لا تحريف في التوراة والإنجيل - إيجاد فاصل مميز بين اليهود والأمم
1 - إيجاد فاصل مميز بين اليهود والأمم إلى أن يأتي المخلّص الموعود به,
2 - لتعليمهم بأن تلك الطقوس وإن كانت مؤيَّدة بأوامر إلهية? فليست إلا رموز الحقائق روحية? لأن العبادة المقبولة عند الله لا تقوم بشكلها الظاهر فقط? بل بالحالة التي يكون عليها قلب العابد حيث قال المسيح : اَللّه رُوحٌ. وَالَّذِينَ يَسْجُدُونَ لَهُ فَبِالرُّوحِ وَالْحَقِّ يَنْبَغِي أَنْ يَسْجُدُوا - يوحنا 4 :24 ,
ومما يدل على أن تلك الطقوس? ليست مقصودة لذاتها ما قاله صموئيل النبي هَلْ مَسَرَّةُ الرَّبِّ بِالمُحْرَقَاتِ وَالذبَائِحِ كَمَا بِاسْتِمَاعِ صَوْتِ الرَّبِّ ?هُوَذَا الاِسْتِمَاعُ أَفْضَلُ مِنَ الذبِيحَةِ وَالْإِصْغَاءُ أَفْضَلُ مِنْ شَحْمِ الْكبَاشِ - 1 صموئيل 15 :22 , وورد في سفر ميخا النبي أن ملكاً يُسمى بالاق سأل : بِمَ أَتَقَدَّمُ إِلَى الرَّبِّ وَأَنْحَنِي لِلْإِلَهِ الْعَلِيِّ ?هَلْ أَتَقَدَّمُ بِمُحْرَقَاتٍ? بِعُجُولٍ أَبْنَاءِ سَنَةٍ ?هَلْ يُسَرُّ الرَّبُّ بِأُلُوفِ الْكبَاشِ? بِرَبَوَاتِ أَنْهَارِ زَيْتٍ ?هَلْ أُعْطِي بِكْرِي عَنْ مَعْصِيَتِي? ثَمَرَةَ جَسَدِي عَنْ خَطِيَّةِ نَفْسِي ?فجاءه الجواب من قبل النبي مصرحاً بعدم فائدة الشعائر التي عدَّدها في سؤاله? ما لم تكن مقرونة بتكريس الحياة والقلب لله وهاك نص الجواب : قَدْ أَخْبَرَكَ أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا هُوَ صَالِحٌ? وَمَاذَا يَطْلُبُهُ مِنْكَ الرَّبُّ? إِلَّا أَنْ تَصْنَعَ الْحَقَّ وَتُحِبَّ الرَّحْمَةَ? وَتَسْلُكَ مُتَوَاضِعاً مَعَ إِلَهِكَ - ميخا 6 :6-8 ,
والسيد المسيح يوافق على هذا التعليم كل الموافقة بأصرح الأقوال وهاك ما قاله : تَأْتِي سَاعَةٌ? وَهِيَ الْآنَ? حِينَ السَّاجِدُونَ الْحَقِيقِيُّونَ يَسْجُدُونَ لِلْآبِ بِالرُّوحِ وَالْحَقِّ? لِأَنَّ الْآبَ طَالِبٌ مِثْلَ هؤُلَاءِ السَّاجِدِينَ لَهُ. اَللّه رُوحٌ. وَالَّذِينَ يَسْجُدُونَ لَهُ فَبِالرُّوحِ وَالْحَقِّ يَنْبَغِي أَنْ يَسْجُدُوا - يوحنا 4 :23 و24 , ولما أعلنت هذه الأسرار الروحية والتعاليم الراقية وقدمت الكفارة عن خطايا العالم أجمع - انظر1 يوحنا 2 :2 - ودرّب المسيح الحواريين وأرسلهم ليكرزوا ويبشروا بالإنجيل في كل أقطار المسكونة ويعرضوا على بني آدم هبة الله المجانية وهي الحياة الأبدية - انظر رومية 6 :23 - معطي الهم قدرة ومعونة حتى يقيموهم من قبور خطاياهم إلى حياة البر والفضيلة ويملأوا الأرض من معرفة الرب كما تغطي المياه البحر - إشعياء 11 :9 , ولما تم كل هذا آن الآوان الذي ينبغي فيه حل رموز تلك العبادة القائمة بالذبائح والبخور والغسل إلى غير ذلك مما هو مذكور بالتفصيل في التوراة بالعبادة الروحية التي كانت ترمز إليها تلك الرسوم الظاهرة, ولولا العبادة الروحية لكانت تلك الرسوم خالية من الفائدة, وإذا جاء
