Skip to main content

بحثاً عن مُحَمَّدٍ التَّاريِخيّ - الرِّوايات المسِّيحيّةُ المبكِّرة

الصفحة 3 من 12: الرِّوايات المسِّيحيّةُ المبكِّرة

الرِّوايات المسِّيحيّةُ المبكِّرة

ظهرت الإشارة الأقدم إلى مُحَمَّدٍ في الأدب المسِّيحيّ في " تاريخ سيبوس "، المكتوب في القرن السّابع الميّلادي، حيث انحصر قوله في أن مُحَمَّداً إسماعيليٌّ، إدّعى النُّبوَّة وعلّم أبناء بلده العودة إلى ديانة إبراهيم . إنّ القيمة الّتي لدى الكُتَّاب البيزنطييِّن ضيئلة، لكنه يتأتى الاعتراف بأنَّ هذا المصدر لم يُفحص إطلاقاً من قِبَل دارسي الإِسْلاَم . فـ " نيسيتاس البيزنطي "، يكتب: ["Refutatio Mohammadis" (Migne P.G. cv) ]، و يكتب ارتولوميو من إديسّا رسالةً بعنوان: [ "Contra Mohammadem" (Migne P.G. civ) ]، اللّتان يمكن أخذهما كنماذج لأعمال نشأت نتيجةً عن التماس مع القوة الإِسْلاَميّة في الحروب التي سلبت من الإمبراطوريّة البيزنطيّة مقاطعاتها الشّرقيّة الواسعة الواحدة تلو الأخرى.
لقد حصل الكتّاب القروسطيون اللاتين على معلوماتهم من مصدريْن: الرِّوايات البيزنطيّة؛ و من التواصل الشّخصي مع الإِسْلاَمِ خلال الحملات الصّليبيّة. إنَّ استقصاء تطور الخرافات الجّافية التي انتشرت عبر أوربا خلال هذا العصر ستكون دراسة ممتعةً، حيث بدا مُحَمَّدٌ واحداً من ثلاثة أوثان: أبولّين، تيرغافان، وماهون، الّتي كان يُعتقد على نطاق شعبي بأنّها معبودات المسلمين. و قد عبرت الأساطير إلى إنجلترا، و في لغة أسلافنا فإنَّ اسمَ مُحَمَّدٍ، في صيغته المحرفة " mawmet "، صـار كلمةً مألوفةً لـ " الصَّنم ". وهذا ما نقرأه في " أسطورة القديس أندرو ". و قد تكرر ذلك في " حياة القديس جوليان " المكتوبة حوالي 1200 م . و على أيّ حال كان كتاب العصر الكنسيّون ينظرون إلى مُحَمَّدٍ على أنه هرطوقيٌّ أكبر ، أريوس ثانٍ ، أسوأ من الأول. و قد تقولبت أسطورته وفق الأساطير الهرطوقيّة الكبرى ، لسيمون ماغوس وديكون نيكولاس. و يشير رينان إلى السبب في مقاله في (Atti della Academia dei Lincei) ، لعام 1889، حيث يكتب : " في الكتابات الشَّعبية ، ثمَّ افْتِراءات بغيضة تهدف إلى تقليد الشيطان الأكبر قلائد الخزي الّذي ترغب المسِّيحيّة بقمعه بأيِّ ثمن " "Dans les écrits populaires, il s'y joint d'atroces calomnies, destinées à couvrir d'ignominie l'auteur du grand mal que la chrétienté voulait a'tout prix supprimer". و هناك على أيّ حال استثناءات بارزة ، لهذا الجهل الكلّيِّ و سوء الحكم يمكن أن ترُى في حالات رجال مثل " بتروس فينرابيليس " ( ت 1157 م )، و الّتي نُشرت شذرات من مناظراته من جانبِ توما ( " كتابان ضد المُحَمَّدية " Zwei Bücher gegen den Muhammedanismus. ، لايبتش ، 1896 م )، و كتاب الراهب الدومينكاني ريكلودس ( ت 1320 م ) " Confutatio Alcorani "، الّذي ترك أثراً شديداً على مارتن لوثر، حيث يُظهر فيه المُؤلِّفُ إطلاعاً دقيقاً غيرَ عاديٍّ على المادة.

العَهْدُ قَبْلِ النَّقديِّ
الصفحة
  • عدد الزيارات: 22302