Skip to main content

الآيات التي يلقيها الشيطان - الصفحة الثامنة

الصفحة 8 من 18: الصفحة الثامنة

يا لهذا الحب الإلهي العجيب، هذا الحب الإلهي شاء أن يدفع عنا غرامة خطايانا - حتى لا نلقى في ظلمات السجن الأبدي، وكنا مستحقين لذلك لأن أبانا آدم المحدود أخطأ في حق الله غير المحدود، فكيف يمكن لأحد محدود أن يقدم اعتذاراً يليق بالله غير المحدود؟ كل البشر خطاة بما فيهم أنبياءهم ورسلهم فهم خطاة مثل سائر البشر وتاب عنهم الله وغفر ذنوبهم - كل الأنبياء بدون استثناء، وإذا كان الإخوة المسلمون يعتقدون أن نبيهم محمداً الوحيد المعصوم من الخطأ، والوحيد الكامل وسيد بني آدم، فنردّ عليهم من القرآن ذاته الذي يؤكد (خطايا محمد) وحاجته إلى أن يتوب عليه الله ويرفع عنه ذنوبه وأوزاره، يقول القرآن:

لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ (سورة التوبة 9: 117).

وأنه كان ضالاً (سورة الضحى 93: 7) وكان من الغافلين (سورة يوسف12: 3) وكانت عنده أوزار كثيرة جداً حتى أنها انقضت ظهره (سورة الشرح 94: 2-3) وغفر ما تقدم وما تأخر من ذنبه (سورة الفتح 48: 2).

وكانت خطيئة آدم بشعة جداً، أثارت غضب الله ونتج عنها طرد آدم وزوجه من الجنة:

وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُلْ لَكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُّوٌ مُبِينٌ قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الخَاسِرِينَ قَالَ اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ (سورة الأعراف 7: 19-26) (القصة الكاملة لسقوط آدم).

وتراها أيضاً في سورة طه من عدد 115-124، وسورة البقرة من عدد 35-38.

وقصة سقوط آدم البشعة معروفة تماماً في القرآن، حتى أنه يعتبر الشجرة التي أكل منها آدم وعصى ربّه هي شجرة ملعونة (سورة الإسراء عدد 60). لكن عقاب الله كان ممزوجاً بالرحمة! فيقول القرآن:

قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعاً فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدىً فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (سورة البقرة عدد 38).

وقوله أيضاً:

قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعاً بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُّوٌ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدىً فَمَنِ ا تَّبَعَ هُدَايَ فَلاَ يَضِلُّ وَلاَ يَشْقَى (سورة طه20: 123).

فمن هو صاحب الهدى الذي يستطيع أن يستغفر لآدم وبنيه؟ من هو جدير بذلك؟ ومن الذي يقبل الله شفاعته واستغفاره؟ قد تسرع بالإجابة وتقول:

ومن غيرُ النبي ؟ فهو خاتم الأنبياء وأعظمهم على الإطلاق، والوحيد الذي كتب اسمه على باب الجنة؟! وهو نبي الرحمة وليس غيره يستطيع أن يستغفر للناس ويتشفّع لهم أمام الله؟ قد يكون ذلك صحيحاً لو لم يقل القرآن عكس ذلك! ولكن القرآن يصرّح بأعلى صوته أن محمداً ليس له حق الشفاعة للناس، ومهما استغفر لهم ولو حتى سبعين مرة فلن يقبل منه الله! وقبل أن تطلق صيحة اعتراض، أدعوك لقراءة ما يقوله القرآن في ذلك:

اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لاَ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ (سورة التوبة 9: 80).

أي أن استغفاره أو عدم استغفاره ليس له قيمة أمام الله!!

ويقول أيضاً:

سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ (سورة المنافقون 63: 6).

لقد وعد الله آدم وبنيه أن يأتي إليهم هدى ويصرح القرآن قائلاً:

وَقَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِمْ بِعِيسَى ا بْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَآتَيْنَاهُ الإِنْجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ (سورة المائدة 5: 46).

فمن أتى بالهدى أحق بأن يهدي الناس، ومن يتبع الهدى فلا يقبل ولا يشقى (سورة طه 20: 123).

ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون (سورة البقرة 2: 38)

وهو نفس الوصف الذي أعطاه القرآن للمسيحيين (سورة البقرة 62).

وَجَاعِلُ الذِينَ ا تَّبَعُوكَ فَوْقَ الذِينَ كَفَرُوا إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ (سورة آل عمران 3: 55).

 

الصفحة التاسعة
  • عدد الزيارات: 43841