هل يعتبر القرآن إعجازه معجزة له؟ - وجه الإعجاز في القرآن
الصفحة 11 من 14
بحث ثالث
وجه الإعجاز في القرآن
(الأساس الثالث في الإعجاز)
أولا : الإعجاز لغز وسر
إن الأساس الثالث في اعجاز القرآن هو معرفة وجه الاعجاز فيه . وهذا هو "اللغز الذي حيّر الناس" ، كما يقول محمد زغلول سلام .
لقد عرف الناس بالفطرة ثم بالمنطق أن المعجزة دليل النبوة الأوحد . وبما أن علماء الكلام المقسطين لم يجدوا في القرآن معجزة حسيّة ، "سُنّة الأنبياء الأولين" ، وقد لحظوا فيه تحديًا "بمثله" للمشركين ، فسمّوه اعجازًا ، واتخذوا هذا الاعجاز معجزة لغوية على صحة النبوة والقرآن .
وصارت معجزة القرآن اللغوية شبه عقيدة عندهم ، لو لم يقم المعتزلة قديما ، وبعض أهل المدرسة العصرية في أيامنا ، يقولون : لم يجعل الله القرآن دليلا على النبوة ! وبرهانهم القاطع في ذلك أن الناس لا يعرفون وجه الإعجاز فيه . يقول عبد الكريم الخطيب : "إن اعجاز القرآن – في نظرنا – سرّ محجوب عن الأنظار " ؛ "غير أن هناك دراسات اتجهت اتجاهًا مباشرًا للبحث عن وجوه الاعجاز ودلائله في القرآن ، فلم يكن من همّها شئ إلاّ أن تكشف النقاب عن هذا السر المحجب " .
إن "سرًا محجوبًا" عن الناس ، وإن "لغزًا حيّر الناس" لا يكون معجزةً لهم . فهو مثل متشابه القرآن "لا يعلم تأويله إلاّ الله ! والراسخون في العلم يقولون : آمنا" ! (آل عمران 7) .
اختلاف دائم على وجه الإعجاز
الصفحة
- عدد الزيارات: 24417