في بداية حديثنا عن الجنة لا بد أن نستعرض هوية الذين سيدخلونها من المسلمين. من المعروف في المراجع الإسلامية أن هناك عشرة رجال من أصحاب محمد، ومن بينهم الخلفاء الأربعة أبو بكر وعمر وعثمان وعلي، قد وعدهم محمد بالجنة. من النساء يبدو أن محمدا لم يعد أحدا منهن بالجنة سوى خديجة، زوجته الأولى والتي وعد بأن يكون لها قصر في الجنة من قصب، مما أثار غيرة وغيظ عائشة على الرغم من أن خديجة كانت ميتة، كما في الحديث: "حدثني أحمد بن أبي رجاء حدثنا النّضر عن هشام قال: أخبرني أبي عن عائشة أنها قالت: ما غِرت على (من) امرأة لرسول الله صلى الله عليه وسلم كما غِرت على خديجة لكثرة ما ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم إياها وثنائه عليها وقد أوحي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يبشرها ببيت لها في الجنة من قصب." (البخاري ج … ص 589). إضافة إلى ما سبق، وعد أن سبعين ألفا من أمته، ويبدو أنهم كلهم رجال، سوف يدخلون الجنة بلا حساب كما في الحديث المشهور: "حدثنا عمران بن ميسرة حدثنا بن فُضيل عن عامر عن عمران بن حُصين رضي الله عنهما قال: لا رُقية إلا من عين أو حُمّة. فذكرته لسعيد بن جبير فقال: حدثنا إبن عباس قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: عُرضَت عليّ الأمم فجعل النبي والنبيان يمرون معهم الرهط (جماعة) والنبي ليس معه أحد حتى رُفع لي سواد عظيم (جمع كثير) قلت: ما هذا؟ أأمتي هذه؟ قيل هذا موسى قومه. قيل أنظر إلى الأفق فإذا سواد يملأ الأفق ثم قيل لي أنظر ههنا وههنا في آفاق السماء فإذا سواد قد ملأ الأفق قيل هذه أمتك ويدخل الجنة من هؤلاء سبعون ألفا بغير حساب. ثم دخل ولم يُبين لهم فأفاص القوم وقالوا نحن الذين آمنا بالله واتبعنا رسوله فنحن هم أو أولادنا الذين وُلدوا في الإسلام فإنا ولدنا في الجاهلية فبلغ النبي صلى الله عليه وسلم فخرج، فقال: "هم الذين لا يسترقون (لا يستعملون الرقية) ولا يتطيرون ولا يكتوون وعلى ربهم يتوكلون". فقال عُكاشة بن مُحصِن: أمنهم أنا يا رسول الله ؟ قال: "نعم". فقام آخر وقال: أمنهم أنا؟ قال (محمد): سبقك عُكاشة." (البخاري ج 7 ص 21، مكرر، رواه مسلم وابن كثير أيضا). ما نزال في حيرة من أمر هؤلاء السبعين ألفا، كما كان أصحاب محمد يوم أخبرهم الخبر. هل هم يا ترى من أصحاب محمد الأوائل؟ أم هل هم من مسلمي الجزيرة العربية؟ أم من مسلمي العالم أجمع؟ هل يعني هذا أنه من بين ملايين الملايين من المسلمين على مر العصور لا يوجد إلا سبعين ألف مسلم لا يستعملون الرقي ولا يتشاءمون ولا يتداوون بالكي بالنار وعلى ربهم يتوكلون؟
إن أكثر الناس من بين المسلمين ضمانا لدخول جنة الإسلام هم الذين يُدعون شهداء، وهم بالدرجة الأولى الذين يُقتلون في سبيل الله كما تتضمن الآية: "ولا تحسبنّ الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يُرزقون." (آل عمران: 169).
