Skip to main content

نهاية كل شيء - الخاتمة

الصفحة 10 من 11: الخاتمة

 الخاتمة

عزيزي القارئ، الآن جاء دور الفصل. لا بد من العزم والحزم والحسم. إنما المسألة مسألة حياة أو موت. ولا نعني الحياة المؤقتة والموت الحاضر، وإنما هي الحياة الأبدية أو الموت الأبدي. إن من يستهين بمصيره الأبدي وغير مبال، لاشك أنه إنسان خاسر وهالك. فعلام يا أخي ويا أختي تكونان الخاسران؟ فتعالا إلى كلمة سواء. تعالا كي نفحص وندقق من أجل الحق، من أجل سعادة أبدية حقيقية، من أجل حياة أفضل. إن الله لن يقبل عذرا من أحد حتى ولو كان ذلك العذر هو الإكراه. لن يستطيع أحد أن يقول لله إنما أُكرهت على ذلك إكراها. سيكون جواب الله: "يا هذا ألم أمنحك العقل والفكر والقدرة على التمييز والاختيار؟ إنك ستنال جزاء ما اخترت، إن من يبحث عن الحق يجب أن يُضحي بكل شيء، وحتى بحياته من أجل الحق، ومن لا يُضحي لا يستحق الحق ولا يستحق الخلود.
صحيح أن الكثيرين من الناس يُكرهون على تبني أو قبول عقائد و مباديء معينة حتى وإن لم يكونوا مُقتنعين بها، وذلك بسبب الضغوط الدينية والإجتماعية. والحقيقة الواضحة وضوح الشمس في وضح النهار أن الإكراه هو أمر واقعي لا يمكن تجاهله والتغاضي عنه، ولا يمكن انكار عامل الخوف الذي يمنع الكثيرين من الدرس والفحص والتدقيق في أمور الدين والحياة الروحية، وذلك على الرغم من الإدعاء بأنه لا إكراه في الدين.
ولكن على الرغم من حقيقة الإكراه والخوف فإن كل إنسان عاقل مُدرك سوف يكون مسؤولا مسؤولية كاملة أمام الله، ولن يكون له عذر من إكراه أو خوف أو غير ذلك. عند يوم الحساب ويوم الدين لن يستطيع أحد أن يقول. لم أكن أعرف ذلك، أو لم يخبرني أحد بذلك، أو خفت على حياتي ومستقبلي. لذلك يجب على كل فرد، رجلا كان أم امرأة، أن يُفكر ويُحلل ويُقرر حرصا على مصيره الأبدي.
لقد عملت جاهدا في هذا الكتاب على إظهار الفوارق الشاسعة بين رسالة محمد والإسلام و رسالة المسيح والإنجيل ، مركزا على أمور عملية من السهل إدراكها وفهمها. من الواضح بناءً على هذه الفوارق ، أنه لا يمكن أن تكون الرسالتان التناقضتان من مصدر واحد، حيث كما قلنا في صدر هذا الكتاب أن الله لا يمكن أن يناقض نفسه. لا يمكن لله أيضا أن يتراجع من الأسمى إلى الأدنى، والعكس هو الصحيح أن الله يتدرج في تعامله مع الخليقة من الدونية إلى السمو والرفعة. إننا إذا نسبنا إلى الله صفة التراجع إلى الوراء، التراجع من الأسمى إلى الأدنى، فإنما ذلك هو عين الجهل و الغباء والإهانة، وأنه لمن الإجحاف بحق الله والتجني عليه.
إن الهدف من هذا الكتاب في نهاية المطاف هو توجيه القارئ إلى الاختيار ما بين رسالة محمد والإسلام ورسالة المسيح والإنجيل. ولكن يجب أن لا يكون هذا الاختيار مبني على أساس الميراث، كما يجب أن لا ينساق أحد إلى هذا الاختيار مدفوعا بعامل الإكراه أو الخوف أو التعصب، وإنما يجب أن يكون الإنسان مدفوعا بإرشاد العقل والفكر الذي منحنا إياه الله كي ندرك أسراره وإرادته وقصده في الخليقة.
لذلك فإنني أشجع كل قارئ وقارئة على الدرس والتدقيق وفحص الأمور بعقل حر وقلب مفتوح، والرجوع إلى المصادر الأصلية للرسالتين، وبالتحديد القرآن والحديث والسيرة في الإسلام، والإنجيل في المسيحية، دون الحكم سلفا على صحة هذه المصادر أو بطلانها، ومن ثم مقارنة ما جاء فيها ومقارنة شخصية محمد وحياته مع شخصية المسيح وحياته. وبعد ذلك كله إصدار الحكم على أي الرسالتين أفضل وأسمى وأرفع وأجل. حقا "تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم" إنني أختم بصلاة من أعماق قلبي أن يهب الله من يقرأ هذا الكتاب العقل النّير والفكر الحر والقدرة والشجاعة على الاختيار السليم.

المراجع
الصفحة
  • عدد الزيارات: 79266