Skip to main content

بحثاً عن مُحَمَّدٍ التَّاريِخيّ - بدايةُ النَّقْدِ

الصفحة 5 من 12: بدايةُ النَّقْدِ

 

بدايةُ النَّقْدِ

لدى مَطْلع القرن التّاسع عشر بزغ الاهتمام بالدِّراسات الشرقيّة، و هذا ما مكّن من الانطلاق في محاولة تناول المشكل بما يسـتحقه . بوسعنا القول إنّ العصر الجديد بدأ مع عمل غوستاف فايل ، المعنون : " Muhammad der Prophet, sein Leben und seine Lehre " ( شتوتغارت ، 1843 ) . و فيه أولّ تطبيق لمنهج حقيقي تاريخيّ ـ نقديّ لمسألة حياة مُحَمَّدٍ . ربّما لم يبلغ فايل بعيداً جداً في تقصيه ، كون مصادره كانت لم تزل محدودة ، لكنه وجد و طبق المنهج . و سنة 1864 أحرز تقدماً أبعد في ترجمته لسيرة ابن هشام . أما عمل غوسّا دي بِرسٍفال " Essai sur l'Histoire des Arabes " ( 3 مجلدات ، باريس ، 1847 ) ، فإنه كُتب كما يبدو مستقلاً تماماً عن فايل ، و يتابع وصف حياة و عمل مُحَمَّد ، و تنبع قيمته الحقيقيّة من المواد الضّخمة من المصادر العَرَبِيّة التي جُمعت معاً . و عالم آخر في هذه الحقبة هو فوستِنفِلد ، الّذي لم يكن كتابه " Das Leben Muhammad's " ( 3 مجلدات ، غوتينغِن ، 857- 1859 ) مساهمته الكبيرة ، بل طبعاته الممتازة للنصوص العَرَبِيّة المبكِّرة ، و دراساته الاستاذيّة ، مثل :
1 - " Genealogishe Tabellen der Arabischen Stümme und Familien" (G?ِttingen, 1852-l853).
2 - "Chroniken der Stadt Mekka" (4 vols., Leipzig 1861), "Das Gebiet von Medina" (G?ِttingen, 1873).
3 - "Die Geschichtsschreiber der Araber und Ihre Werke" (G?ِttingen, 1882).

التي أضاءت كثيراً جداً التاريخ المبكر . و على أي حال فإنّ لأعمال شبرِنغِر ، نِلدِكه ، و موير أهمية أكثر .
إنَّ عمل شبرِنغِر سيخضع للنظر في قسم آخر ، لكننا نحتاج لذكر شيء واحد ، فعلاوةً على عمله المهم جداً " Leben Muhammads " ، فإنّه أيضاً ـ مثل فوستِنفِلد ، قدّم مساهماتٍ مهمة في مجال دراسة خلفية حياة مُحَمَّد ، و ذلك في دراستيْه :

1 - " Die Post und Reiserouten des Orients " (Leipzig, 1864).
2 - " Die Alte Geographic Arabiens " (Bern, 1875).
كانت مساهمة نِلدِكه العظيمة هي مقاله " Geschichte des Qorans " ( غوتيغِن ، 1860 ) ، الّذي يخرج عن مجال مقالانا ، لكنّه كان المحاولة الأولى لتقييم المصادر الأكثر أهميّة من أجل إعادة بناء حياة مُحَمَّدٍ . إنَّ نِلدِكه النّاقد الأشد رهافةً ، و الأكثر حرصاً للغاية بصدد هذه الفترة المبكرة ، و بالعموم هو حريص جداً في حكمه التَّاريِخيّ . أما كتابه : " Das Leben Mummads nach den Quellen populür dargestellt " ( هانوفر ، 1863 ) . فهو العمل الأشدّ خفةً ، و الأكثر شعبيّة ، و الّذي صار الآن شبه منسيٍ . و أما العمل التتويجي لهذا العصر الأول من النّقديّة فهو كتاب " حياةُ مُحَمَّدٍ " لموير ، الّذي ظهر في لندن بأربعة مجلدات ، بين سنوات 1856- 1861 . لقد مكث السير ويليام موير في الإدارة المدنيّة في الهند لمُدّة طويلة ، و قبض على ناصية الأدب المُحَمَّديّ بالعَرَبِيّة ، و الفارسيّة ، و الأوردويّة ، كان يحوز على مكتبة شرقيّة عظيمة . كان عمله مُؤسَّسَاً على الدِّراسة الدقيقة لأفضل مادة متاحة في حينه . إنّ عمله غنيٌّ و مكتوب بشكلٍ نيّرٍ ، و من جهة أخرى متحرّر على نحوٍ لافت من الرأي المسبق . في مقدمته أعطى عرضاً لمبادئ نقد المصادر ، التي لا زالت تستحق القراءة ، هذا الموضوع الّذي طوّره في مقاله حول " قيمة المصادر التَّاريِخيّة المُحَمَّدية المبكرة " ، المطبوع في كتابه " مناظرة المسلم " ( لندن ، 1897 ) . لقد طبع عمل موير مراراً ، لكنَّ الطّبعةَ الأخيرة الصّادرةَ في مجلد واحد من قِبَل ت. هـ . وير ( إدنبره ، 1912 ) هي الأكثر ملائمةً .
مجموعة من الأعمال الأصغر ، و الأكثر شعبيّة مُشيّدة بشكل واسع على أعمال هذه الفترة من بداية النّقدِ . و الأكثر شهرة منها هي :
1 ـ " مُحَمَّدٌ و سُلْطَتِه " لـ " جونستون " ، ( إدنبره ، 1901 ) ؛
2 ـ " حياة مُحَمَّدٍ " لـ " سِل " ( مَدراس ، 1913 ) ؛
3 ـ " مُحَمَّدٌ ، حياتُه و تعاليمُه " لـ " فولاستون " ، ( لندن ، 1904 ) ؛
4 ـ " Mohamet et le Coran " لـ " القديس إيلِِر " ، ( باريس ، 1865 ) ؛
5 ـ " L'Islam et son Fondateur: étude morale " لـ " شول " ( باريس ، 1874 ) ؛
6 ـ "Vie de Mahomet " لـ " ديلابورت " ، ( باريس ، 1874 ) ؛
7 ـ " La Vie et la Morale de Mahomet " ، لـ " ألبر فوا " ، ( باريس ،1912 ) ؛
8 ـ " Muhammad und der Islam " ، لـ " راينِرِ " ، ( لايبتيش ، 1905 ) ؛
9 ـ " Mohammed und die Seinen " ، لـ " رِكِندورف " ( لايبتيش ، 1907 ) ؛
10 ـ " Das Leben des Muhammad " ، لـ " كرِل " ، ( لايبتيش ، 1884 ) .

السِّيَر المَرَضِيِّة
الصفحة
  • عدد الزيارات: 22284