هناك أيضا الكثير من الأحاديث التي تؤكد على رفعة مكانة الشهداء في الجنة وعلو مقامهم كما في الحديث: "حدثنا يحيى بن يحيى وأبو بكر بن شيبة كلاهما عن أبي معاوية، وحدثنا إسحق بن إبراهيم، أخبرنا جرير وعيسى بن يونس جميعا عن الأعمش، وحدثنا محمد بن عبد الله بن نُمير "واللفظ له" حدثنا أسباط وأبو معاوية قالا: حدثنا الأعمش عن عبد الله بن مسروق سألنا عبد الله عن هذه الآية: "ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون". قال: إما إنا سألنا عن ذلك فقال (محمد): "أرواحهم في جوف طير خضر لها قناديل معلقة بالعرش تسرح في الجنة حيث شاءت ثم تأوي إلى تلك القناديل. فأطلع إليهم ربهم إطلاعة فقال: هل تشتهون شيئا؟ قالوا: أي شيء نشتهي ونحن نسرح في الجنة حيث شئنا؟ ففعل ذلك بهم ثلاث مرات، فلما رأوا أنهم لن يُتركوا من يُسألوا قالوا: يا رب نريد أن ترد أرواحنا إلى أجسادنا حتى نُقتَل في سبيلك مرة أخرى. فلما رأى أن ليس لهم حاجة تُركوا." (مسلم ج 13 ص 33). نرى هنا غرابة منطق محمد. لقد بادر "الشهداء" بالسؤال عن رغبتهم وهو بإمكانه أن يحقق لهم أي شيء أرادوا. ولكن عندما عبروا عن رغبتهم بالعودة إلى الحياة تركهم في حال سبيلهم. إذا كان رب محمد هو الله ألم يكن الأولى به وهو الله الصادق الأمين أن يحقق رغبة "الشهداء" بعدما سألهم عن رغبتهم؟ لماذا لم يعِد رب محمد أرواحهم إلى أجسادهم ويبعثهم في الأرض مرة أخرى؟ ألم يكن باستطاعته أن يفعل ذلك؟ ألم يكن قد خيّب آمالهم؟
لا بد أن نذكر هنا أنه بالإضافة إلى الذين يُقتلون في سبيل الله فإن هناك أنواع أخرى من الشهداء في إسلام محمد كما في الحديث: "حدثنا قُتيبة عن مالك عن سُمي مولى أبي بكر عن أبي صالح السمّان عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "بينما رجل يمشي بطريق وجد غصن شوك على الطريق فأحره (وخزه) فشكر الله فغفر له"، ثم قال: "الشهداء خمسة المطعون (الذي يموت بمرض الطاعون) والمبطون (الذي يموت بمرض الاستسقاء) والغريق وصاحب الهدم (الذي يموت تحت ردم بيت أو غيره) والشهيد في سبيل الله." (البخاري ج 1 ص 199، مكرر، رواه مسلم أيضا).
يبدو في شريعة محمد أن صغار المسلمين يدخلون الجنة ويُدخِلون أبويهم معهم، كما في الحديث: "حدثنا سُويد بن سعيد أو محمد بن عبد الأعلى "وتقاربا في اللفظ" قالا: حدثنا المُعمر عن أبيه عن أبي السّلسّل عن أبي حسّان قالا: قلت لأبي هريرة: إنه قد مات لي إبنان، فما أنت محدّثي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بحديث تُطيب به أنفسنا عن موتانا؟ قال (محمد): "نعم صغارهم دعاميص (لقب تحبب للأطفال) الجنة يتلقى أحدهم أباه أو قال أبويه، فيأخذ بثوبه أو قال بيده كما أخذ أنا بصنفة ثوبك هذا فلا يتناهى أو قال ينتهي حتى يُدخله الله وأباه الجنة." (مسلم 16 ص 182).
