بل إكراه في الدين - الصفحة الخامسة
إِنَّمَا المُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلاَ يَقْرَبُوا المَسْجِدَ الحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا.
وبعدما قام النبي بغزوة حنين وغنم غنائمها ولم يكتف بذلك، فشهوة القتل وسفك الدماء كانت متأصلة فيه، وحبه للمال والغنائم لم يكن له حدود، فقام بغزوة ثالثة هي غزوة تبوك 46 (42) وأجبر أهلها على دفع الجزية - الإتاوة بلغة العامة، وشاء الله أن تكون هذه الغزوة آخر غزواته التي شارك فيها، وكان قد أعد جيشاً ضخماً لغزو سوريا - الشام - ووضع فيه كبار صحابته السفاحين، ولكنه مات مسموماً، إذ وضعت امرأة يهودية السم له في ذراع الشاة بعد شيها ليأكلها. وهكذا لم ير بنفسه فتح الشام الذي كان من أعظم أمانيه بعد إخضاع الجزيرة العربية لدعوته. وبعدما هزم القبائل العربية المسيحية، وأراد التوسع والخروج تجاه البلدان الأخرى لا سيما الشام الذي عجز عن فتحه من قبل بعدما أرسل لها جيشاً فيما عرف بغزوة مؤتة. وقد هزم جيشه هناك فأراد الإنتقام لقتلاه من الغزاة لكنه مات بعد تجهيز هذا الجيش، وتزلزت الجزيرة العربية ووجدت القبائل فرصة للتحرر من سطوة النبي فأعلنت خلع نير الاستعباد الذي فرضه عليهم محمد بسيفه المسلول وأعلنت الارتداد عن الإسلام الذي أُكرهت عليه. ولو كانوا قبلوا الإسلام عن اقتناع كما يدعي المسلمون فلماذا ارتدوا بمجرد موت النبي؟ إن الإسلام لا يملك وسائل الإقناع بل يملك سيفاً، والسيف لا يصنع ديناً.. قد يصنع إرهاباً وبطشاً مؤقتاً، ومتى اختفى السيف تعود الناس وتعلن العصيان والتمرد وتطالب بحقها أن تعتنق ما تشاء من أديان. وهذا ما حدث تماماً فور موت النبي. وتصف السيدة عائشة زوجة النبي ما حدث فور موت زوجها قائلة:
ولما توفي رسول الله - ارتعد العرب - واشرأبت اليهود والنصرانية، ونجم النفاق وصار المسلمون كالغنم المطيرة في الليلة الشاتية، حتى جمعهم الله على يد أبي بكر.
ترى ماذا فعل أبو بكر لتجميع هؤلاء؟ هل دعاهم بالحسنى في العدول عن ارتدادهم؟ هل تحاور معهم سلمياً؟ لا لم يفعل ذلك البتة، بل فعل كما فعل النبي معهم أول مرة حينما أخضعهم ببطش السيف.. وهكذا عاد سيف الإسلام يحصد هؤلاء حصداً لا هوادة فيه، لقد كان ارتداد العرب شاملاً وقد أخذت هذه الردة ثلاث صور:
أ - ارتداد كامل عن الإسلام
ب - امتناع عن دفع الزكاة والصدقة
ج - اتساع حركة المتنبئين.
وحاول بعض الصحابة العقلاء التفرقة بين من ارتد عن الإسلام وبين ما بقي مسلماً لكن امتنع عن دفع الزكاة والصدقة اللذين كانا يدفعانها مكرهين للنبي، لكن أبا بكر رفض ذلك وقاتل المسلمين أنفسهم حتى يعودوا ويدفعوا ما كانوا يدفعونه للنبي، وهو ما يؤكد أن الباعث الديني لم يكن موجوداً إنما بواعث الدنيا وأطماعها، لذلك قال أبو بكر:
والله لأقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة، والله لو منعوني عناقاً أو عقال بعير كانوا يؤدونه إلى رسول الله لقاتلتهم على منعها.
