Skip to main content

خرافات وسحر وشعودة - مناجاة الموتى

الصفحة 5 من 10: مناجاة الموتى

مناجاة الموتى:
ما زلنا نتحدث عن الموتى وعذاب القبر فلا بد أن نذكر ما درج عليه محمد من مناجاة أهل القبور. لقد ذُكر في أكثر من حديث كيف كان محمد يكلم الموتى وينسلّ إلى المقابر ويناجي أهل القبور. بعد غزوة بدر ذهب محمد يخاطب القتلى من قريش متشفيا بهم مما جعل عمُر بن الخطاب يستغرب ويندهش من فعل نبيه وسيده كما ورد في الحديث: "حدثنا هدّاب بن خالد حدثنا عماد بن سلمة عن ثابت البُناني عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ترك قتلى بدر ثلاثا (أي ثلاثة أيام). ثم أتاهم فقام عليهم فناداهم فقال: "يا أبا جهل بن هشام، يا أمية بن خلف، يا عتبة بن ربيعة، يا شيبة بن ربيعة أليس قد وجدتم ما وعَدكم ربكم حقا، فإني قد وجدت ما وعدني ربي حقا. فسمع عُمر قول النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله كيف يسمعوا وأنى يجيبوا و قد جيفوا (أنتنت جثثهم)؟ فقال (محمد): "والذي نفسي بيده ما أنتم بأسمع لما أقول منهم ولكنهم لا يقدرون أن يجيبوا". ثم أمر بهم فسُحبوا فألقوا في قُليب (بئر) بدر." (مسلم ج 17 ص 206). إننا نتفق مع عمر بن الخطاب ونقول أنه كان على حق، ولكنه لم يستطع أن يخالف نبيه.
يقول محمد أن ربه قد أمره أن يذهب إلى المقابر ويناجي أهلها كما في الحديث التالي: "قال إبن اسحق: وحدثني عبد الله بن عمر عن عبيد بن جبير مولى الحكم بن العاص قال: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم من جوف (وسط) الليل فقال: "يا أبا مويهبة إني قد أمرت أن أستغفر لأهل هذا البقيع (المقبرة) فانطلق معي"، فانطلقت معه. فلما وقف بين أظهرهم قال: "السلام عليكم يا أهل المقابر، لهنيء لكم ما أصبحتم فيه مما أصبح الناس فيه. أقبلت الفتن كقطع الليل المُظلم يتبع آخرها أولها والآخرة شر من الأولى. (إبن هشام ج 4 ص 213).
يبدو أن زيارة محمد للمقابر ومناجاته لأهل القبور قد ازدادت عندما بدأ يشعر بدنو أجله، ومن أغرب الروايات التي تروي مناجاة محمد لأهل القبور الرواية التالية: يقول الراوي: "سمعت عائشة تُحدث فقالت: ألا أحدثكم عن النبي صلى الله عليه وسلم وعني؟ قلنا: بلى. وحدثني من سمع حجاجا الأعور واللفظ له قال: حدثنا حجاج بن محمد، حدثنا إبن جريح، أخبرني عبد الله رجل من قريش عن محمد بن مَخرمة بن المطلب أنه قال يوما ألا أحدثكم عني وعن أمي؟ قال فضننا أمه التي ولدته. قال: قالت عائشة: ألا أحدثكم عني وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قلنا: بلى. قالت: لما كانت ليلتي التي كان النبي صلى الله عليه وسلم فيها عندي انقلب فوضع رداءه وخلع نعليه فوضعهما عند رجليه وبسط طرف إزاره على فراشه فاضطجع. فلم يبت إلا ريثما أن قد رقدت، فأخذ رداءه رويدا وانتعل (لبس حذاءه) رويدا وفتح الباب فخرج ثم أجافه (أغلقه بخفة). فجعلتُ درعي في رأسي واجتمرتُ (لممت علي ثيابي) وتقنعت إزاري ثم انطلقت في إثره حتى جاء البقيع (المقبرة). فأقام فأطال القيام (مكث كثيرا) ثم رفع يديه ثلاث مرات ثم انحرف (أخذ بالعودة) فانحرفت، فأسرع فأسرعت، فهرول فهرولت، فأحضَر (ركض) فسبقته فدخلت، فليس أن اضطجعت فدخل فقال: "مالك يا عائش حشيا رابية (تلهثي بشدة)؟ قالت: قلت: لا شيء. قال: لتخبريني أو ليخبرني اللطيف الخبير. قالت: قلت: يا رسول الله بأبي أنت وأمي، فأخبرته. قال: فأنت السواد الذي رأيت أمامي؟ قلت: نعم. فلهدني (لكمني) في صدري لهدة أوجعتني ثم قال: "أظننت أن يحيف (يخون) الله عليك ورسوله؟ قال: مهما يكتم الناس يعلمه الله، نعم (أي أنها شكت في زوجها محمد). قال: فإن جبريل أتاني حين رأيت فناداني فأخفاه منك. فأجبته فأخفيته منك ولم يكن يدخل عليك وقد وضعتي ثيابك. وظننتُ أنك رقدت فكرهت أن أوقظك وخشيت أن تستوحشي، فقال (أي جبريل): إن ربك يأمرك أن تأتي على أهل البقع فتستغفر لهم. قالت: قلت كيف أقول لهم يا رسول الله؟ قال: "قولي السلام على أهل الديار من المؤمنين والمسلمين فيرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين، وإن شاء الله بكم للاحقون." (مسلم ج 7 ص 41، مكرر).
لم يُعرف عن أي نبي من الأنبياء أنه زار المقابر وقام بمناجاة أهل القبور. ولقد كان عمر بن الخطاب على حق عندما استغرب فعل محمد. ما معنى أن يأتي جبريل إلى محمد في الليل و يبلغه أمر ربه بالذهاب إلى المقابر؟ فينسل من فراش زوجته التي تراودها الشكوك في أفعال زوجها وينطلق إلى المقابر ويطيل المكوث في مناجاة أهلها؟ لا شك أن أفعال محمد كانت غريبة ومحيرة للعقل ومخالفة لكلمة الله. كيف يأمر رب محمد "نبيه" بمناجاة الأموات؟ مع العلم أن الله في التوراة قد أمر على عكس ذلك كلياً، إذ أمر بعدم مناجاة الأرواح لأن ذلك من عمل السحرة والمشعوذين وكان عقاب من يفعل ذلك الموت بالرجم. إنه لا يمكن وصف ما فعل محمد إلا بالخرافة والشعوذة.

الرّقي
الصفحة
  • عدد الزيارات: 62319