خرافات وسحر وشعودة - عذاب القبر
عذاب القبر:
من الخرافات الأخرى التي علم بها الإسلام ما يُعرف بعذاب القبر. ربما كانت هذه الخرافة شائعة بين اليهود وغيرهم من أهل الجزيرة العربية كما جاء في الحديث عن عائشة، وعندما جاء محمد فقد تبنى هذه الخرافة وأكد عليها. لقد روى محمد لأصحابه في أكثر من حديث أنه سمع الموتى يُعذبون في قبورهم. ومنها الحديث التالي: "حدثنا يحيى قال: حدثنا معاوية عن الأعمش عن مُجاهد عن طاوس عن إبن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه مر بقبرين يعذبان فقال: "إنهما ليعذبان وما يعذبان في كبير (أي ذنب كبير)، أما أحدهما فكان لا يستتر من البول وأما الآخر فكان يمشي بالنميمة، ثم أخذ جريدة (ورقة أو غصن نخل) رطبة فشقها نصفين ثم غرز في قبر (كل قبر) واحدة. فقالوا يا رسول الله لما صنعت هذا؟ فقال: "لعله أن يُخفف عنهما ما لم (حتى) ييبسا." (البخاري ج 2 ص 414، مكرر، رواه مسلم أيضا). عجبا كيف يخفف ورق النخيل الرطب من عذاب القبر؟ ما هو السر في رطوبة جرد النخل؟ ولماذا يبطل مفعول الجريد عندما ييبس؟ ما رأي العلماء الأفاضل في هذا اللغز المُحير؟
من بين الذين سمعهم محمد يُعذبون في قبورهم اليهود. قال الراوي: "حدثنا محمد بن المُثنى حدثنا يحي حدثنا شعبة قال: حدثني عون بن أبي جحيفة عن أبيه عن البراء بن عازب عن أبي أيوب رضي الله عنهم قال: خرج النبي صلى الله عليه وسلم وقد وجَبت (غابت) الشمس، فسمع صوتا فقال: "يهود تُعذب في قبورها." (البخاري ج 2 ص 418). كيف عرف محمد أن هذا الصوت الذي لم يسمعه أحد غيره كان صوت تعذيب، وهل كان هذا الصوت حقيقيا أم فقط في مخيلته؟ ثم كيف عرف محمد أن القوم كانوا يهودا ولم يكونوا مسيحيين أومسلمين من الذين قُتلوا في الحرب وهم يحاولون أن يقتلوا الأعداء أو من عبدة الأوثان؟ ما هو دليل محمد أنهم كانوا يهودا؟ في هذه الأيام ، كثيرون دخلوا مستشفيات الأمراض العقلية لأنهم ادعوا بأنهم يسمعون اصواتا لا يسمعها أحد غيرهم؟
يبدو أن محمدا نفسه كان يخاف عذاب القبر ويتعوذ بالله منه بعد أن أخبرته عائشة ما قالت لها اليهودية في الحديث: "حدثنا عبدان أخبرني عن شعبة سمعت الأشعث عن أبيه عن مسروق عن عائشة رضي الله عنهما أن يهودية دخلت عليها فذكرت عذاب القبر فقالت لها: أعاذك (حماك) الله من عذاب القبر. فسألت عائشة رسول الله صلى الله عليه وسلم عن عذاب القبر فقال: "نعم" فقالت عائشة رضي الله عنها: فما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد صلى إلا تعوذ من عذاب القبر." (البخاري ج 2 ص 318، مكرر، رواه مسلم أيضا). يبدو من الحديث أن عائشة لم تكن تعلم بعذاب القبر قبل أن تخبرها اليهودية. إذا كان محمد قد سمع اليهود وغير اليهود يعذبون في قبورهم فلماذا لم يخبر زوجته المفضلة عائشة قبل أن تخبرها اليهودية بهذا الأمر الخطير؟
عزيزي القارئ، إن ما سمعه محمد وما ذكره عن عذاب الناس في القبور ليس له أي أساس أو دليل قاطع وما جاء به نبي آخر ولا كتاب آخر، وما هو إلا من خرافات الأولين ومخالف للواقع والطبيعة. يتكون الإنسان من الجسد والنفس والروح. من الواضح والذي لا شك فيه أن الجسد يتلف ويتحلل ويرجع إلى أصله الترابي بعد الموت. عند موت الإنسان فإن الجسد وحده هو الذي يموت. أما الروح فهي خالدة والنفس القادرة على الإحساس والشعور خالدة أيضا. عند الموت فإن الروح ترجع إلى خالقها وكذا الناس حتى يوم البعث. إذا كيف يمكن أن يعذب الميت في القبر وليس في القبر إلا العظام المنتنة؟ إذا صدقنا ما قاله محمد عن عذاب القبر فإن هذا يعني أن النفس والروح تبقيان محصورتان في القبر حيث يمكن أن تعذب النفس فيسمع محمد صوت عذابها. يا ترى هل إذا ما فُتح القبر فهل تهرب النفس والروح منه؟ وإن هربت فهل تبقى تائهة على سطح الأرض متعذبة؟، وهكذا يدوس الأحياء أرواح ونفوس الأموات ويمشون عليها؟ ثم ماذا يحدث إذا ما نُقلت عظام ميت من قبر إلى قبر آخر؟ هل تنتقل الروح والنفس إلى القبر الجديد؟ ولماذا لا نسمع اليوم أصوات عذابات الأموات في القبر؟
- عدد الزيارات: 64036