Skip to main content

الآيات التي يلقيها الشيطان - الصفحة الثالثة عشر

الصفحة 13 من 18: الصفحة الثالثة عشر

وتقول المصادر الإسلامية:

وقد لعبت السيد خديجة دوراً كبيراً في حياة النبي، فالاستقرار المادي هيأ للنبي الظروف الملائمة للتأمل والتعبد في غار حراء حتى إذا تلقى الدعوة كانت أول من آمن به ؟.

كان محمد حينما عرف خديجة شاباً صغيراً لم يتعد الخامسة والعشرين من عمره، وقد تقدم في تلقي العلم الديني على يد أستاذه وصاحب الفضل عليه سواء في عمله لدى خديجة أو سواء زواجه منها، وقد اهتم ورقة بتعليم تلميذه الواعد محمد اهتماماً كبيراً ولم تمض سوى عشرة سنوات من إعداده إعداداً مسيحياً حتى صار متشبعاً بهذه التعاليم، وانعكس ذلك على سلوكه العام، مما جعل أهل مكة يطلقون عليه - الصادق الأمين - وهكذا كان متأثراً بتعاليم المسيحية الرفيعة، مما جعله يتمتع بمكانة طيبة داخل مكة وكان حتى هذا الوقت فخر شباب قريش، وعندما شرع القرشيون من هدم الكعبة لإعادة بنائها بشكل جيد، اختلفوا فمن يكون له شرف وضع الحجر الأسود مكانه، وكاد ان تحدث بينهم حرب لكنهم اتفقوا على أن يتقبلوا حكماً بينهم من أول شخص يتصادف دخوله الكعبة، فكان محمد. فقالوا:

هذا الأمين، رضينا، هذا محمد.

ووجدها ورقة فرصة ذهبية ليشيع في الجزيرة كلها بواسطة تلاميذه الرهبان عن قرب ظهور نبي جديد، فانتشر هذا الخبر حتى صار معروفاً وسط كل العرب ولم يعد أمام ورقة شيئاً يفعله سوى البدء في إظهار تلميذه، وتدبير مسألة الوحي، وقد لجأ في ذلك إلى الحيلة.. فكان يختبئ من محمد داخل غار حراء التي شهدت فترة إعداده الطويل فيها، وكان يصدر أصواتاً غريبة كأن يتكلم باللغة العبرانية التي لا يعرفها محمد، ثم يتبع ذلك كلاماً باللغة العربية الفصحى وكان ضليعاً أيضاً فيها ليوحي إلى النبي أنه يتلقى كلمات وحياً منزلاً من السماء، ولأنّ ورقة عالمٌ بالكتاب ويعرف تماماً طرق تنزيل لاوحي، فلقد أراد أن يحدث للنبي، ما سبق حدوثه عندما أنزل الله الوحي على صموئيل النبي، مع تعديل طفيف، فبينما خاف صموئيل وقص ما حدث له إلى عالي الكاهن، خاف محمد وأسرع إلى خديجة التي كانت على علم مسبق بحدوث هذا الأمر بعدما أخبرها به روقة، وطالبها بتصديق محمد ثم اصطحابه إليه ليؤكد له صدق هذا الوحي المزعوم! وبالفعل نجحت هذه الخطة الجهنمية وأتت بنتائج مبهرة لم يكن يتوقعها ورقة وخديجة فلقد هرع محمد إلى زوجته خديجة خائفاً مرتعداً وقص عليها ما سمعه في غار حراء فقالت له بدهاء:

أبشر يا ابن عم، فو الذي نفس خديجة بيده إني لأرجو أن تكون نبي هذه الأمة؟.

لقد طال انتظارها لهذه اللحظة، وهي ترجو أن يكون نبي هذه الأمة؟ ولأن أفضل شيء لتلين وتشكيل الحديد أن يطرق عليه وهو ساخن فلقد انتهزت شدة انفعال النبي وأسرعت به إلى ورقة كما كان الإتفاق المسبق بينهما، ومجرد أن رآهما ورقة حتى قال:

قدوس قدوس والذي نفس ورقة بيده لئن كنت صدقتني يا خديجة؟! لقد جاءه الناموس الأكبر! الذي كان يأتي موسى !! وأنه لنبي هذه الأمة.