وها نحن نرى مرة أخرى عمل السيف في تقوية مركز الإسلام، فهو الحل السهل والعلاج الحاسم الذي يواجه به الإسلام مشاكله.. وكان أبو بكر الصديق - أول الخلفاء الذين تولوا قيادة المسلمين بعد رحيل النبي - وهو من المسلمين الأوائل الذين تبعوا محمداً، وكان من المقربين له.. وقد ارتضى أبو بكر لأجل المصالح الدنيوية وكسب ود النبي ومشاركته في المغانم أن يزوج ابنته عائشة وكانت طفلة صغيرة وقد خطبها النبي وعمرها 9 سنوات وتزوجها وهي في الحادية عشرة من عمرها! فهي جريمة إنسانية أخرى ممن ارتكبها النبي وما أكثرها، وقد أعمت المصالح عين أبي بكر فألقى بطفلته الصغيرة عائشة في أحضان النبي وهو في مثل عمر أبيها، محب للنكاح كما كان يعلن ذلك بلا خجل، وبهذا الزواج الصفقة احتلّ أبو بكر مكانة مرموقة عند النبي، أهّلته ليقود المسلمين بعد النبي. وكان شأنه شأن النبي وبقية الصحابة متعطشاً للدماء ومحباً للمال والشهوة ولا يعرف الرحمة، فقاد مذابح مروعة ضد العرب المرتدين وحصد الآلاف منهم، وكان قد أعد عشرة جيوش لإتمام هذا الغرض ومعاركه الداخلية لم تمنعه من إيفاد الجيش الضخم الذي أعده النبي لغزو الشام بقيادة - أسامة. ليس ذلك فحسب بل واستطاع أيضاً محاربة الفرس، وهكذا كان يقاتل على ثلاث جهات قتالاً عنيفاً، وداخلياً استطاع إخضاع المرتدين بعدما حصد عدداً هائلاً منهم وجرت دماؤهم كالأنهار.
ولم تمض سوى عدة أشهر حتى تمكنت جيوشه من إعادة توحيد شبه الجزيرة العربية والدخول في طاعته.
وخارجياً حارب العراقيين والفرس والشاميين ودارت معارك رهيبة سفكت فيها الدماء بحجة الدفاع عن الإسلام ونشره في البلدان. ومن المضحك المبكي أن يدّعي أحد المخبولين في عقولهم وهو الأب الروحي للإرهابيين الجدد من المسلمين (الجماعات الإرهابية الإسلامية) أن مجموع ضحايا حروب المسلمين لا يزيد عن ألف وبضع مائة رجل من كلا الجانبين طبعاً محنة عقلية شاذة وتزييف فاضح للتاريخ والحق، إن مثل هؤلاء معزولون تماماً عن العالم المتحضر، وذهب أبو بكر، وجاء سفاح آخر هو الخليفة الثاني: عمر بن الخطاب، الذي شهدت خلافته غزو العديد من البلدان وكل غزوة لها ضحاياها، ففي عهده استولى على بلاد الفرس وبلاد الشام والقدس 55 ومصر وليبيا.
حتى اقتصّت منه العدالة الإلهية وتم قتله بيد أبي لؤلؤة المجوسي.
وبدأت الصراعات تدب بين الصحابة أنفسهم طمعاً في الزعامة والسلطة المتمثلين في الخلافة - وتآمروا بعضهم على بعض، فقام المسلمون بقتل الخليفة الثالث عثمان بن عفان، وهو شخصية بارزة في التاريخ الإسلامي، فكان يكتب الوحي للنبي، وهو الذي جمع القرآن، وانفرد بزواجه من ابنتي النبي السيدة رقية والسيدة أم كلثوم، لذلك عرف عنه - بذي النورين! لأنه تزوج اثنتين من بنات النبي! وقد قال النبي: لو كان لنا ثالثة لزوجناك إياها! وقال عنه أيضاً: لكل نبي رفيق في الجنة ورفيقي في الجنة عثمان رغم كل هذا، اغتاله المسلمون بمباركة الخليفة الرابع الإمام علي، وهو ابن عم النبي وكان عليه مراعاة علاقة عثمان بالنبي، لكنه كان يغار منه، وثارت عائشة زوجة النبي وتآمرت مع معاوية ضد علي بن أبي طالب وخرجت ومعها الصحابيان طلحة، والزبير على رأس جيش من ثلاثة آلاف مقاتل، وأعلنت الحرب ضد علي انتقاماً لمقتل عثمان، وجرت موقعة حربية معروفة في التاريخ الإسلامي بموقعة الجمل، وسبب تسميتها بهذا الاسم أن الجمل الذي كانت تمتطيه عائشة زوجة النبي أصيب بسهم وسقط وسقطت زوجة النبي من عليه، وكادت تُقتل، ولكنها وقعت أسيرة، زوجة نبي المسلمين تقع أسيرة في يد خليفة المسلمين، وقتل الصحابيان اللذان كانا معها، وتم تدمير جيشها، وبعد ذلك أُطلق سراحها وعادت إلى مكة كسيرة منهزمة. وأين هي هيبة النبي التي كانت في حياته بعد موته حتى تُهان زوجته هكذا؟ لكن ما يزرعه الإنساه إياه يحصد - وانشق عن المسلمين جماعة قوية تُدعى - الخوارج - التي قررت اغتيال الخليفة علي واغتيال معاوية واغتيال عمرو بن العاص، وذلك ليستريح المسلمين منهم، وقتلوا علي بن أبي طالب بينما نجا معاوية بن أبي سفيان من القتل وأصيب فقط وأما عمرو بن العاص فقد قُتل بدلاً منه قائد الشرطة خارجة بن حذاقة. وبعد اغتيال علي بن أبي طالب على يد المسلمين كما اغتيل عثمان بن عفان على يد المسلمين ايضاً، تولى الخلافة معاوية بن أبي سفيان وهو من عتاة الإجرام والإرهاب وتاريخ خلافته حافل بالمآسي في حق الشعوب والإنسانية. فعلى عهده شن حروب طاحنة لأجل نشر الإسلام في البلدان. وسفك دمائها وقد بلغت جيوشه حتى قبرص، وفرض عليها الجزية، وكذلك فتح كل شمال أفريقيا، ومات أخيراً بعد أن قتل مئات الآلاف من البشر ومعظمهم من المسيحيين. فمعظم البلاد التي خربها الإسلام وغزاها كانت بلدات مسيحية، لأن المسيحية كانت قد انتشرت في كل ربوع الأرض، وكان الشرق المسيحي له نصيب وافر من هذه المحن والاعتداءات قد أخضعها الإسلام تحت سيطرته وضرب عليها الجزية.