يبدو أنه في نهاية الأمر أن جميع المسلمين ما عدا ربما قتلة النفس، يدخلون الجنة مهما كانت أفعالهم وخطاياهم كما جاء في الحديث: "حدثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا جرير عن عبد العزيز وهو إبن رُفيع عن زيد بن وهب عن أبي ذر قال: خرجت ليلة من الليالي فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يمشي وحده وليس معه إنسان قال: فظننت أنه يكره أن يمشي معه أحد. قال: فجعلت أمشي في ظل القمر فالتفت فرآني فقال: من هذا؟ فقلت أبو ذر جعلني الله فداك، قال يا أبا ذر تعالَ: قال: فمشيت معه ساعة فقال: "إن المكثرين هم المُقلون يوم القيامة إلا من أعطاه الله خيرا فنفح فيه يمينه وشماله وبين يديه ووراءه وعمل فيه خيرا". قال: فمشيت معه ساقة فقال: "اجلس هنا". قال: فانطلق في الحرة (البرية) حتى لا أراه، فلبث (غاب) عني فأطال اللبث، ثم إني سمعته وهو مُقبِل وهو يقول: "وإن سرق وإن زنى"، قال: فلما جاء لم أصبر، فقلت: يا نبي الله جعلني الله فداك من تُكلم في جانب الحرة؟ ما سمعت أحدا يُرجِع إليك (يحادثك). قال (محمد): ذاك جبريل عرَضَ (ظهر) لي في جانب الحرة فقال: بشّر أمتك أنه من مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة". فقلت وإن سرق وإن زنى؟ قال: "نعم". قال: قلت: وإن سرق وإن زنى؟ قال: "نعم". قال: قلت: وإن سرق وإن زنى؟ قال: "نعم وإن شرب الخمر." (مسلم ج 7 ص 76، رواه البخاري أيضا). وردت أحاديث متنوعة في هذا الشأن جاء في بعضها "وإن زنى وإن سرق ورغم أنف أبي ذر". لا بد أن نسأل هنا كيف تصير جنة الله القدوس مرتعا وملهى للّصوص والزناة؟ أبهذا المقدار يستهين محمد بقداسة الله؟ حاشا لجبريل أن يوحي بمثل هذا الكلام الفارغ.
بعدما عرفنا من هم الذين يدخلون الجنة، نستعرض ما يحدث عليهم من تغييرات. إن خيال محمد ومبالغته لا يقفان عند حد. تشويه خلقة الناس وخاصة الرجال منهم لا يتوقف على أهل النار. وما قد يعتبره محمد رجولة وفحولة وجمالا لأهل الجنة، إنما هو بشاعة وقباحة. مثلما أن ناب "الكافر" في النار مثل جبل أُحد، وكذلك فإن الرجل في الجنة حسب خيال ومبالغة محمد يصبح مثل ناطحة السحاب، طوله ما يقارب الثلاثين مترا وعرضه حوالي أربعة أمتاركما جاء في الحديث: "حدثنا قتيبة بن محمد حدثنا عبد الرزاق عن مُعمّر عن هُمام عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن أول زمرة (فريق) يدخلون الجنة على صورة القمر ليلة البدر، ثم الذين يلونهم على أشد كوكب درّي في السماء إضاءة، لا يبولون ولا يتغوطون ولا يتفلون ولا يتمخطون، أمشاطهم من الذهب ورشحهم (عرقهم) المسك ومجامرهم الألوّة (الفضة)، الأنجوح عود الطيب، وأزواجهم الحور العين على خلق رجل واحد على صورة أبيهم آدم ستون ذراعا في السماء." (البخاري ج 4 ص 446، رواه مسلم أيضا). وذكر ابن كثير في حديث أخرجه الشيخان عن أبي هريرة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يدخل أهل الجنة الجنة جُردا (لا شعر على جسدهم) بيضا جعادا مكحلين أبناء ثلاثة وثلاثين وهم على خلق آدم ستون ذراعا في عرض سبع أذرع" (إبن كثير ج 3 ص 435). إن هذا ليس إنسانا ولا حتى عملاقا. إنه ناطحات سحاب!
إن التغييرات التي تطرأ على النساء هي العكس مما سبق. النساء المسلمات يتحولن عذارى صغيرات مراهقات مغناجات، أو في التعبير العصري "سكسي" أي جذابا جنسيا حتى وإن كن على الأرض عجائز شمطاوات كما جاء في الحديث: "يروي إبن كثير عن عبد بن حميد قال: أتت عجوز فقالت: يا رسول الله أدع الله أن يُدخلني الجنة. فقال: لا تدخلها وهي عجوز. إن الله تعالى يقول: "إنا أنشأناهن إنشاء فجلعناهن أبكارا." . (إبن كثير ج 3 ص 432).
