لا تحريف في التوراة والإنجيل - الصفحة الثانية
ولنذكر بعد ذلك الترجمات الأخرى للعهد القديم لزيادة التأكيد بأن التوراة التي بأيدينا اليوم هي التي كانت في عصر محمد وقبله بقرون كثيرة? لأنه إن لم تكن موجودة حينئذ فمن أين أتت تلك الترجمات وعلى الخصوص الترجمة السبعينية ?
ثم الترجمة اليونانية التي تُرجمت بواسطة أكويلا التي تممها سنة 130 ميلادية وترجمها مرة أخرى رجل سامري اسمه سيماش? وفرغ منها سنة 218 ميلادية? ثم ترجمها إيرونيموس عن اللغة العبرية إلى الطليانية وتُسمى الترجمة اللاتينية? وفرغ منها سنة 405 ميلادية? وتُسمى الفولجاتا ,
يقول يعقوب من أودسا إن التوراة تُرجمت أيضاً في حياة المسيح بناء على طلب ملك أودسا ابجار? ويظنون أن أول من أشار إلى الترجمة السريانية هو مليتس من أهالي ساردس في القرن الثاني? وينسبها آخرون إلى القرن الثالث, والترجمة السريانية الفيلكسية أتمها بوليكاربوس نحو سنة 508 وهذبها وأصلحها توماس هرقل 616 م, وعليه كل الترجمات السريانية كانت موجودة من قبل عصر محمد? والترجمة الأخيرة من هذه اللغة بوشرت في نفس أيامه,
ولما احتمى أصحاب محمد ببلاد الحبشة قبل الهجرة رأوا أهل تلك البلاد يقرأون التوراة والإنجيل في لغتهم الحبشية, وبسبب قِدم تلك الترجمة كان من الصعب على الأحباش فهمها? والمظنون أنها تُرجمت في القرن الرابع للميلاد, وكذلك لما فتح عمرو مصر وجد الدين الغالب فيها النصرانية? ووجد الكتاب المقدس مترجماً إلى اللغة القبطية في اصطلاحات البلاد الثلاثة الصعيدي والبحيري والبشموري, وقد تُرجمت عن الترجمة السبعينية? ويظن بعضهم أنها تُرجمت في ما بين القرن الثالث والرابع? ويقول بعضهم بل قبل ذلك,
وتُرجمت بعض أجزاء التوراة عن اللغة السريانية إلى الآرامية سنة 411 م وعن الترجمة السبعينية سنة 436 م, وبعد ذلك بنحو قرن تمت الترجمة المشهورة بترجمة القديس جاورجيوس? وكانت مع قرب عهدها قبل الهجرة بسنين كثيرة,
وترجم التوراة أسقف غوثية إلى لغة أهل بلاده سنة 360 من وأكثر هذه التراجم تممها قوم مسيحيون ما عدا الترجمة السبعينية والأكويلية طبعاً, كثيراً ما ترجم اليهود بعض أسفار التوراة إلى الآرامية حيثما ابتدأ أكثرهم يهملون التكلم بالعبرية? ومن بين هذه التراجم ترجمة أنكلوس التي تمت ما بين سنة 150 و200 م, وترجم يوناثان ابن عزيل أسفار الأنبياء سنة 320, م وعدا عن كل هذه الترجمات كان يوجد كتاب الترجوم الأورشليمي? ترجمة أسفار العهد القديم وشروحها إلى اللغة الآرامية? وقد تم في القرن السادس أي قبل الهجرة, ومن المعلوم أنه كان في سالف الزمان بغض شديد بين السامريين واليهود? ومن أجل ذلك لم يعتمد السامريون من التوراة سوى أسفار موسى الخمسة واعتبروها كما هي موحى بها من الله, ولم نعلم بالتأكيد متى حصلوا على نسخة الأسفار الخمسة? فيظن البعض أنه كان في سنة 606 ق, م, أي حينما ابتدأت سنو السبي السبعون? ويظن البعض أن منسى حفيد ألياشيب الكاهن العظيم - وهو الذي قد تزوج بابنة سنبلط كما جاء ذلك في سفر نحميا أصحاح 13 :28 - أحضر هذه الأسفار إلى السامرة حينما نفاه نحميا من أورشليم وأسس هناك هيكلاً على جبل جرزيم نحو سنة 409 ق م,
ولا يزال بين أيدي المسيحيين بعض النسخ من توراة السامريين - أي أسفار موسى الخمسة - باللغة العبرانية الأصلية? لكن بحروف مختلفة عن التي يستعملها اليهود,
- عدد الزيارات: 37770