Skip to main content

بحثاً عن مُحَمَّدٍ التَّاريِخيّ - السِّيَرُ التّبريريّةُ

الصفحة 11 من 12: السِّيَرُ التّبريريّةُ

السِّيَرُ التّبريريّةُ

كنا قد أشرنا بأنّه في وقتٍ مبكّرٍ جداً من تجدد الاهتمام بالدِّراسات الشّرقيّة ، كتب بولينفييه رواية أجمل فيها ذكر مُحَمَّدٍ ، و التي استعملها غيبون لاحقاً . لم يكن عمله مرتكزاً على أيِّ دراسة دقيقة للمصادر الأولى ، و هذا ينطبق على عملَيْن تقريظِيَيْن شـهيرَيْن ، و نخصُّ بالذّكر منهما عمل كارليل ، في دراسـته " البطلُ نبيّاً " ، في " الأبطال و عبادة البطل " ، و عمل بوسورث سميث ، " مُحَمَّدٌ و المُحَمَّديّة " ( لندن ، 1873 ، الطبعة الثّالثة ، منقّحة و مَزِيدة ، 1889 ) . لقد طُبع مقال كارليل مجدداً ، و نشرته المدارس الإِسْلاَميّة في الهند على نطاق واسعٍ ، بوصفه يمثل أفضل رؤية إنجليزيّة حول مُحَمَّدٍ ، لكنّهم تغاضوا عن ذكر أنَّ كارليل استرد بالأخص كلَّ كلماته الجميلة في المقال من " البطل شاعراً " .

لقد كان من المتوقع أنْ يكون أئمة المدرسة الحديثة في الإِسْلاَم ذوي التّعليم الإنجليزي ، مجتهدين من أجل تقديم هذه المنافحات . لقد كتب كِلا الرئيسين من مدرسة أليغاره في الهند سيرةً تبريريّةً مستمدةً من وجهة نظر محددة . حيث نجدها لدى سيد أحمد خان في " مقالات بصدد حياة مُحَمَّدٍ و مواضيع إضافيّة أيضاً " ( أليغاره ، 1870 ) ، و سيد أمير علي في عمله " حياة و تعاليم مُحَمَّدٍ " ، و الّذي صدر لأوّل مرة سنة 1873 ، و لاحقاً كجزء أول في مُؤلَّفِهِ " روح الإِسْلاَم " ( الطبعة الأخيرة ، لندن ، 1923 ) . إنَّ حُكْمَ مارغوليوث بصدد هذه المدرسة وُجه بنباهة خاصة نحو عمل أمير علي :

يسعى هؤلاء المدافعون إلى رفض سيرة ابن إسحاق حيثما تصدم القراء الأوربيين ، و حينما لا يكون ذلك سهلاً ؛ فإنّهم يقترحون دوافع نبيلة ، أو يفترضون أنّ المسار الّذي اتبعه النَّبِيّ كان من أجل أنْ يصبح أقلَّ بغضاً لأولئك الّذين ينفتحون نحوه أحياناً . و على هذا النحو يُعلن بأنَّ تسامحه في مسألة تعدّد الزوجات كونه تقييداً مقروناً بالكبت الأقصى ، و اعتبر موقفه من العبوديّة تمهيداً يقود بالمثل إلى تحريرهم . بل إنه سـعى إلى ضرب مثلٍ على الزَّواج الأحاديِّ ، و مع أنَّ النتيجة لم تكن مقنعةً ، إلاّ أنَّ البراعة التي تطلبت من أجل ذاك كانت عظيمة للغاية .
(Encyclopedia of Religion and Ethics, volume 8, p. 878 ) .

و بالإمكان إيجاد مثال على محاولة صادرة من مدرسة مختلفة في عمل م. هـ . كيداوي " معجزة مُحَمَّدٍ ، مسبوقة بخطوط عامة لسيرَة مُحَمَّدٍ "( لندن ، 1906 ) ؛ لكنّ الأكثر تشويقاً هو العمل الأخير لمجموعة حداثيّة أُخرى ، في المجلّد الفاخر الصادر عن نادي باريس للكتاب مخصوص لألف مجموعة ، 125 من الرق اليابانيّ الإمبراطوريّ بسعر 18 جنيهاً للنسخة ، و 875 من ورق يدوي بسعر 8 جنيهات للنسـخة . وهذا هو كتاب رباعي ضخم بخمس و ثلاثين صورة ملونة و تزيينات زخرفيّة عديدة ، و معنون " حياةُ مُحَمَّدً ـ نبيِّ اللّهِ " ( باريس ، 1920 ) . و هو عمل مشترك للفنان الفرنسي إ. دينه و سليمان بن إبراهيم ، و يقصد به مناهضة ترجمات حياة مُحَمَّدٍ الافترائيّة و القدحيّة التي ظهرت في الأقطار الأوربية خلال مجرى القرون . " و قد أصدر المُؤلِّفانِ نفسـاهما كرّاسـةً بعنوان " L'Orient vu de l'Occident " ( باريس ، 1921 ) ، يطلقان العنان فيه لنقدٍ قويٍّ بيدا أنه مسالمٍ لأعمال لامِنس ، كازانوفا ، هورغرونيه ، و باحثين آخرين من مدرسة النَّقدِ المتقدّمِ .

الصُّوفيِّةُ
الصفحة
  • عدد الزيارات: 22300