إننا لان ننسى حواري الجنة. لقد وعد رب محمد رجال المسلمين بالعديد من الحواري كما سنذكر بعد حين، حتى يتمتعوا ويتلذذوا بهن. فمن هنّ هؤلاء الحواري؟ إنهن مخلوقات أنثوية لسن من نساء الأرض، خلقهن رب محمد خصيصا للرجال المسلمين من أجل لذتهم ومتعتهم. وهؤلاء الحواري مما جاء في وصفهن أنهن شديدات الجاذبية الجنسية وذلك لما يتصفن به من جمال ورائحة ونعومة ورقة. لقد وصف محمد حواري الجنة لأم سلمة، إحدى زوجاته، في الحديث التالي: "قالت أم سلمة: قلت يا رسول الله أخبرني عن قوله تعالى "حور عين" قال: "حور بيض، عين ضخام العيون، شفر الحوراء وحاجبها، بمنزلة جناح النسر". قلت: أخبرني عن قوله تعالى "كأمثال اللؤلؤ المكنون". قال: "صفاؤهن صفاء الدر الذي في الأصداف الذي لم تمسه الأيدي". قلت أخبرني عن قوله تعالى "كأنهن بيض مكنون". قال: "رقتهن كرقة الجلد (الغشاء) الذي رأيت في داخل البيضة في ما يلي القشر". قلت: يا رسول الله أخبرني عن قوله تعالى "عُربا أترابا" قال: "هن اللواتي قُبضن (مُتن) في دار الدنيا عجائز رُمصا شُمطا خلقهن الله بعد الكبر فجعلهن عذارى عُربا متعشقات مُحببات أترابا على ميلاد واحد (متساويات العمر)." (إن كثير ج 3 ص 432).
وجاء أيضا في وصف الحواري في جمالهن ما يلي: "سمعت أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لروحة في سبيل الله أو غدّوة (غزوة) خير من الدنيا وما فيها. ولقاب قوس أحدكم من الجنة أو موضع قيد – يعني سوطة – خير من الدنيا وما فيها ولو أن امرأة من أهل الجنة أطلعت إلى أهل الأرض لأضاءت ما بينهما ولملأته ريحا (عطرا) ولنصيفها على رأسها خير من الدنيا وما فيها." (البخاري ج 3 ص 275، رواه مسلم أيضا).
بعدما ذكرنا من أوصاف أهل الجنة وما يطرأ على هيئتهم من تغيير جسدي، لا بد من التوقف برهة والتأمل في بعض هذه الأوصاف. مثلا كيف عرف محمد أن طول آدم كان ستين ذراعا وعرضه سبعة أذرع؟ من أين جاء محمد بهذه المعلومات التي لم يرد ذكرها في وحي أو كتاب؟ ثم لماذا يتضخم الرجل من أهل الجنة ويصبح بحجم ناطحات السحاب؟ ما هي الحكمة الإلهية من ذلك؟ هل هذا إمعان من رب محمد في إكرام ومكافأة رجال المسلمين؟ أليس ذلك غاية في البشاعة والقباحة؟ من يريد أن يدخل جنة محمد ويصبح مثل ناطحة السحاب؟ هناك أمر آخر. إن الحوريات يبدو أنهن يبقين على حجمهن الطبيعي فتيات صغيرات ومغناجات كلهن على عمر واحد، وكأنهن بنات أربعة عشر سنة أو أقل. ما يحير العقل هو كيف يجتمع هؤلاء الرجال الذين هم بحجم ناطحات السحاب مع هؤلاء الفتيات الصغيرات اللواتي يشبهن الدمى الصغيرة مقارنة بناطحات السحاب؟ إن نكاح الرجل لواحدة من هذه الحواري يقارن بنكاح فيل لفأرة.
