Skip to main content

الآيات التي يلقيها الشيطان - الصفحة السابعة عشر

الصفحة 17 من 18: الصفحة السابعة عشر

لا أعرف لماذا كل هذا العداء البغيض لأوروبا؟ وإذا كان مسيحيو أوروبا كفاراً مشركين فلماذا يتوافد المسلمون على ديارهم يتلقون العلم والمعرفة في جامعاتها؟ ويعيشون في كنفهم ويأكلون من خيراتها؟

إن أوروبا ليست كافرة وليست مشركة وأولادها ليسو أولاد زنى وشعوبها ليسوا من العاهرين والعاهرات.. فهذا سببٌ قبيحٌ وتزييفٌ فاضحٌ، أبناء أوروبا ورجالها ونسائها هم أرقى شعوب الأرض، هم المخترعين والعلماء والمفكرين الذين قدموا خدماتهم واسهاماتهم في تقدم الحضارة الإنسانية لماذا لا يرى المسلمون من أروربا سوى بعض المظاهر السلبية التي لا يخلو منها مجتمع، لا سيما لو كان مجتمعاً ديموقراطياً يمنح رعاياه الحرية المطلقة لا سيما الدينية والفكرية والشخصية، وسلبيات الحرية أفضل ألف مرة من جرائم الكبت ومظاهر النفاق والرياء، وكم يحدث من جرائم اغتصاب الأطفال، والسيدات، والإعتداء الجنسي على المحارم، الأب على ابنته، الأخ على أخته أو أخيه، الإبن على أمه، والشذوذ الجنسي، وبقية هذه الجرائم البشعة نتاج التراكمات النفسية من أثر الكبت، إن الذي يحدث في أوروبا واضحٌ ويمكن معالجته، أما خطورة ما يحدث في المجتمعات المغلقة أنه يحدث في الخفاء ولا يعلن منه سوى 1% من حجمه الحقيقي، ولا داع لذكر أسماء بلدان إسلامية معينة تمتلئ بمثل هذه الجرائم البشعة.

إن بعض التصرفات التي تصدر من بعض المراهقين الأوروبيين يفعل مثلها أو أكبر منها عقلاء وكبار الشخصيات داخل هذه المجتمعات المغلقة، إن ضابطاً في جهاز أمني خطير داخل دولة إسلامية قام باغتصاب أكثر من خمسين سيدة، وهو رجل مسلم من أدعياء التقوى وتمّ الحكم بإعدامه منذ قليل، كما قام ثلاثة مسلمين من دولة إسلامية باختطاف طفلة صغيرة وقاموا بالاعتداء الجنسي عليها واحتجازها لديهم 48 ساعة حتى قبض عليهم مؤخراً وهي ليست جرائم فردية عابرة بل لا يمر يومٌ إلا وتحدث، والملاجئ والإصلاحيات مليئة باللّقطاء وكل يوم تسقط شبكات الرقيق، وهناك دول إسلامية تبيح الدعارة وتمارس تحت رعاية الحكومة، فالشر موجود داخل كل المجتمعات، وسيبقى موجوداً حتى قيام الساعة، مع فارق أن تكون الإيجابيات أكثر من السلبيات وهذا ما نراه بوضوح في الشعوب الأوروبية المنهمكة في مصانعها وجامعاتها، مساهمين في رقي الشعوب الأخرى وليس عندهم وقتٌ يضيعونه بالجلوس في المقاهي والتسكع في الشوارع والوقوف على النواصي لمعاكسة ومضايقة السيدات. كما يحدث بشكل ملحوظ في الدول المتخلفة. كما أن أماكن اللّهو في أوروبا يرتادها دائماً الغرباء الوافدين من البلدان المنغلقة بوجوههم المميزة، فهم يأتون خصيصاً لإرواء شهواتهم، وليس خافياً على أحد ما يحدث في بعض المزارات الدينية داخل هذه البلدان، وقد أصبحت المزارات ملتقىً للعشاق مع أن المفروض أنها أماكن لها قدسيتها، وما يحدث من زحام السيدات بالرجال شبه العرايا داخل أكبر مزار ديني عندهم لهو شيء يندى له الجبين ويتعفف اللسان عن ذكرها.

