Skip to main content

نهاية كل شيء - الدينونة

الصفحة 8 من 11: الدينونة

الدينونة:
يتبع القيامة الثانية مباشرة الدينونة النهائية حيث يدين الله جميع الناس، فيحظى البعض بالمكافأة وينال البعض العقاب كما يواصل الوحي في سفر الرؤيا: "ثم رأيت عرشا عظيما أبيض والجالس عليه الذي من وجهه هربت الأرض والسماء ولم يوجد لهما موضع. ورأيت الأموات صغارا وكبارا واقفين أمام الله وانفتحت أسفار وانفتح سفر آخر هو سفر الحياة ودين الأموات مما هو مكتوب في الأسفار بحسب أعمالهم. وسلم البحر الأموات الذين فيه وسلم الموت والهاوية الأموات الذين فيهما ودينوا كل واحد بحسب أعماله. وطُرح الموت والهاوية في بحيرة النار. هذا هو الموت الثاني (العذاب الأبدي) وكل من لم يوجد مكتوبا في سفر الحياة طرحَ في بحيرة النار." (رؤيا 11:20-15). نرى هنا في وصف جهنم أنها بحيرة نار وكبريت ومكان للعذاب الأبدي، ولا ذكر هنا لأنهار تجري من فروج الزواني، ولا حيات كأعناق الإبل، ولا عقارب بحجم البغال، ولا أشرار يصير ناب الواحد منهم كجبل أُحد أو غيره من الجبال، ولا أي شيء مثل ذلك. كذلك فإنه لا ذكر لخروج أي أحد من النار بعد دخوله لها، فالذي يدخل جهنم لن يخرج منها كما قال أبونا إبراهيم للغني الذي نزل إلى جهنم ، ثم طلب من إبراهيم أن يرسل أحدهم من السماء لكي يبلل شفتيه ، قال: بيننا وبينك هوة عظيمة قد أُثبتت حتى أن الذين يريدون العبور من ههنا إليكم لا يقدرون ولا الذين من هناك يجتازونا إلينا." (لوقا 16: 26). هذا هو العقاب المعد لكل من لا يؤمن بالمسيح وبموته الكفاري على الصليب وبخلاصه المجاني. كل من لا يقبل المسيح مُخلصا له يبقى في خطيته ويحق عليه العقاب كما جاء في الإنجيل: "الذي يؤمن بالإبن له حياة أبدية. والذي لا يؤمن بالابن لن يرى حياة بل يمكث عليه غضب الله." (يوحنا 36:3).
لا بد وأن نذكر أمرا مهما هنا، وهو أن هناك الكثيرين ممن يقولون بأفواههم بأنهم مسيحيين. ولكن المسيحي الحقيقي ليس المسيحي بالفم أي المسيحي الإسمي. المسيحية ليست بالميراث، وإنما بالولادة الروحية من الله عن طريق الإيمان بيسوع المسيح المُخلص. المسيحي الحقيقي هو من تتمثل حياته بالمسيح بحيث يحيا المسيح من خلاله ويرى الناس المسيح فيه كما قال بولس الرسول: "مع المسيح صُلبت فأحيا لا أنا بل المسيح يحيا فيّ..." (غلاطية 20:2). أما أولئك الذين هم مسيحيون بالشفاه فقط فسوف يقول لهم المسيح يوم الدينونة لا أعرفكم: "ليس كل من يقول لي يا رب يا رب يدخل ملكوت السموات بل الذي يفعل إرادة أبي الذي في السموات. كثيرون سيقولون لي في ذلك اليوم يا رب يا رب أليس بإسمك تنبأنا وبإسمك أخرجنا شياطين وباسمك صنعنا قوات (عجائب) كثيرة. فحينئذ أصرح لهم إني لم أعرفكم قط. اذهبوا عني يا فاعلي الإثم." (متى 21:7-23).
أما أولئك الذين آمنوا بالمسيح إيمانا صحيحا ونالوا الخلاص وغفران الخطايا، فإنهم سينالون المكافأة الكبرى، وهي أن يقضوا الأبدية في محضر الله في السماء مع المسيح كما أخبر المسيح تلاميذه: "لا تضطرب قلوبكم. أنتم تؤمنون بالله فآمنوا بي. في بيت أبي منازل كثيرة. وإلا فإني كنتُ قد قلت لكم. أنا أمضي لأعد لكم مكانا. وإن مضيت و أعددت لكم مكانا آتي أيضا وآخذكم إلي حتى حيث أكون أنا تكونون أنتم أيضا." (يوحنا 1:14-3). و هذا يأتي بنا إلى الحديث عن الجنة أو السماء في المسيحية.

الجنة في المسيحية
الصفحة
  • عدد الزيارات: 84243