خرافات وسحر وشعودة - المسيحية
المسيحية:
إذا ما قارنا بين الإسلام والمسيحية من حيث الموضوع الذي نحن بصدده نجد أن الفرق شاسع جدا بينهما. وأنه لا قرابة ولا صلة إطلاقا بين ما علّم به المسيح والإنجيل وما علم به القرآن ومحمد.
فالجن ليس لهم ذكر على الإطلاق في الإنجيل، والمسيح لم يذكر قط بأن هناك مخلوقات غير مرئية تدعى الجن. كما أنه لم يذكر أنهم دعوه ليقرأ عليهم الإنجيل وأنهم آمنوا به. ولم يُذكر عن المسيح أن له قرين من الجن آمن به. ولم يُذكر عن التلاميذ أنهم رأوا نيران الجن. فالجن ما هم إلا من نتاج خرافات عبدة الأصنام العجائزية من أهل جزيرة العرب، ولا مكان لمثل هذه الخرافات في كتاب الله.
أما الشيطان أو إبليس كما علم المسيح والإنجيل فهو شخصية روحية تتمع بقوة غير طبيعية، وهو مقاوم لعمل الله. لقد ذكر المسيح والإنجيل عدة أوصاف للشيطان تُبين طبيعته وعمله وأغراضه ومقاصده. وسنذكر بعضا من هذه الأوصاف. لقد وصف المسيح الشيطان بأنه روح نجس كما جاء في الإنجيل: "إذا خرج الروح النجس (الشيطان) من الإنسان يجتاز في أماكن ليس فيها ماء ويطلب راحة ولا يجد. ثم يقول أرجع إلى بيتي الذي خرجت منه. فيأتي ويجده فارغا مكنوسا مزينا ثم يذهب ويأخذ معه سبعة أرواح أخر أشر منه" (متى 12: 43-45). والشياطين بشكل عام هم ملائكة، ولكنها ملائكة ساقطة كما يقول المسيح: "ثم يقول أيضا للذين عن اليسار اذهبوا عني يا ملاعين إلى النار الأبدية المعدة لإبليس وملائكته" (متى 25: 42). والشيطان هو قتّال للناس وكذاب وأبو الكذابين كما قال المسيح في مخاطبته لليهود: :"لماذا لا تفهمون كلامي. لأنكم لا تقدرون أن تسمعوا قولي. أنتم من أب هو إبليس وشهوات أبيكم تريدون أن تعملوا ذاك كان قتالا للناس من البدء ولم يثبت في الحق لأنه ليس فيه حق. متى تكلّم بالكذب فإنما يتكلم مما له لأنه كذاب وأبو الكذاب" (يوحنا 8: 43-44). لاحظ عزيزي القارئ أن إبليس كان وما يزال قتّالا للناس. إن الله ليس قتالا للناس وأنبياءه ليسوا قتالين للناس. إن كل قتل هو من إبليس وليس من الله. لذلك جاء المسيح ليُخرب عمل إبليس إذ جاء لخلاص الناس وليس لقتلهم.
علاوة على ما سبق فإن الشيطان يُوصف في الإنجيل بأنه إله هذا العالم. فهو يتحكم في مصائر البشر ويغويهم ويغريهم بالشر والإثم والجريمة والمعتقدات والديانات الزائفة والخرافية، كي لا يعرفوا الحق الإلهي ويؤمنوا الإيمان الحقيقي كما جاء في الإنجيل على لسان الرسول بولس: "إن كان إنجيلي مكتوما فهو مكتوم في الهالكين الذين فيهم إله هذا الدهر قد أعمى أذهان غير المؤمنين لئلا تضيء لهم إنارة إنجيل مجد المسيح" (كورنثوس الثانية 4: 3-4). وفي علمه الفتاك هذا يوصف إبليس بأنه أسد يصول ويجول ليقتل ويُخرب كما جاء في الإنجيل على لسان الرسول بطرس: "اصحوا واسهروا لأن إبليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمسا من يبتلعه هو." (بطرس الأولى 5: 8).