فرق كبير بين الخطايا الظاهرة، والأخرى المستترة، فهل هذه هي التقوى التي تريدها؟ إن دفاعك المستميت عن تعدد الزوجات، وهجومك على المسيحيين الذين يجرمونه ويحرمونه لهو دليل على مركب النقص الذي تعاني منه، لذلك تصب أحقادك وكراهيتك على المسيحيين الأوروبيين وأغلب الظن أنك من هؤلاء المتزوجين بأكثر من واحدة ولذلك تحاول تبرير تعطشك إلى الشهوة بهذا الدفاع السخيف، وتحاول تبرئة الإسلام من انفراده بتعدد الزوجات وتفتري على المسيحية وتدّعي أنها تجيزه ولا تحرمه!! وهذا يدل على جهلك الشديد بالمسيحية ويدل على حالة الانفصام العقلي التي تعميك عن رؤية الحقائق التي تصرخ بأعلى صوتها معلنة تحريم وتجريم المسيحية لتعدد الزوجات، ومعهم غالبية الشعوب والأمم فالكل يأخذ بتشريع الزوجة الواحدة لأنه وحده الوضع الطبيعي، وعداه شذوذ ومرض يا سيد عادل.

وأعود إليك يا صديقي فأقول:

إذا كان حقاً يتزوج المسلم من أربع نسوة ليصارع بهم القوى الأربعة لطبيعته فماذا يفعل أغلب سكان الأرض وهم متزوجون بواحدة فقط؟ هل يا ترى هم مغلوبين من الطبيعة؟ كيف وهم الذين تغلبوا على كل شيء وهبطوا على القمر وسخروا الطبيعة لخدمة البشر، وصاروا سادة هذه الطبيعة.

ثم ماذا يكون حال العلماء المتفرّغين لأبحاثهم؟ وهؤلاء الرهبان المتبتلين الذين نبغ منهم علماء ومخترعون ومفكرون عظام، فهل هؤلاء يعتبرهم الإسلام منهزمين لأنهم لم يتزوجوا من أربعة نسوة لمصارعة قوى الطبيعة الأربعة؟

كيف وهم الذين تغلبوا على هذه الطبيعة وجعلوا أرواحهم تقود أجسادهم وليس العكس، فهل هؤلاء الأقوياء الذين قاوموا الغريزة الجنسية وبقية متاع الدنيا ليكونوا متفرغين للعبادة والتأمل، هل هؤلاء العظام يعتبرهم الإسلام منهزمين؟ أي منطق هذا؟

إن المسيحية تحرم التعدد وكل مظاهر الشهوة، وتنادي أتباعها بضبط النفس، ومن لا يستطيع ذلك فليتزوج، وإن تزوج فواحدة فقط يعيش معها على السراء والضراء، ولا يفصل بينهما سوى الموت أو الخيانة.

لكن مشكلة الإسلام تكمن في قيام نبيه بتعدد الزوجات، لذلك فالإسلام يجد نفسه مضطراً في الدفاع عن التعدد حتى لا يُدان نبيهم، فلو قالوا أن التعدد قبيح وهو كذلك لقالوا ضمناً أن نبيهم كذلك، وليس نبيهم فقط، بل وكل الصحابة أيضاً فجميعهم كانوا شهوانيين بدرجة لا يصدقها العقل، وجميعهم كانوا من متعددي الزوجات، عمر بن الخطاب وعثمان ابن عفان وعلي بن أبي طالب والحسن بن علي الذي كان أكبر مزواجٍ، فهؤلاء الصحابة والخلفاء تزوجوا عدداً هائلاً من النساء 273. ويقول حبر الأمة الإسلامية ابن عباس:

تزوجوا فإن يوماً مع التزويج خير من عبادة ألف عام !!!

ويقول ابن مسعود:

زوجوني فإني أكره أن ألقى الله عزباً!.

وأحاديث النبي ضد العفة والتبتل والنسك معروفة تماماً.

هكذا بلغ السخف بالعقول باعتبار أن يوماً يقضيه المسلم مع امرأة يلهو بها خيرٌ من عبادة ألف عام؟؟ إلى هذا الحد يهين الإسلام عبادة الله ويضع الزواج الجنسي في المرتبة الأولى ويرجحه عن عبادة ألف عام؟! وإلى هذا الحد يهين الإسلام العفة والتبتل وينعت أصحابها بإخوان الشياطين!! وبلغ حقد الإسلام على هؤلاء الأطهار الصالحين الذين أحبوا خالقهم من كل قلوبهم وعقولهم وفرغوا أنفسهم ونذروها خالصة لله منقطعين في الأديرة والبراري مفرغين قلوبهم من شهوات العالم مجاهدين أنفسهم تنفيذاً لوصية المسيح لهم ليتركوا كل شيء ويتبعوه ساعين إلى الكمال، هؤلاء القديسين بلغ حقد النبي عليهم حد التطاول والاحتقار ونعتهم بالمجرمين! والنظر إليهم نفس نظرة أي مريض سيكوباتي ضد المجتمع السوي، إنها نظرة اللص للشريف، والماجن للعفيف، وهكذا نعرف سر هجوم النبي وأتباعه على أطهار المسيحيين حقداً وحسداً.

الصفحة الثامنة عشر
الصفحة
  • عدد الزيارات: 44137