الصريح استُغني عن الرمز كما يُستغنى عن القشرة بعد نضوج الحبة, وإلى هذا المعنى أشار إرميا النبي فقال هَا أَيَّامٌ تَأْتِي يَقُولُ الرَّبُّ وَأَقْطَعُ مَعَ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ وَمَعَ بَيْتِ يَهُوذَا عَهْداً جَدِيداً. لَيْسَ كَالْعَهْدِ الَّذِي قَطَعْتُهُ مَعَ آبَائِهِمْ يَوْمَ أَمْسَكْتُهُمْ بِيَدِهِمْ لِأُخْرِجَهُمْ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ? حِينَ نَقَضُوا عَهْدِي فَرَفَضْتُهُمْ يَقُولُ الرَّبُّ. بَلْ هذَا هُوَ الْعَهْدُ الَّذِي أَقْطَعُهُ مَعَ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ بَعْدَ تِلْكَ الْأَيَّامِ يَقُولُ الرَّبُّ : أَجْعَلُ شَرِيعَتِي فِي دَاخِلِهِمْ وَأَكْتُبُهَا عَلَى قُلُوبِهِمْ? وَأَكُونُ لَهُمْ إِل هاً وَهُمْ يَكُونُونَ لِي شَعْباً - إرميا 31 :31-33 , ومن هذه الآيات أخذنا كلمة - العهد الجديد - وجعلناها اسما للإنجيل? وهو الجزء الثاني من الكتاب المقدس, ولاحظ كيف تتفق هذه الآيات مع قول المسيح الذي أشرنا إليه آنفاً في بشارة يوحنا 4 :23 و24, فإنه يتبين أن كل الطقوس والشعائر اليهودية الوقتية - أو كما يسميها بعضهم الشريعة الطقسية - قد تمت تماماً في ملء روحانية العهد الجديد الذي نوى المسيح أن يعقده مع كل من يؤمن به من أية أمة كانت على الأرض, ومن أجل ذلك قال المسيح بهذا الصدد خطاب الامرأة من السامرة يَا امْرَأَةُ? صَدِّقِينِي أَنَّهُ تَأْتِي سَاعَةٌ? لَا فِي هذَا الْجَبَلِ? وَلَا فِي أُورُشَلِيمَ تَسْجُدُونَ لِلْآبِ. أَنْتُمْ تَسْجُدُونَ لِمَالسْتُمْ تَعْلَمُونَ? أَمَّا نَحْنُ فَنَسْجُدُ لِمَا نَعْلَمُ - لِأَنَّ الْخَلَاصَ هُوَ مِنَ الْيَهُودِ. وَلكِنْ تَأْتِي سَاعَةٌ? وَهِيَ الْآنَ? حِينَ السَّاجِدُونَ الْحَقِيقِيُّونَ يَسْجُدُونَ لِلْآبِ بِالرُّوحِ وَالْحَقِّ? لِأَنَّ الْآبَ طَالِبٌ مِثْلَ هؤُلَاءِ السَّاجِدِينَ لَهُ. اَللّه رُوحٌ. وَالَّذِينَ يَسْجُدُونَ لَهُ فَبِالرُّوحِ وَالْحَقِّ يَنْبَغِي أَنْ يَسْجُدُوا - يوحنا 4 :21-24 ,
ثم أن الجواب الذي أجابت به تلك المرأة المسيح يدل على أن مسألة إتمام العهد القديم بالعهد الجديد? أو بعبارة أخرى إيضاح العبادة الطقسية بالعبادة الروحية? كان معروفاً ومنتظر اليس فقط عند اليهود الأتقياء - انظر بشارة لوقا 2 :29 - بل وعند المحققين من السامريين - انظر بشارة يوحنا 4 :12-23 - واقتبس أحد الحواريين مقالة إرميا التي ذكرناها آنفاً في هذا الصدد? وبيّن أن ذكر العهد الجديد الذي بشر به إرميا يدل على أن يهود عصره كانوا يعتقدون بأن