Skip to main content

لا تحريف في التوراة والإنجيل - شهادة القرآن للتوراة والإنجيل

الصفحة 2 من 23: شهادة القرآن للتوراة والإنجيل

الفصل الأول

شهادة القرآن للتوراة والإنجيل

 

مقدمة

الحمد لله أننا نعيش في عصر العلم والتنوّر?الذي لا مكان فيه للمتعصب والناموسي, إن أوساط الدنيا مفتوحة للبحث الموضوعي والتفاهم المبني على أسس الحقيقة, فإن كنت من الذين يفتشون عن الحق فندعوك للدراسة الخالية من العواطف? لتجد جوهر الوحي وتلبس قوة العلي,

الحمد لله مرة أخرى لأن الخبير الدكتور فاندر ألف منذ أكثر من مائة سنة هذا الكتاب الشهير ميزان الحق?ولم نجد حاجة للتغيير فيه?لأن مقارناته متينة ومبنية على احترام وفهم وعدل, فيسرنا أن ننشر كتابه مرة أخرى عسى أن بعض الشباب يغادرون جو القرون الوسطى وينطلقون إلى حرية الفكر والحياة المبنية على الواقع والمنطق والمحبة.

الناشرون

 

قسم العلماء البرهان إلى نوعين : عقلي ونقلي ?فالعقلي يحتوي على الدليلين الخارجي والداخلي, ولو كنا نؤلف تأليف

الإقناع الكفار والملحدين وعبدة الأصنام ?لكان يجب علينا أولاً أن نأتي بالدليل الخارجي بأن التوراة والإنجيل هما قديمان وغير محرَّفين ?ونبيّن وجوب الاعتماد لأنهما وحي من الله تعالى

ثم علينا أن نذكر تاريخ كل سفر من أسفارهما - بمقدار إمكاننا - لنبيّن كيفية جمع الأسفار, وهل يحق لنا بعد وزن الدليل الخارجي أن ننسب الأسفار للأنبياء الذين كُتبت أسماؤهم عليها أم لا؟

وأخيراً نبحث في حقيقة الدليل الداخلي المأخوذ من نفس الأسفار ونبيّن نتيجة بحثنا,

أما المسيحيون فإنهم كرروا ذلك ?لأن الملحدين وغيرهم أثاروا حرباً عواناً ضد الكتب المنزلة ?فلإقناعهم فحص المسيحيون وحققوا جميع الأدلة ?سواء كانت لهم أو عليهم لكونهم شديدي التمسك بالوصية المقدسة القائلة :

امْتَحِنُوا كُلَّ شَيْءٍ. تَمَسَّكُوا بِالحَسَنِ - 1 تس 5 :21 -

فإطاعة تلك الوصية مطلوبة منا بأمر من الله تعالى الذي وهبنا عقل الأجل هداية خطواتنا في سبيل تمجيد اسمه الأقدس, وحيث أن الحق من أخص صفات الله فهو لن يبيد ولن يتلاشى ?بل يجب أن يبقى أبدياً, والذي يريد البحث عن الحق الإلهي والسير في مسالكه حسب إرادة الله المقدسة لا يخوِفه ولا يصده عن أدق تنقيب حول أسس إيمانه شيء ما, وبعد إتمام ذلك التنقيب والبحث لا يثبت على صخرة الحق وحده فقط ?بل هو قادر أيضاً على إعانة آخرين مثل اللا أدرية وغيرهم من المترددين والمذبذبين في الشك ?فإيمانه حينئذ يستحق أن يطلق عليه اسم إيمان إذ ليس هو كتقليد الجاهلين ولا كتمسُّك المتعصبين,

أما الأدلة العقلية على صحة الديانة المسيحية فمكاتب العلماء المسيحيين مملوءة بالكتب في موضوعها, وليس هنا محلٌّ لإيرادها .

لأن غرض هذا التأليف ليس إقناع الكفرة ?بل مساعدة إخواننا المسلمين الذين يقبلون القرآن كآخر إعلان من الله تعالى لهم?ويؤمنون أنه يحتوي على كلام الله نفسه, فأهم من كل شيء عند المسلم اعتقاد صدق ما قاله القرآن الشريف

لأن بعض المسلمين الجاهلين يعتقدون بعكس ما قاله القرآن في ذلك

فأكثرهم يعتقد في الكتاب المقدس غير ما يشهد القرآن له ?فيجدر بكل مسلم أن يشترك معنا في البحث عن شهادات القرآن للتوراة والإنجيل ?لنستفيد جميعاً فائدة تُذكر فتُشكر,

الصفحة الأولى
  • عدد الزيارات: 35568