Skip to main content

نهاية كل شيء - نهاية كل شيء في المسيحية

الصفحة 6 من 11: نهاية كل شيء في المسيحية

نهاية كل شيء في المسيحية:
العلامات: نبدأ حديثنا هنا كما فعلنا من قبل بالحديث عن العلامات التي تسبق نهاية كل شيء. سنحاول هنا تقديم نظرة عامة وليس تحليلا مُفصلا للأحداث السابقة للنهاية وذلك لضيق المجال، حيث أنه هذا الموضوع يحتاج إلى مساحة أوسع مما تبقى لنا من صفحات هذا الكتاب، علما بأن هناك الكثير من الكتب والمؤلفات عن هذا الموضوع باللغتين العربية والإنجليزية. وسوف نقتصر بحثنا هنا على العهد الجديد (الإنجيل) من الكتاب المقدس توخيا للمنهج الذي سِرنا عليه منذ بداية هذا الكتاب.
إن أشهر ما ورد في هذا الشأن جاء في الإصحاح الرابع والعشرين من إنجيل متى حيث نقرأ: "ثُم خرج يسوع ومضى من الهيكل. فتقدم تلاميذه لكي يُروه أبنية الهيكل. فقال لهم يسوع أما تنظرون جميع هذه الحق أقول لكم إنه لا يُترك حجر على حجر لا يُنقض. وفيما هو جالس على جبل الزيتون تقدّم إليه التلاميذ على انفراد قائلين قل لنا متى يكون هذا وما هي علامة مجيئك وانقضاء هذا الدهر. فأجاب يسوع وقال لهم انظروا لا يُضلكم أحد فإن كثيرين سيأتون بإسمي قائلين أنا هو المسيح ويُضلون كثيرين وسوف تسمعون بحروب وأخبار حروب. انظروا لا ترتاعوا. لأنه لا بد أن تكون هذه كلها. ولكن ليس المُنتهى بعد. لأنه تقوم أمة على أمة ومملكة على مملكة وتكون مجاعات وأوبئة وزلازل في أماكن ولكن هذه كلها مبتدأ الأوجاع. حينئذ يسلمونكم إلى ضيق ويقتلونكم وتكونون مبغضين من جميع الأمم لأجل إسمي. وحينئذ يعثُر كثيرون فيُسلمون بعضهم بعضا ويُبغضون بعضهم بعضا. ويقوم أنبياء كذبة كثيرون ويُضلون كثيرين. ولكثرة الإثم تبرد محبة الكثيرين. ولكن الذي يصير إلى المنتهى فهذا يخلص. فيكرز ببشارة الملكوت هذه (الإنجيل) في كل المسكونة شهادة لجميع الأمم. ثم يأتي المُنتهى. فمتى نظرتم رجسة الخراب التي قال عنها دانيال النبي قائمة في المكان المقدس. ليفهم القارئ. فحينئذ ليهرب الذين في اليهودية إلى الجبال. والذي على السطح فلا ينزل ليأخذ من بيته شيئا. والذي في الحقل فلا يرجع وراءه ليأخذ ثيابه. وويل للحبالى والمُرضعات في تلك الأيام. وصلوا لكي لا يكون هربكم في شتاء ولا في سبت لأنه يكون حينئذ ضيق عظيم لم يكن مثله منذ ابتداء العالم إلى الآن ولن يكون. ولو لم تَقصر تلك الأيام لم يخلص جسد. ولكن لأجل المُختارين تَقصر تلك الأيام. حينئذ إن قال لكم أحد هوذا المسيح هنا أو هناك فلا تصدقوا. لأنه سيقوم مسحاء كذبة وأنبياء كذبة ويُعطون آيات عظيمة وعجائب حتى يُضلوا لو أمكن المُختارين أيضا. ها أنا قد سبقت وأخبرتكم. فإن قالوا لكم ها هو في البرية فلا تخرجوا. ها هو في المخادع فلا تصدقوا. لأنه كما أن البرق يخرج من المشارق ويظهر في المغرب هكذا يكون مجيء إبن الإنسان (لقب المسيح). لأنه حيثما تكون الجثة فهناك تجتمع النسور. وللوقت بعد ضيق تلك الأيام تُظلم الشمس والقمر لا يعطي ضوءه والنجوم تسقط من السماء والسموات تتزعزع. وحينئذ تظهر علامة إبن الإنسان في السماء وحنئذ تنوح قبائل الأرض ويبصرون ابن الإنسان آتيا على سحاب السماء بقوة ومجد كثير. فيرسل ملائكته ببوق عظيم الصوت فيجمعون مختاريه من أربع الرياح من أقصاء السموات إلى أقصائها. فمن شجرة التين تعلّموا المثل. متى صار غصنها رخصا (طريا يانعا) وأخرجت أوراقها تعلمون أن الصيف قريب. هكذا أنتم أيضا متى رأيتم هذا كله فاعلموا أنه قريب على الأبواب." (متى 1:24-33).
نجد هنا أن الصورة التي يعطيها المسيح للأيام الأخيرة أكثر منطقا وواقعية وتمشيا مع التاريخ والعلم مما قدمه محمد، علما أن بعض ما ذكره محمد مأخود من الإنجيل، ولكن بعد تحوير كثير يتناسب مع العقلية والفكر العربي في جزيرة العرب آنذاك.