الطقس الموسوي شاخ وهرم وقارب الاضمحلال واحتاج الحال إلى العهد الجديد - انظر رسالة العبرانيين 8 :13 - الذي لا يبطل التوراة بل يكشف الحجاب عن حقائقها - انظر إنجيل متى 5 :17 و18 - واعلم أن الحق بحسب جوهره ثابت ودائم غير قابل التبديل ولا النسخ? فالحقائق التي وردت في العهد القديم يجب أن تبقى حقاً إلى م الا نهاية, ولا يُقال إن العهد الجديد نسخها? بل يُقال إنه شرحها وأبرزها في شكلها الروحي الذي يلائم الناس في كل زمان ومكان,
العهد القديم كان بين الله وبني إسرائيل فقط? ومدته انتهت بمجيء المسيح وتأسيس ملكوته, وأما العهد الجديد الذي تنبأ به إرميا النبي فعهد بين الله والمؤمنين بالمسيح سواء كانوا من بني إسرائيل أو من الأمم فهذا العهد الأخير أعم وأهم من الأول? لأن الأول كان قائماً على فرائض وطقوس ورسوم? تدرِّب بني إسرائيل فقط على إدراك الحقائق الروحية تدريجياً استعداد الأن يكونوا تلاميذ للمسيح وأساتذة العالم أجمع, فالعهد الأول والحالة هذه يشبه بزرة محصورة في دائرة ضيقة? وأما العهد الجديد فيشبه شجرة متأصلة نامية شاغلة مكاناً متسعاً, فكأن بزرة العهد القديم أنبتت شجرة العهد الجديد? والاثنان واحد جوهراً وإن اختلفا ظاهراً,
وحيث كان الأمر كذلك فمن الخطأ المعيب أن يُقال بإن العهد القديم منسوخ والعهد الجديد ناسخ? ولعل الذين قالوا هذا القول لاحظوا الطقوس والفرائض التي خصّت ببني إسرائيل وأُهملت من جانب المسيحيين فنجيب عن ذلك أن تلك الطقوس الإسرائيلية هي بذاتها أنتجت العبادات الروحية للمسيحيين, كما تنتج البزرة شجرة تُرى كأنها شيء جديد? والحقيقة هي أنها البزرة بعينها إنما أخذت شكلاً آخر اتِّباع الناموس النمو والارتقاء? فلا يصحّ أن يُقال إن الشجرة نسخت البزرة ومحت أثرها من صحيفة الوجود? بل أتمتها وأظهرت قوتها وإنتاجها بشكل محسوس,
ولا يبرح من ذهنك أن وصايا التوراة نوعان : طقسية وأدبية? والأولى كانت خاصة ببني إسرائيل? والكثير منه الم يكن مشروعاً إلا عندما أُوحي إلى موسى بالتوراة على جبل سيناء, ومن أجل ذلك لم يكن إبراهيم مكلفاً منها إلا بالختان, وهذه ملاحظة جديرة بالالتفات? لأنها تدل على أن نفوذ الوصايا الطقسية محصور ووقتي حتى أنه لم يشمل إبراهيم وإسحاق ويعقوب والأسباط وذريتهم إلى زمن موسى, فالغرض إذاً من هذه الوصايا الطقسية هو كما أسلفنا بيانه أمران : الأول? لأجل أن يعزل اليهود عن الأمم عزلة تامة صون الهم من السقوط في الوثنية التي كان لها السلطان الأعظم في تلك العصور المظلمة? واستدامت هذه العزلة إلى مجيء المسيح وتأسيس كنيسته على الأرض, والثاني? حتى يتعلّموا عملياً أن العبادات الظاهرة القائمة في المناسك وإن كانت موحى بها من الله ليست مقصودة لذاتها ولا تروي النفس المتعطشة إلى الله? بل غاية ما هنالك يرمز بها إلى حقائق روحية هي المقصودة بالذات كما شرحناها في غير هذا الموضع - قارن مزمور 51 :16 و17 - وبين ما تم مع المسيح, فلم تكن تلك الوصايا مفروضة على الأمم? وقد ضعف تأثيرها على بني إسرائيل أنفسهم منذ قيامة المسيح من الأموات,
