Skip to main content

بل إكراه في الدين - الصفحة الرابعة

الصفحة 4 من 10: الصفحة الرابعة

ويقول آخر:

قلنا أن القتال المشروع لا بد أن يكون في سبيل الله، لأن الدين هو القيمة الأعلى التي يقاتل المسلمون دفاعاً عنها... لكن الإسلام لا يمنع أن توجد بواعث أخرى من حظوظ الدنيا، على نحو ثانوي، إلى جانب الباعث الديني، لأن كثيراً من البشر لا يستطيعون الوصول إلى ذلك التجرد المطلق الذي يتطلبه الإخلاص في صورته الكاملة. والإسلام يأخذ قدرات الإنسان في الاعتبار، ولهذا أحل الله تعالى الأنفال، وأحل صاحب الشريعة للمقاتل أن يأخذ - السلب - ممن يقتل من رجال العدو (من قتل قتيلاً فله سلبه).. وخمس الأنفال يأخذها النبي، وإعطاء السلب - الخاص بالقتيل لمن قتله يشبه الأنفال، لأنه يقوي (الترغيب في مصالح القتال ، فهو من - الوجهة النفسية - ينشئ باعثاً إضافياً إلى جانب الباعث الديني.

ثم يدافع عن مشروعية الاستيلاء على مال الغير قائلاً:

إن أحداً لم يحرم أخذ الأنفال أو السلب أو الغنائم أو الجزية أو الخراج فالقرآن أباح ذلك والنبي نفسه أعطى الأنفال بيده الشريفة وأخذ نصيبه من الغنائم. وكانت أول سرية أرسلها النبي مكونة من ثمانين مقاتلاً وبعدها توالت السرايا، وتورطت إحدى هذه السرايا في القتال أثناء الشهر الحرام - المحرم فيه القتال كعادة العرب، ولكن النبي عالج المشكلة وادعى أن الوحي أحل له القتال في الشهر الحرام (سورة البقرة 2: 217) وحانت له فرصة ذهبية للإستيلاء على أكبر وأضخم غنيمة، فتقول المصادر الإسلامية:

كانت الأنباء قد بلغت النبي... عن طريق العيون والجواسيس أن قافلة ضخمة محملة بالمتاجر يقودها أبو سفيان قد أقبلت من الشام، وقد وجدها النبي فرصة سانحة للقضاء على هيبة قريش، فضلاً عن حرمانها من أموالها وبضائعها. ومن ناحية أخرى سيجد المهاجرون الذين تركوا أموالهم وعقارهم بمكة تعويضاً لهم مما فقدوه ومن ثم استحث النبي أصحابه للخروج لمقابلة القافلة والاستيلاء عليها. يقول ابن اسحق: إن الرسول عندما علم أن أبا سفيان مقبل من الشام في قافلة لقريش عظيمة فندب المسلمين إليهم وقال:

هذه قافلة قريش فيها أموالهم فأخرجوا إليها لعل الله ينفلكموها أي يجعلها غنيمة لكم

وتوالت السرايا والغزوات وكثرت الثروات في يدي النبي.. وصار له جيش قوي، فاستدار إلى أهل الكتاب ليتخلص منهم ولا سيما اليهود كما سبق ووعد بذلك في بيعة العقبة، وبدأ يعرض الإسلام عليهم - فرفضوا بالطبع - فكان البديل جاهزاً، إنه السيف، وليس سواه وعمل مذبحة مروعة يصفها القرآن كالآتي:

وَأَنْزَلَ الذِينَ ظَاهَرُوهُمْ مِنْ أَهْلِ الكِتَابِ مِنْ صَيَاصِيهِمْ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ فَرِيقاً تَقْتُلُونَ وَتأْسِرُونَ فَرِيقاً.

واستولى النبي على ممتلكاتهم وسبى نساءهم وأولادهم وقام بتوزيعهم على المسلمين مما اضطر بعضهم إلى إعلان إسلامه هرباً من القتل والأسر. وقال النبي مقولته الشهيرة:

لا يجتمع بجزيرة العرب دينان وقال أيضاً - لأخرجن اليهود والنصارى من جزيرة العرب حتى لا أدع إلا مسلماً.