لا يجد القارئ في ما قاله المسيح ذكرا للدخان الغريب أو دابة مجهولة اسمها الجساسة ولا جبل من ذهب ينحسر عنه الفرات ويتقاتل الناس عليه، ولا ذِكر لرجل يسوق الناس بعصاه ولا لملك إسمه الجهجاه. لقد تحدث المسيح عن أمور قد نرى قبسا منها في حياتنا الحاضرة، وقد تكون سابقة لما سوف يأتي على العالم من حروب مرعبة ومجاعات فظيعة وأوباء وأمراض فتاكة. من سمع قبلا بمرض الإيدز(السيدا) أو البكتيريا آكلة اللحوم البشرية أو الأيبولا؟
من العلامات الرئيسية للنهاية مجيء المسيح الكذاب، وهو من دعاه محمد بالأعور الدجال. وكما سنرى فإن وصف هذه الشخصية مما جاء في الإنجيل يختلف اختلافا كليا عما ذكره محمد. لقد سمى هذا الشخص بالمسيح الكذاب، لأنه سيكون في كل شيء على العكس من المسيح تماما. لقد جاء المسيح لكي يُخلص الناس وأما المسيح الكذاب فإنه سوف يسيطر على الناس ويستعبدهم. نقرأ في ما يلي بعضا من وصف الإنجيل لهذه الشخصية: "ثم نسألكم أيها الإخوة من جهة مجيء ربنا يسوع المسيح واجتماعنا إليه, أن لا تتزعزعوا سريعا عن ذهنكم ولا ترتاعوا لا بروح ولا بكلمة ولا برسالة كأنها منا أي أن يوم المسيح قد حضر. لا يخدعنكم أحد على طريقة ما. لأنه لا يأتي (المسيح) إن لم يأتِ الارتداد أولاً ويُستعلن إنسان الخطية ابن الهلاك المقاوم والمرتفع على كل ما يدعى إلها أو معبودا حتى أنه يجلس في هيكل الله كإله مظهرا نفسه أنه إله. أما تذكرون أني وأنا بعد عندكم كنت أقول لكم هذا. والآن تعلمون ما يحجز (ما يمنع ظهور المسيح الكذاب) حتى يُستعلن في وقته. لأن سر الإثم يعمل فقط إلى أن يُرفع من الوسط الذي يحجز الآن. وحينئذ سيُستعلن الأثيم الذي الرب يبيده بنفخة فمه ويبطله بظهور مجيئه. الذي مجيئه بعمل الشيطان بكل قوة وبآيات وعجائب كاذبة. وبكل خديعة الإثم في الهالكين لأنهم لم يقبلوا محبة الحق حتى يخلصوا. ولأجل هذا سيرسل إليهم الله عمل الضلال حتى يُصدقوا الكذب لكي يُدان جميع الذين لم يُصدقوا الحق بل سُرّوا بالإثم." (تسالونيكي الثانية 1:2-11). في أماكن أخرى كثيرة من الإنجيل مثل سفر الرؤيا يوصف هذا الإنسان بأنه وحش. نلاحظ أن السبب الذي يمنع ظهور هذا الوحش هو الروح القدس العامل في الكنيسة. ولكن سيأتي الوقت الذي يُخطف فيه المؤمنون من الأرض، وهكذا يُتاح المجال لظهور هذا الإنسان. هناك تفاصيل أخرى عن هذا الشخص والأحداث المصاحبة لظهوره، ولكن لا مجال لذكرها جميعا هنا. ويمكننا القول باختصار أن هذا الشخص ليس إنسانا مجهول الهوية ولا هو أعور ولا عينه طافية العنبة. ولكن متى ظهر هذا الشخص على المسرح العالمي، فإنه سيكون قائدا عالميا مُحنكا، يجمع بين يديه القوة السياسية والعسكرية والإقتصادية والدينية. ولسوف يحكم العالم بيد من حديد بواسطة نظامه السياسي الدولي، إلى درجة أن أحدا لن يستطيع أن يبيع أو يشتري، كما جاء في سفر الرؤيا, إن لم يكن مختوما بختم "الوحش" مما يدل عن أن الخضوع لهذا القائد الذي هو ضد المسيح سيكون خضوعا تاما. يعتقد الكثيرون من المفسرين أن هذا الشخص سوف يخرج من أوروبا، وعلى وجه التحديد من دول السوق الأوروبية المشتركة.
ما قد سبق ليس إلا البعض القليل مما ذُكر في الإنجيل والتوراة عن العلامات التي تسبق النهاية، وهناك أمور وأحداث كثيرة سوف تتم قبل أن يأتي المنتهى. لكن أهم هذه الأحداث على الإطلاق هو وصول بشارة الإنجيل إلى جميع أنحاء المعمورة المتحضرة منها والبدائي، كما ذكر المسيح.

القيامة محور الإيمان والتعليم المسيحي
الصفحة
  • عدد الزيارات: 79468