مات معاوية، وورث ابنه الخلافة، وكان يزيد بن معاوية عربيداً ماجناً، تآمر على الحسين بن علي بن أبي طالب - الذي كان يرى أحقيته في الخلافة بدلاً من يزيد. ولكن يزيد أمر بقتله فقُطعت رأسه ورؤوس أتباعه ومؤيديه، وتم إرسال هذه الرؤوس المقطوعة إلى الخليفة في قصره كهدايا، ومعهم بالطبع السبايا من النساء. وهذا أثمن الأشياء عند خليفة المسلمين، الدم، الجنس، المال، هذا هو تراث الإسلام وهذا هو تاريخه، تاريخه المجرد بدون تجميلات وتهذيبات، قد يستطيع المسلمون خداع العالم اليوم بأن دينهم دين المحبة والسلام والنقاء، وقد يخدعون البسطاء لكن أبداً لن يخدعوا الذين قدر لهم بالاطلاع على تاريخ الإسلام وكشف زيف دعواه.
هذا الخليفة - خليفة المسلمين - وأمير المؤمنين - أرسل جيوشه للهجوم على مدينة النبي المدينة المنورة! كما يدعوها المسلمون، واقتحم جنوده المسجد الذي يرقد جثمان النبي بداخله لتبول خيولهم عليه!!، وقام جيش خليفة المسلمين بذبح المسلمين! واغتصاب نسائهن!! هكذا كان المسلمون يأكلون بعضهم البعض!! وزحف جيش أمير المؤمنين تجاه مكة بعد أن خربوا مدينة النبي وألقوا النار على الكعبة - بيت الله الحرام كما يدعي المسلمون، وقامت جيوشهم بهدم وحرق هذه الكعبة بعد أن ألقوها بالحجارة والنار.
فأين هو الدين من كل هذه الصراعات والموبقات؟ أنه تاريخ دموي وليس تاريخاً دينياً، والدين من كل هذه التجاوزات براء. والتاريخ العسكري العادي لا يخلو من فروسية وبطولة في الدفاع عن تراب الوطن من المعتدين لكن التاريخ العسكري للإسلام لم تكن له أي أمجاد بطولية، فهو لم يخض حرباً دفاعية واحدة.. بل كانت معاركه كلها عدائية تستهدف البلدان الخارجية لغنم ثرواتها وفرض الجزية عليها، فبدأت جيوش المسلمين في غزو مصر وليبيا وقبرص ورودس وكل شمال أفريقيا منذ عام 634 م، حتى 638 م، ثم غزو مصر وليبيا عام 711 م، وزحفوا حتى جنوب فرنسا لكن أوقف الملك شارل مارتل زحفهم تجاه اوروبا الغربية بعد معركة بواتيه عام 717 م. ولولا ذلك لكان المسلمون غزوا كل أوروبا. وظل زحفهم يغزو صقلية وسردينيا وكورسيكا حتى عام 809 م، بل وزحفوا حتى حدود روما عام 935 م بعد غارات طويلة بدأت منذ 868 م، حتى اضطر البابا جون الثامن (872-883) بأن يشتري السلام لقاء دفعه مبلغ 25000 قطعة فضية، وقام المسلمون كذلك بغزو بلغاريا، ثم زحفوا اتجاه القسطنطينية واحتلوها نهائياً عام 1453 م وكذلك قاموا بغزو أرمينيا والمجر وكرواتيا ومولدافيا وبولندا حتى عام 1503 م وزحفوا تجاه النمسا وقاموا بمحاصرة فينا عام 1529.
- عدد الزيارات: 25960