Skip to main content

بحثاً عن مُحَمَّدٍ التَّاريِخيّ - العَهْدُ قَبْلِ النَّقديِّ

الصفحة 4 من 12: العَهْدُ قَبْلِ النَّقديِّ

العَهْدُ قَبْلِ النَّقديِّ

بعد عصر النَّهْضَةِ نجد أنّ القضيّة عادت لتجذب الاهتمام. مثل أعمال رايله " حياة و موت مُحَمَّد " ( لندن ، 1637 ) ، و بريدو " حياةُ مُحَمَّدٍ، أو أين يُكشف حقيقة الدجل " Vie de Mahomet, ou l'on découvre amplement la verité de l'imposture ( أمستردام ، 1698 ) ، و هي مبنية على المواد العَرَبِيّة التي صارت متاحةً في التّرجمات الّلاتينيّة ؛ لكنَ رواية هوتينغِر حول تعاليم مُحَمَّدٍ في " His¬toria Orientalis " ( زويخ ، 1651 )، و انتقادات مارّاكسيو القاسية الّتي تتخلّل كتابه " التفنيد " ( بادوا ، 1698 ) تبدأ التقاليد الّتي تعتمد على المصادر الأصليّة نفسها. و أغلب هذه الأعمال معادية بشكل مرير و مسبقة الحُكْمِ، على الرَّغم من أنّ هوتينغِر سعى لتقديم حُكْمٍ غيرِ متحيزٍ. و بكلِّ الأحوال لقد دخلنا المعالجة الجديدة للموضوع مع العالم الهولندي ريلاند. إذْ كان قد تطلّع في عمله " de Religione Mahommedica " ( أوترِشت ، 1704 )، إلى التّنأي عن الموقف العدائيِّ من مُحَمَّدٍ، و كافح من أجل تقدير نزيه لأهميته التَّاريِخيّة. على أي حال، كان لعمله حظ سيئ حيث حاكه كتاب " Vie de Mahomed" ( لندن ، 1739 ) تأليف هـ . دي بولينفيلييه، الّذي كان إطناباً طناناً في مُحَمَّدٍ من أجل التقليل من شأن المسِّيحيّة. لقد سماه هورغرونيه " رواية ضد أكليروسيّة، حيث إنَّ المواد المستمدة من معرفة سطحيّة بالإِسْلاَم مستقاة من مصادرَ ثانويّةٍ ". وبوسعنا أن نميّز أصداء بولينفيلييه في ترجمة غيبون لحياة مُحَمَّد في عمله " الأفول و السّـقوط " ( لندن ، 1776 ) . لا ريب أن غاغنير قد كتب عمله " Vie de Mahomet " ( أمستردام ، 1748 ) من أجل مقاومة الانطباع الخاطئ الّذي أحدثه بولينفيلييه. ساعياً بعمله هذا إلى أخذ منتصف المسافة بين بولينفيلييه من جهة و بريدو من جهة أخرى. مهما يكن من أمر، لم يكن ممكناً التّقدم أكثر طالما لم يتمّ العمل على المصادر العَرَبِيّة.

بدايةُ النَّقْدِ
الصفحة
  • عدد الزيارات: 22292