وهكذا كشف الإسلام عن حقيقة دعوته وأهدافه.. فهو يدعو إلى إلغاء كل الأديان السابقة عليه، حتى لا يبقى إلا هو فقط، واستطاع اقتلاع أتباع هذه الديانات من جذور أراضيها وأوطانهم العربية، لكنه بالطبع لم يستطع أن يمحو أهل الكتاب من الوجود، فهذا شيء أكبر من أن تقوم به أي قوة بشرية مهما كان جبروتها، فكم نزل على أهل الكتاب من ويلات وكم جرت لهم من مذابح حصدت الملايين فيهم.. رغم ذلك لم ينجح أحد في محوهم من الوجود لأنهم مؤيدون من عند الله. وها هم رغم ما تعرضوا له، سادة العالم وأرقى وأقوى شعوب العالم قاطبة، لأن الذي يأتي من عند الله يثبت ويبقى ويزدهر، وما يأتي من عند غير الله يتلاشى ويضمحل، وهو ما نراه بوضوح في ديار وشعوب المسلمين.

وبدأ الإسلام بعد إجلاء اليهود من ديارهم يصفّي خصومه، سواء بالقتال الحربي أو حتى بالاغتيال والغدر، وكما هو معروف فالاغتيال شيء بغيض وفعل خسيس لا يقوم به إلا القتلة المجرمون. ولا يمكن أن يكون نبياً من عند الله يتصف بهذه الصفة لكن نبي الإسلام أباح الاغتيال وأهدر دماء خصومه نذكر منهم:

كعب ابن الأشرف اليهودي أبا عفك اليهودي، ابن الأخطل، أنس بن زينم، النصراني، أبا سفيان بن الحارث، الحويرث بن تفيد، عقبة بن أبي معيط، كعب بن زهير، ابن أبي الحقيق، الأسود العبسي، وغيرهم كثيرون.

ولم يقتصر النبي على اغتيال الرجال بل تعداه باغتيال النساء أيضاً! نذكر منهن:

السيدة العصماء بنت مروان الحطمية، السيدة سارة مولاة عمرو بن هاشم، السيدة هند بنت عتبة بن ربيعة، وفتاتي أبي الأخطل وغيرهن كثيرات 40.

وهكذا يا صديقي تفوح رائحة الدم والغدر من قصة الإسلام الذي تدعي أنه دين السلام! فأي سلام هذا يا صديقي الذي تعنيه؟ وإذا كان أمر القتال مرفوضاً، فكم وكم يكون الرفض للإغتيالات الغادرة؟ فالاغتيال فعل كريه، ومن يأمر به يتصف بالخسة وهي صفة قبيحة لا تليق بصفات الأنبياء.. فما بالك بنبي الإسلام الذي يقول المسلمون عنه أنه سيد بني البشر وخاتم المرسلين ونبي الهدى للعالمين!؟

أخيراً استطاع النبي غزو مكة بعد إعداد حربي في يثرب دام ثمانية أعوام على رأس جيشه القوي الذي تم إعداده بشكل جيد، والذي اكتسب خبرات قتالية نتيجة كثرة غزواته السابقة انطلاقاً من يثرب، وقد أصبح تعداد الجيش الآن اثني عشر ألف مقاتل، وهو عدد ضخم بالنسبة لإمكانيات قريش الحربية.. وعمل سيف الغزاة في رقاب المكيين، ولم ينقذهم سوى توسل أبي سفيان للنبي ، وبعد غزو مكة خيَّر النبي ما تبقى من سكانها ما بين الإسلام والقتال ولا ثالث ونهى النبي أهل قريش من تأدية مناسك الحج والطواف لأنهم نجس وما لم يسلموا أولاً وعلى الفور ادعى النبي أنه أوحي إليه قائلاً.

الصفحة الخامسة
الصفحة
  • عدد الزيارات: 25961