هناك أوصاف وأقوال أخرى كثيرة في إبليس من هذا القبيل في الإنجيل ولا داعي لذكرها جميعا هنا. ولكن لم يذكر قول قط عن الشيطان كما ورد في أحاديث محمد والقرآن. فالله لم يطلب من إبليس أن يسجد لآدم. ولا ذكر ضراط الشيطان الذي يصم الآذان ويطغى على مكبرات الصوت حتى لا يُسمع الآذان. والشيطان لا يبول في آذان الناس ولا يبيت في خياشيم البشر ولا حتى في خياشيم البقر، ولا علاقة له بالأكل باليد اليمنى أو اليسرى.
أما بالنسبة للقبور ومناجاة الموتى والدعاء لهم فلا وجود له أيضا، لا في الإنجيل ولا في أعمال المسيح. فالمسيح لم يزر المقابر ليناجي أهلها من الموتى, ولكن المسيح أخرج الموتى بكلمة منه وذلك باعتراف محمد واعتراف القرآن. وعذاب القبور لا ذكر له على الإطلاق لا في الإنجيل ولا في تعليم المسيح، ولم يُذكر عن المسيح قط بأنه سمع لا يهودا ولا غيرهم يُعذبون في قبورهم. بعد الموت لن يكون هناك عذاب على الأرض. إن العذاب في الأرض يقتصر على الأحياء فقط من أهل الأرض، و أما عذاب الموتى فلن يكون هنا على الأرض في القبور، و إنما سيكون عذابهم في العالم الآخر والحياة الأخرى، عالم الأبدية ، "لأنه وُضع للناس أن يموتوا مرة ثم بعد ذلك الدينونة".
كذلك بالنسبة للخرافات الأخرى من الإصابة بالعين الشريرة والتفاؤل والتشاؤم إما بصياح الديك أو نهيق الحمار فلا وجود لها في الإنجيل وفي تعليم المسيح وأقواله. فالمسيح لم يقف طويلا ولا قصيرا، ولم يركع طويلا ولا قصيرا، ولم يسجد طويلا ولا قصيرا، ولم يصلّ لا لكسوف شمس ولا لخسوف قمر . ولم يُذكر أن المسيح رقّاه أحد لا ملاك ولا غيره، ولم يأخذ أجرة على رُقي ، لأن الرقي مناقض للتعليم الإلهي الصحيح. وكذلك تلاميذ المسيح لم يُذكر عن أحد منهم أنه تعامل بالرقي أو الحُجب. ولم يُروى عن المسيح قط أن أحدا من البشر أو الشياطين سحره وبات لا يدري ما يفعل أو ما يقول لأنه هو ضابط السماوات والأرض.
إن الإنجيل يدعو مثل هذه الأمور بالخرافات العجائزية، ويدعو المؤمن المسيحي الحقيقي إلى نبذها والإبتعاد عنها "إن فكّرت الإخوة بهذا تكون خادما صالحا ليسوع المسيح مُتربيا بكلام الإيمان والتعليم الحسن الذي تتبعه. وأما الخرافات الدنسة العجائزية فارفضها وروّض نفسك للتقوى." (تيموثاوس الأولى 4: 6-7). وأكثر من ذلك فالإنجيل يحذرنا أن هكذا تعاليم ما هي إلا تعاليم أرواح مضلة وتعاليم شياطين حيث جاء: "ولكن الروح (أي الروح القدس) يقول صريحا أنه في الأزمنة الأخيرة يرتد قوم عن الإيمان القويم تابعين أرواحا مضلة وتعاليم شياطين." (تيموثاوس الأولى 1:4). ولو كان الإنجيل حقا من إنتاج البشر أو أنه وقف تحت تحريفهم كما يدعي المدّعون لكان مليئا بالخرافات العجائزية وتعاليم شيطانية. عزيزي القارئ، إن الفرق واضح وصريح ما بين كتاب الله وما كتب البشر وألفوا، ما بين الخرافة والحق. لذلك ندعوكم للفحص والتمييز ما بين الخرافة والحق الإلهي.
- عدد الزيارات: 64033