بعد الحديث عن ناطحات السحاب من رجال أهل الجنة والدّمى من نسائها ننتقل إلى ما يجنيه المسلم في الجنة. إذا ما تمعن القارئ في القرآن والحديث يجد أن الجنة في الإسلام هي مكان تتضاعف في مُتع الأرض وملذتها من أكل وشرب ونكاح. وهكذا فإن التركيز هو على الغرائز الجسدية الفانية، وذلك على الرغم من محاولة الكثيرين من دعاة الإسلام نفي ذلك عن الدين الإسلامي. ويذهب البعض من مسلمي اليوم إلى تفسير ما ورد في القرآن بهذا الشأن بطريقة تختلف كل الاختلاف عن تفاسير علماء المسلمين الأقدمين والتي تؤكد على وجود المتع الجسدية في الجنة. وفي ذات الوقت يحاول هؤلاء تجنب الأحاديث الكثيرة والتي تذكر النكاح والملذات الأخرى في الجنة والتقليل من شأنها. فعلى سبيل المثال يحاول علماء الطائفة الأحمدية جاهدين استنباط معنى غريبا لكلمة حور الواردة في القرآن قائلين إنها تعني الأصحاب الصالحين. إن ما يغيب عن ذهن هؤلاء المتحذلقين والغرباء عن اللغة العربية أن كلمة حور هي إسم مؤنث، وكل ما ورد من صفات لهن في القرآن يدل على الأنوثة البالغة الجاذبية, لا علاقة لها بالأصحاب الصالحين.
إن أعظم متعة يحظى بها الرجال المسلمين هي متعة الجنس، حيث يبلغ نصيب كل مسلم عشرات ولربما مئات وآلاف الفتيات الصغيرات الناعمات الرقيقات اللواتي لم يكتمل نضوج أنوثتهن كما جاء في القرآن "إن المتقين في مقام أمين في جنات وعيون. يلبسون من سندس واستبرق مُتقلبين. كذلك زوجناهم بحو عين" (الدخان: 51-54). وجاء أيضا "إن للمتقين مفازا. حدائق وأعنابا. وكواعب أترابا" (النساء: 31-33).
قد لا يخفى على القارئ أن كلمة كواعب تعني فتيات صغيرات في بدء سنين المراهقة، وأول بروز أثديتهن، أعمارهن تتراوح بين الثانية عشر والرابعة عشر. وأما كلمة أتراب فتعني أنهن جميعا بنفس السن. هناك آيات قرآنية كثيرة حيث ورد ذكر حور العين ولا مجال لذكرها كلها.
بالإضافة إلى ماجاء في القرآن عن الحور العين الكواعب الأتراب، فإن هناك الكثير مما ذكره الحديث في هذا الشأن. من الأحاديث المشهورة حديث خيمة اللؤلؤ، يقول الراوي: "حدثننا سعيد بن منصور عن أبي قُدمة وهو الحارث بن عبيد عن أبي عمران الجُوني عن أبي بكر بن عبد الله بن قيس عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن للمؤمن في الجنة لخيمة من لؤلؤ واحدة مُجوفة طولها ستون ميلا (أي مربعة مساحتها ستون في ستين ميلا) للمؤمن فيها أهلون (نساء) يطوف عليهم (يضاجعهن) المؤمن فلا يرى بعضهم بعضا." (مسلم ج 17 ص 175 مكرر، رواه البخاري أيضا). تصوروا أعزائي القراء أن للمسلم خيمة مساحتها ثلاثة آلاف وستمائة ميل مربع مليئة بالحوريات من أجل إشباع الشهوة الجنسية لرجل واحد من الرجال المسلمين الذين هم بحجم ناطحات السحاب. أية مبالغة هذه وهذيان جنسي هذا! يبدو أن هذه الخيمة المليئة بالنساء لا تكفي لإشباع شهوة رجل واحد من المسلمين فيطلب من الغيوم أن تمطر عليه من الفتيات الضغيرات كما يمطر البَرَد، كما جاء في الحديث: "روى بن أبي حاتم عن أبي القاسم الدمشقي عن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إن قُمص أهل الجنة لتبدو من رضوان الله، وإن السحابة لتمر بهم فتناديهم: يا أهل الجنة ماذا تريدون أن أمطركم؟ حتى أنها لتمطرهم الكواعب الأتراب." (إبن كثير ج 3 ص 593، مكرر). إذا كانت الغيوم تمطر على رجال المسلمين الفتيات الصغيرات الناعمات المغناجات، فماذا تمطر على النساء المسلمات؟ هل تمطر عليهن رجالا مثل ناطحات السحاب؟ أم هل أنهن لا نصيب لهن من مطر غيوم جنة محمد ورب محمد؟
