البحث عن اليقين - يوم مشهود
يوم مشهود:
في يوم سبت، وكان هو يوم السوق في كوتاكال كنت وبعض أصدقائي راجعين من المدرسة إلى البيت، فرأينا جمهوراً كبيراً من الناس مجتمعين عند باب السوق.
وقد جذب هذا الجمهور الكبير عددٌ من المسيحيّين كانوا يكرزون بإيمانهم. وكانوا يعلّمون فقرات من حياة المسيح، يشرحونها على قطعة من قماش الفانلاّ وكانوا يوزّعون بعض النبذ والكتب الصغيرة. وقد ضحكنا على هؤلاء المسيحيّين واستهزأنا بهم في بادئ الأمر. ولكنّهم لمّا بدأوا يبيعون تلك الكتب اشترينا كتيّبين منهم. إشتريتُ أنا كتيّباً عنوانه قلب باك ، وأخذ صديقي كتيّباً آخر عنوانه طريق الخلاص . وفي طريقنا إلى بيوتنا، بدأنا نتحدّث عن هذه الكتيّبات وعن هؤلاء المسيحيّين. فمزّق صديقي كتيّبه، أمّا أنا فمع أنّي كنت أكره المسيحيّين الذين نسمّيهم نصارى فقد احتفظتُ بكتيّبي.
ولمّا وصلتُ إلى البيت أخذتُ كتاب قلب باك إلى مكان هادئ منفرد وبدأت أقرأه. ووجدته يحتوي على حديث بين شخص مسيحيّ وشابّ، ويشتمل على قصّة طريفة. وكنت وأنا أقرأ أتساءل: ترى هل يسوع الذي يتحدّث عنه هذا الكتيّب هو نفسه عيسى الذي نعتقد نحن المسلمين أنّه نبيّ أم هو شخص آخر، وحسب فكري وجدت يسوع في هذا الكتيّب يختلف عن يسوع (عيسى) كما هو في القرآن والإيمان الإسلاميّ. لأنّ هذا الكتيّب يصوّر يسوع كشخص قادر أن يغفر الخطايا. وغفران الخطايا هذا كما يقدّمه يسوع هو الذي يجعل الولد ولداً أفضل، وذلك زاد محبّتي ليسوع.
لمّا تركّز الحديث في هذا الكتيّب عن حالة قلب الشابّ الروحيّة المحزنة، شعرت كأنّ المسيح يخاطبني أنا أيضاً. ووجدت قلبي في حالة أسوأ من قلب ذلك الشابّ. فكنت أتساءل كيف أستطيع أن أتحرّر من هذا المرض الروحيّ. ومع أنّ هذا الكتيّب يقدّم العلاج، رفضته، لأنّ إيماني الإسلاميّ يرى أنّ الله وحده، وليس يسوع النبيّ هو الذي يقدر أن يغفر الخطايا.
لكنّي لم أستطع أن أتخلّص من قوّة البرهان الذي يقدّمه الكتيّب. وأثار في نفسي حقيقة مزعجة عن خطيّتي. ترى ماذا يكون مصيري عند الموت أو في يوم الدينونة ولا مفرّ منهما، لذلك صمّمت أن آخذ منهاج دروس بالمراسلة وجدت إعلاناً عنه في هذا الكتيّب.
- أنشأ بتاريخ .
- عدد الزيارات: 23812