أما الوصايا الأدبية فهي أزلية أبدية? والناس ملتزمون بها في كل زمان ومكان? وإن كان أُوحي بها إلى موسى? إلا أن الالتزام بها من بدء الخليقة إلى منتهاها, فمن الوصايا الأدبية : لا تزن? لا تسرق? لا تقتل? لا تعبد الأصنام, فهذه الوصايا متعلقة بذات الله تعالى وطبيعته القدوسة, من أجل ذلك ينبغي أن تكون من الأزل إلى الأبد? ولا معنى للناسخ والمنسوخ في هذا المقام, فمن يزعم أن الإنجيل ينسخ التوراة هو على خطأ وجهل, مطبق وما الإنجيل بناسخ للتوراة بل مصدق وشارح لمعانيه ورافع لرسومه من الجسديات إلى الروحيات, ولهذا السبب ورد في الإنجيل أقوال تفوق الحصر من التوراة في مواضيع مختلفة? مشروحة شرحاً وافياً ومدققاً, ولقد صدق القرآن حيث أفاد في وصفه الإنجيل بكونه مصدقا للتوراة كما جاء في سورة المائدة 5 :46 وَقَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِمْ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقا لمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التوْرَاةِ وَآتَيْنَاهُ الْإِنْجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقا لمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ ,
ولنكرر القول هنا إن الوصايا الواردة في التوراة ولم يلتزم بها المسيحيون ما هي إلا الوصايا الطقسية? على أن الإنجيل لم ينسخها ولم يبطلها بل قد أكملها وبلغها إلى درجة رضوان الله الكامل, ومن أمثلة ذلك ما ورد في التوراة أن الله فرض على بني إسرائيل تقديم الذبائح الذي كان مستعملاً من بدء الخليقة عند كل الشعوب? وأمرهم أن يقدموها في أوقات معلومة ولغايات مختلفة? منها التكفير عن الخطايا, ولا يُعقل بداهة أن تقديم ذبائح الحيوانات يرفع خطايا البشر, وقد لاحظ ذلك داود النبي فقال لِأَنَّكَ لَا تُسَرُّ بِذَبِيحَةٍ وَإِلَّا فَكُنْتُ أُقَدِّمُهَا. بِمُحْرَقَةٍ لَا تَرْضَى - مزمور 51 :16 - وقد كمل الإنجيل التوراة في هذا الموضوع حيث يقول :
لِأَنَّ النامُوسَ? إِذْ لَهُ ظِلُّ الْخَيْرَاتِ الْعَتِيدَةِ لَا نَفْسُ صُورَةِ الْأَشْيَاءِ? لَا يَقْدِرُ أَبَداً بِنَفْسِ الذبَائِحِ كُلَّ سَنَةٍ? التي يُقَدِّمُونَهَا عَلَى الدَّوَامِ? أَنْ يُكَمِّلَ الَّذِينَ يَتَقَدَّمُونَ. وَإِلَّا? َفَمَا زَالَتْ تُقَدَّمُ ?