إضافة لكل ما سبق ذكره فإن رب محمد قد وهب لكل مسلم حوريتان لهما من الجاذبية الجنسية ما ليس لغيرهما إذ يبلغن من الشفافية بحيث يستطيع كل مسلم أن يخترق بأنظاره ثيابهما ولحمهما وعظمهما حتى يرى مخ سيقانهما. روى الإمام أحمد عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "للرجل من أهل الجنة زوجتان من الحور العين، على كل واحدة سبعون حُلة (ثوب) يرى مخ ساقها من وراء الثياب." (إبن كثير ج 3 ص 423). وجاء في حديث آخر: "حدثني عمرو الناقد ويعقوب بن إبراهيم الدرقي جميعا عن ابن علية "واللفظ ليعقوب" قالا: حدثنا إسماعيل بن عُلية. أخبرنا أيوب عن محمد قال: إما تفاخروا وإما تذاكروا الرجال في الجنة أكثر من النساء؟ فقال أبو هريرة: أو لم يقل أبو القاسم (محمد) صلى الله عليه وسلم: إن أول زمرة تدخل الجنة على صورة القمر ليلة البدر والتي تليها على أضواء كوكب دُري في السماء لكل امرئ منهم زوجتان إثنتان يُرى مخ سوقهما من وراء اللحم وما في الجنة أعزب." (مسلم ج 17 ص 171، مكرر، رواه البخاري أيضا).
مما سبق نجد أن نكاح النساء في جنة محمد وربه سيكون على قدم وساق نهارا وليلا لطول الأبدية. من القدرات الخارقة التي يهبها رب محمد "لناطحات السحاب" من رجال المسلمين أن واحدهم يستطيع أن ينكح مائة امرأة في اليوم الواحد كما جاء في الحديث: "عن أبي هريرة قال: قيل: يا رسول الله هل نصل (ننكح) نساءنا في الجنة؟ قال: "إن الرجل ليصل في اليوم مائة عذراء." (إبن كثير ج 3 ص 432). هذا وكلما نكح المسلم عذراء ترجع بعد النكاح عذراء كما كانت، وهكذا يقضي المسلم حياته الأبدية في جنة محمد وربه ، ينكح العذراء ويفض بكارتهن كما جاء في الحديث: "عن أبي سعيد الخُدري قال: إن أهل الجنة إذا جامعوا نساءهم عدن أبكارا" (إبن كثير ج 3 ص 432). عندما سمع أحدهم هذا القول ، قال : "أليس لإله محمد عمل آخر في الأبدية سوى التقطيب ليرجع النساء عذارى؟" لكثرة ما للمسلم من نساء لا يدري أيتهن نكح وأيتهن لم ينكح فتأتي بعض نسائه مطالباته بنصيبهن من النكاح كما جاء في الحديث عن ثابت: "بلغنا أن الرجل يتكئ في الجنة سبعين عاما عنده من أزواجه وخدمه وما أعطاه الله من الكرامة والنعيم، فإذا حانت منه نظرة فإذا أزواج لم يكن رآهن من قبل ذلك فيقلن له: قد آن لك أن تجعل لنا منك نصيبا." (إبن كثير ج 3 ص 390).
كما ترى عزيزي القرئ فإن رب محمد قد فعل أقصى ما يستطيع لتوفير كل وسائل اللذة والمتعة لرجال المسلمين. إذاً السؤال الذي لا بد من طرحه هو: ما نصيب المرأة المسلمة في جنة محمد وربه ورجاله؟ ما هي لذتها ومتعتها؟ هل نصيبها ومتعتها ولذتها أن تكون واحدة من بيت العشرات والمئات والألوف من النساء اللواتي وهبهن رب محمد لرجلها؟ وهل تقضي المرأة المسلمة حياتها الأبدية وهي تنتظر دورها سنين وسنين حتى تنال نصيبها من النكاح، فيفظ سيدها بكارتها وتعود عذراء من جديد، وترجع إلى آخر الصف منتظرة دورها لسنوات طوال؟ أهذا هو إكرام المرأة في الإسلام؟ أية امرأة تتمتع بقواها العقلية ترضى بهذا المصير المُزري؟ عفوا، لقد نسيتُ ما قاله محمد إن المرأة ناقصة العقل!