ويروي ابن سيد الناس جانباً طويلاً عن هذه المقابلة، نوجزها بالآتي:

فانطلقت خديجة بمحمد حتى أتت به إلى ورقة بن نوفل وهو ابن عم خديجة أخي أبيها، وكان أمرأ تنصر في الجاهلية، وكان يكتب الكتاب العربي ويكتب من الإنجيل بالعربية ما شاء الله أن يكتب وكان شيخاً كبيراً فقالت له خديجة أي عم اسمع من محمد ابن أخيك! قال ورقة: يا ابن أخي ماذا ترى فأخبره محمد ما رأى فقال ورقة:

هذا الناموس الذي أنزل على موسى، يا ليتني أكون حياً حين يخرجك قومك، قال محمد: أو مخرجي هم؟!

قال ورقة: نعم لم يأت رجل قط بما جئت به إلا عودي وإن يدركني يومك أنصرك نصراً مؤزراً؟

ماذا يا ترى يملك هذا الشيخ الطاعن في السن أن ينصر تلميذه محمد؟ إنه ليس من حاملي السلاح، كلا إن لديه أمضى سلاح، لديه الكتاب العربي، لديه الإنجيل العبراني، لديه الوحي، وما أدراك ما هو الوحي؟

واستمر وحي ورقة يلقيه على محمد، ويؤيده ويناصره ويدافع عنه أمام حجج سائليه ممن يبغون إحراجه بالأسئلة المعجزة، حتى عندما حاولت قريش إحراج محمد بإلقاء عليه بعض أسئلتها الصعبة يتدخل وحي ورقة بالإجابة عما يصعب على النبي الإجابة الفورية عليه، ويذكر المؤرخون المسلمون أنه في إحدى المرات ارتبك النبي أمام سائليه ولم يتمكن النبي من الإجابة مباشرة على أسئلتهم مما أفرح قريش، لكن الله سبحانه وتعالى - لعله يقصد ورقة - أوحى إليه بعد مدة.

والواقع أن محمداً ذهب إلى أستاذه ورقة وأخبره عن أسئلة سائليه العسيرة، وبالطبع قام ورقة بالمطلوب، فأوحى إلى النبي بالأجابات المناسبة، ورد اعتباره أمام قريش التي شمتت فيه لعجزه السابق عن الإجابة، والفضل يعود إلى مؤازرة ورقة للنبي، تلك المؤازرة التي بدأت منذ أكثر من 15 سنة مضت، قام خلالها بالتوسط له لدى خديجة ابنة أخيه في إلحاقه لديها بتجارتها، ثم بزواجه منها، وبالطبع كان زواج محمد على خديجة هو زواجاً مسيحياً بدليل أنه بقي معها 15 سنة كاملة بدون ما يتزوج عليها أو يطلقها، ويؤكد رأينا ما يقوله مؤلفي كتاب التاريخ الإسلامي وبقية المصادر الإسلامية الأخرى:

عاش محمد مع السيدة خديجة 15 سنة على أتم وفاق، فلم يفكر في الزواج بغيرها حتى ماتت.

15 سنة كاملة عاشها محمد مع زوجته خديجة ولم يرتبط بغيرها طوال كل هذه السنوات وهو الذي تزوج بعد وفاتها بالكثيرات؟؟ وكان ضعيفاً جداً أمام النساء، حتى قيل عن نفسه - حبب إليّ النساء - ولم يكن يحتمل أن يمضي عليه سنة واحدة بدون أن يتزوج امرأة جديدة، فضلاً على مضاجعته مع ملكات إيمانه، وأي امرأة تدعوه لفراشها، رغم ذلك - بقي معتزاً جداً بذكرى خديجة لأنها كانت زوجته الشرعية الوحيدة، وتفوقت مكانتها على سائر أزواحه بما فيهم عائشة المقربة إليه، فكم من مرة يتشاجر معها بسبب غيرتها العمياء من خديجة رغم موتها!؟ وحدث أنها تفوهت بكلام قبيح في حق خديجة:

فقالت للنبي: ما تذكر من عجوز من عجائز قريش حمراء الشدقين هلكت في الدهر الأول وأبدلك الله خيراً منها، فأجابها النبي محتداً:

دفاع محمد القوي عن زوجته المسيحية وبيان عظمتها وانفرادها عن بقية زوجاته:

والله ما أَدلني الله خيراً منها:

آمنت بي حين كفر الناس، وصدقتني إذ كذبتني الناس، وواستني بمالها إذ حرمني الناس، ورزقني منها الله الولد دون غيرها من النساء.

الصفحة الرابعة عشر
الصفحة
  • عدد الزيارات: 44125