مِنْ أَجْلِ أَنَّ الْخَادِمِينَ? وَهُمْ مُطَهَّرُونَ مَرَّةً? لَا يَكُونُ لَهُمْ أَيْضاً ضَمِيرُ خَطَايَا. ل كِنْ فِيهَا كُلَّ سَنَةٍ ذِكْرُ خَطَايَا. لِأَنَّهُ لَا يُمْكِنُ أَنَّ دَمَ ثِيرَانٍ وَتُيُوسٍ يَرْفَعُ خَطَايَا. لِذ لِكَ عِنْدَ دُخُولِهِ إِلَى الْعَالَمِ يَقُولُ : ذَبِيحَةً وَقُرْبَان المْ تُرِدْ? وَلكِنْ هَيَّأْتَ لِي جَسَداً. بِمُحْرَقَاتٍ وَذَبَائِحَ لِلْخَطِيَّةِ لَمْ تُسَرَّ. ثُمَّ قُلْتُ : هَئَنَذَا أَجِيءُ. فِي دَرْجِ الْكتَابِ مَكْتُوبٌ عَنِّي? لِأَفْعَلَ مَشِيئَتَكَ يَا اَللّه . إِذْ يَقُولُ آنِفاً : إِنَّكَ ذَبِيحَةً وَقُرْبَاناً وَمُحْرَقَاتٍ وَذَبَائِحَ لِلْخَطِيَّةِ لَمْ تُرِدْ وَلَا سُرِرْتَ بِهَا . التي تُقَدَّمُ حَسَبَ النامُوسِ. ثُمَّ قَالَ : هَئَنَذَا أَجِيءُ لِأَفْعَلَ مَشِيئَتَكَ يَا أَللهُ . يَنْزِعُ الْأَوَّلَ لِكَيْ يُثَبِّتَ الثَّانِيَ. فَبِهذِهِ الْمَشِيئَةِ نَحْنُ مُقَدَّسُونَ بِتَقْدِيمِ جَسَدِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ مَرَّةً وَاحِدَةً - عبرانيين 10 :1-10 ,
كشف إشعياء النبي لنا سلفاً عن المقصود من تلك الذبائح الحيوانية في إنبائه عن حمل الله - إشعياء 53 - الذي كان ناوياً على تقديمه من بدء الخليقة - رؤيا 13 :8 ,
وحيث أن هذا الذبح العظيم الذي كانت تشير إليه الذبائح الحيوانية قد حدث تقديمه? فلا لزوم لتلك الذبائح الحيوانية بعده, أما المسيحيون فلا يقدمونها اكتفاء بذبيحة المسيح, ولا يقدمها اليهود لأنهم أُمروا في التوراة أن لا يقدموا ذبيحة إلا في أروشليم داخل أسوار هيكل سليمان, ومن المعلوم أن الهيكل خرب وزال من الوجود? وبُني على آثاره جامع عمر وهو باق إلى اليوم, ومع أن المسيحيين لا يقدمون ذبائح حيوانية لكنهم لا يزالون يقدمون ذبائح ذات شأن عظيم عند الله? وهي ذبائح نفوسهم? أي يضحّون بأجسادهم وأرواحهم ونفوسهم ليكونوا ذبائح حية مقدسة مرضية عند الله الحي الأزلي? وبهذا يتممون المعنى الروحي المقصود من المحرقات المفروضة في شريعة موسى, وأشار إلى هذه الذبائح الرسول بولس بقوله : فَأَطْلُبُ إِلَيْكُمْ أَيُّهَا الْإِخْوَةُ بِرَأْفَةِ اللهِ أَنْ تُقَدِّمُوا أَجْسَادَكُمْ ذَبِيحَةً حَيَّةً مُقَدَّسَةً مَرْضِيَّةً عِنْدَ اللهِ? عِبَادَتَكُمُ الْعَقْلِيَّةَ. وَلَا تُشَاكِلُوا هذَا الدَّهْرَ? بَلْ تَغَيَّرُوا عَنْ شَكْلِكُمْ بِتَجْدِيدِ أَذْهَانِكُمْ? لِتَخْتَبِرُوا مَا هِيَ إِرَادَةُ اللهِ الصالِحَةُ الْمَرْضِيَّةُ الْكامِلَةُ - رومية 12 :1 و2 , ويشير إليها أيضاً بطرس الرسول بقوله كُونُوا أَنْتُمْ أَيْضاً مَبْنِيِّينَ كَحِجَارَةٍ حَيَّةٍ? بَيْتاً رُوحِيّاً? كَهَنُوتاً مُقَدَّساً? لِتَقْدِيمِ ذَبَائِحَ رُوحِيَّةٍ مَقْبُولَةٍ عِنْدَ اللهِ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ - 1 بطرس 2 :5 -
وقد شرَّعت التوراة فريضة غسل الجسد? ولا شك أن الغرض من هذا هو :
- عدد الزيارات: 37764