هكذا يا عزيزي القارئ، نرى أن جنة محمد والإسلام والتي هي خاصة للرجال فقط، ليست هي إلا نكاح في نكاح مستمر إلى أبد الآبدين. وأين؟ في مقام الله، في حضرة الله القدوس. إذا كانت الجنة هكذا كما وصفها القرآن ومحمد فلا تعادلها كل مواخير الجنس ذات الأضواء الحمراء الخافتة في العالم. إنها مكان تزكم رائحة الجنس فيه الأنوف. إذا كانت هذه هي حال المسلمين في السماء فكيف نلوم عَبدة الجنس واللاهثين كالكلاب لإشباع غرائزهم وشبقهم الجنسي؟ من الغريب أنه إذا سألنا أي مسلم هل يرضى أن يضاجع زوجته داخل الكعبة أو حتى داخل أي مسجد في العالم لأجاب بالنفي القاطع. وعندم سُؤل أحد رجال الدين المسلمين: لماذا لا يُضاجع امرأته في المسجد؟ أجاب بأن المسجد هو بيت الله. إذا كان المسجد الذي بناه الناس بأيديهم ويمكن أن يهدموه كما بنوه لا تصح فيه المجامعة الجنسية. فكيف تصح في الجنة؟ أليست الجنة مكان القداسة والطهارة المطلقة لأنها مقام الله الأبدي؟ ألا يعاين الناس ربهم في الجنة؟ وكيف لا يرضى المسلمون نكاح نساءهم في المساجد، ولكنهم يقبلون أن تكون حياتهم الأبدية نكاح بنكاح في مقام الله الأبدي؟ أليس هذا تناقض كبير ومنطق غير معقول؟
بالإضافة إلى ما ذُكر سابقا عن المتع الجنسية في جنة الإسلام فإن رب محمد قد أعدّ الكثير من المتع الجسدية وغالبيتها تتعلق بالأكل والشرب مثل أكل الطيور المشوية والفواكه وشرب اللبن والعسل والخمر الممزوج. لقد جاء أطول وصف لمُتع الجنة في سورة الرحمن كما يلي: "ولمن خاف مقام ربه جنتان. فبأي آلاء ربكما تكذبان. ذواتا أفنان (أغصان). فبأي آلاء ربكما تكذبان. فيهما عينان تجريان. فبأي آلاء ربكما تكذبان. فيهما من كال فاكهة زوجان. فبأي آلاء ربكما تكذبان. متكئين على فُرش بطائنها من استبرق (حرير) وجنا الجنتين دان. فبأي آلاء ربكما تكذبان. فيهم قاصرات الطرف (الخجولات) لم يطمثهن (ينكحهن) إنس قبلهم ولا جان. فبأي آلاء ربكما تكذبان. كأنهن الياقوت والمرجان. فبأي آلاء ربكما تكذبان. ومن دونهما جنتان. فبأي آلاء ربكما تكذبان. فيهما عينا نضاحتان. فبأي آلاء ربكما تكذبان. فيهما فاكهة ونخل ورمان. فبأي آلاء ربكما تكذبان. فيهن خيرات حسان. فبأي آلاء ربكما تكذبان. حور مقصورات في الخيام. فبأي آلاء ربكما تكذبان. لم يطمثهن إنس ولا جان. فبأي آلاء ربكما تكذبان." (الرحمن: 46-75). كذلك ورد في وصف مطول آخر في سورة الواقعة: "والسابقون السابقون. أولئك المُقربون. في جنات النعيم ثُلّة (فريق) من الأولين. وقليل من الآخرين. على سرر موضونة (مرصعة بالذهب و الجواهر) متكئين عليها متقابلين. يطوف عليهم ولدان مُخلّدون (إذ رأيتهم حسبتهم لؤلؤا منثورا)." –) الدهر: 19) "بأكواب وأباريق وكأس من معين. لا يُصدّعون عنها ولا يزفون وفاكهة مما يتخيّرون ولحم طير مما يشتهون. وحور عين. كأمثال اللؤلؤ المكنون. جزاءا بما كانوا يعملون. لا يسمعون فيها لغوا ولا تأثيما. إلا قليلا سلاما سلاما. وأصحاب اليمين ما أصحاب اليمين. في سِدر مخضود. وطلح منضود. وظل ممدود. وماء مسكوب وفاكهة كثيرة. لا مقطوعة ولا ممنوعة. وفرش مرفوعة. إنا أنشأناهن (الحور العين) إنشاء. فجعلناهن أبكارا. عُرُبا (مغناجات) أترابا (على عمر واحد) لأصحاب اليمين." (الواقعة: 10-37).
كما الآيات كذلك تكثر الأحاديث عن متع وملاذ أهل الجنة. روى الإمام أحمد والنسائي عن زيد بن أرقم قال: "جاء رجل من أهل الكتاب فقال: يا أبا القاسم، تزعُم أن أهل الجنة يأكلون ويشربون؟ قال: "نعم"، والذي نفس محمد بيده إن الرجل منهم ليعطى قوة مائة رجل في الأكل والشرب والجماع والشهوة". وجاء أيضا عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنك لتنظر إلى الطير في الجنة فيخر بين يديك مشويا." (إبن كثير ج 2 ص 284). لا عجب أن أهل الكتاب وخاصة المسيحيين لم يؤمنوا يجنة محمد لأن مفهومهم للجنة كما سنرى بعد قليل يختلف كلية عن مفهوم محمد والإسلام.
من شدة محبة محمد وأهل الجزيرة العربية للأسواق فإن رب محمد قد خصص لهم سوقا في الجنة إسمه سوق الجُمعة كما جاء في الحديث الطريف التالي: "حدثنا أبو عثمان بن عبد الجبار البصري، حدثنا حمّاد بن سلمة عن ثابت البُناني عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن في الجنة لسوقا يأتونها كل جُمعة فتهب ريح الشمال فتحثو في وجوههم وثيابهم فيزدادون حُسنا وجمالا، فيرجعون إلى أهلهم وقد ازدادوا حُسنا وجمالا. فيقول لهم أهلهم: والله لقد ازددتم بعدنا حسنا وجمالا، فيقولون وأنتم والله لقد ازددتم بعدنا حسنا وجمالا." (مسلم ج 17 ص 170). هل يا ترى سوق الجمعة للحسن والجمال لرجال المسلمين؟ ماذا سيفعل رجال المسلمين في سوق الجمعة في الجنة غير البحث عن الحسن والجمال ولربما الطول والعرض؟ ماذا سيبيعون ويشترون في سوق الجمعة؟
لا بد لنا من تعليق أخير ونحن في مجال الحديث عن الجنة في الإسلام. من الأوصاف التي ذُكرت في ما سبق لأهل الجنة والحورالعين والولدان المخلدين، نستنتج أن جنة محمد وربه هي مكان يسوده التمييز العنصري. يبدو أن محمدا وربه مُغرمين بالبياض والبيض. يبدو أنه لا وجود في الجنة إلا للبيض، لا سود ولا حُمر ولا صُفر في جنة محمد. فالرجال بيض والحريات بيض والولدان المخلّدون الذين يطوفون بهم بيض والكل بيض. لا بد أن السود الذين يرجعون عن الدين المسيحي والذين يعتبرونه دين الرجل الأبيض ويعتنقون الإسلام سوف يصابون بصدمة عنيفة عندما يحولهم رب محمد إلى أناس بيض في جنته.
وبعد عزيزي القارئ، أهذه هي الجنة التي تريدها وتشتاق نفسك إليها؟ أم هل تبحث عن جنة أفضل وأجل وأرفع وأسمى؟ إن كنتم تبحث عزيزي القارئ عن جنة أفضل وأسمى وأطهر وأقدس، هناك ما هو أفضل وأجل وأسمى، هناك ما هو أفضل وأجل وأسمى من النكاح وناطحات السحاب وأكل الطيور الشوية وسوق الجمعة.

نهاية كل شيء في المسيحية
الصفحة
  • عدد الزيارات: 79295